حتى إلى وقت قريب جداً كنت أنظر في الخريطة السياسية لمشهد الانتخابات بولاية جنوب كردفان التي تنافس على منصب الوالي فيها كل من مولانا أحمد محمد هارون عن الوطني وعبد العزيز الحلو عن الحركة الشعبية.. كنت أنظر وأقيس الأمور بعين الذي رأى الإنجازات السياسية والتنموية التي قد تدفع الناخبين إلى صناديق الوطني الذي حقق لهم هارون من خلاله ما لم يحققه آخرون. غير أن الأحداث التي شهدتها الولاية والخراب والإفلاس السياسي الذي شكل العقل الثوري المتمرد للحركة الشعبية، أن هذه الأحداث ستحدث كشطاً كبيراً في خريطة الوطني واستراتيجياته للمرحلة ما بعد حريق كادقلي. ولعلَّ زيارة الوزير سوار إلى تلك المناطق خلقت للحركة الشعبية كريزما وسط الأهالي البسطاء، حيث صورت الحركة ربط ودوافع زيارة سوار إلى هكذا مناطق جغرافية ملتهبة بأنه سعي من الوطني ومساومة لمواطني الجبال الشرقية حسب الحركة - للزج بهم لملء صناديق الوطني.. وشخصياً لا يساورني شك في أن المؤتمر الوطني فاز في دوائر كانت الشعبية ضربت على أهلها سياجاً من الجهل بثقافة الانتخابات، غير أن هذا الفوز يحتاج إلى فتح مجار للخريف السياسي الذي ربما فاجأ الوطني ببركه وخيرانه بالطمي والمياه الضحلة. إن وجود سوار بجانب أخيه هارون وكذا الزيارة التاريخية للسيد نائب الرئيس علي عثمان، وكذا زيارة السيد البشير التي أعلن فيها شمالية أبيي سياسياً، وأنها الآن مدينة المسيرية.. كل ذلك زاد من مرارة تذوق الحركة هزيمة الانتخابات.. مما يجعلها مطلوبةً للقضاء السوداني بإثارة جرائم الحرابة.أعتقد أنه آن الأوان لإنزال الستار الأخير على مسرح الوطني/ الشعبية.. مثلما آن الوقت لإعلان المسيرية فضّ تحالفهم التاريخي مع المجتمع المحلي للأنقوك، بعد أن تأكد لنا عملهم استخبارات لدولة الجنوب.