الجميع يرصد آخر تطورات الأحداث وزحف المجاهدين لتحرير هجليج ولا صوت يعلو على صوت الانتصار.. والجميع يعيش عبق الجهاد ونبل الفكرة وعودة الصورة الباهية والباهرة لشبابنا بعد أن أصابنا التراخي لكن ها هي المصائب والإحن قد بعثها لنا رب العزة حتى تعيد إلى أرواحنا ومجالسنا هذا الأنس والتفاعل الداخلي لمخاطبة قضايا وهموم الوطن والدين.. فى غمرة هذا التفاعل والحراك ينتقل مجلس الوزراء الاتحادى بكامل هيئته إلى حاضرة شمال كردفان «الأبيض» ليعقد جلسته رقم «11» الاستثانئية في ظروف وتاريخ مختلف إذ كان المأمول أن تنعقد هذه الجلسة في تأريخ مضى لكن أقدار الله هي التي قد أرادت هذا التأريخ والتوقيت كي تضيف مكسبًا سياسيًا كبيرًا للولاية لا سيما أن الجلسة سبقها رفع التمام للسيد رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة.. ليس سهلاً أن يقف أكثر من ثلاثة آلاف مجاهد يقدمون البيعة للرئيس يطلقون الدنيا ويُعرضون عن مغانمها ورفاهها الزائل، تلك أمة انصلح أولها وهي تتبع منهج أولئك المصلحين مجاهدي شيكان وقدير رفقاء الإمام المهدي.. لو لم تكسب شمال كردفان من هذه التظاهرة إلا تلك السمعة والصدع بعدم الفريط في عزة بلادنا وإعلان الرئيس من حاضرة شيكان عدم التفريط في شبر من تراب بلادنا لكفى ذلك أهل كردفان وهم أصحاب الشرف الباذخ والسيف الباتر، لقد ظل الوزير محمد المختار حسن حسين وزير الدولة بوزارة مجلس الوزراء رغم انشغاله بالترتيب الدقيق للجلسة وتفاصيلها وترتيب التقارير لقد ظل هذا الشاب الهميم يراغب ويتابع آخر تطورات الأحداث في الميدان مع إخوانه ويتلقى الهواتف والبشريات ويصحح المعلومات للبعض منا نحن الذين كنا نتحلق حوله ونسأله بشوق ونهم كغيرنا من أفراد الشعب السوداني الغاضب مما فعلته فلول الحركة الشعبية والمتوثب للانقضاض على أصحاب الرزايا الذين دنسوا هجليج، كنا نسأل ابن المختار الوزير دقيق العبارة وكان يرد علينا بصدق وحذر ولكن كانت نظراته وحديثه متفائلاً جداً.. هجليج أغضيت الشعب السوداني كله وكانت معركتها معركة مصير شارك فيها الشعب السوداني جميعه إلا أولئك الطابور الخامس الذين عز عليهم حتى الإدانة، وكذلك كان الفرح بتحريرها والذي خرج على إثره الشعب السوداني في مسيرات عفوية احتشدت أمام القيادة العامة.. كل ممثلي أحزاب الحكومة العريضة الذين تحدثوا في جلسة مجلس الوزراء بمدينة الأبيض كانوا قد تحدثوا عن هجليج والقضايا الوطنية بقوة الرجل السوداني كما الرئيس البشير والذي تابع حديثه العالم بأكمله وحين همّ بالمغادرة لمطار الأبيض وقبل صعوده طائرته الخاصة ذهب إلى قادة وضباط صف سرب الطيران العسكري وحياهم في مشهد ووفاء نادر من رئيس بلد لجنوده وعساكره بالميدان خاصة أنه كان يوماً ما يعيش بينهم صبراً ومصابرة جهاداً ومجاهداً فقد كان سعادة المشير مطمئناً للنصر واسترداد هجليج عنوة واقتداراً من يد الخونة الجبناء رغم تأخر الحسم لكن السبب كان موضوعياً لأن المنطقة حيوية وإستراتيجية تضم حقولاً نفطية لا يريد الجيش تدميرها وقد استخدمها العدو دروعًا وحماية لكن قواتنا الباسلة تمكنت من صلاة الجمعة داخلها ومن محاسن وأقدار الزمان أن يتزامن مع يوم الجمعة خير يوم طلعت فيه الشمس وفيه الدعاء مستجاب والحمد لله الذى حقق لمجاهدينا النصر المؤزر صونًا لعز وكرامة بلادنا .. هذه هدية القوات المسلحة للشعب السوداني في يوم الجمعة عيد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ورسالة أهل السودان أن اليد التي تمتد إليه سوءاً واعتداءً ستقطع وهي رسالة شباب السودان في المحافظة على مكتسبات وموارد بلادنا وأن الأيادي والعقول التي استخرجت البترول قادرة على إعادة ضخه من جديد في شرايين هجليج بعد أن حاول حقدة دولة الجنوب والمرتزقة إيقافها، معركة هجليج لم تصرف الدولة عن همومها وقضايا شعبها ولم تتوقف حركة البناء والتنمية كما عطل قادة الجنوب مقدرات بلادهم وجوعوا شعبهم وهاهو مجلس الوزراء الاتحادي في خضم المعركة وعبق الانتصار يرحل بكامل هيئته إلى الغرة ويستمع إلى تقرير الولاية فى التنمية والخدمات وملامح ما تم فى العام الماضى والرؤى والأفكار التي حملتها موازنة وخطة العام 2012م كما أن وزير رئاسة مجلس الوزراء يقدم تقرير الحكومة المركزية وما قدمته من تنمية وخدمات لشمال كردفان خلال المرحلة الماضية ومن خلال الأرقام والحقائق وكذلك حرص المجلس على عقد جلسته رقم «11» في الأبيض ومشاهدة واقع الحال على شوارع وأزقة المدينة حيث ركز الجميع على ضرورة رفع قدرات الولاية وتطوير مواعينها الإيرادية وآلياتها لا سيما وأن الولاية تعتبر ولاية صادر للموارد الزراعية والحيوانية وتحتضن 25مليون رأس من الماشية. حاول سكارى الجنوب أن يصرفوا السودان عن مسيرة البناء والتنمية لكنهم لن يفلحوا في ذلك وها هي نصال حربهم تتكسر أمام أبطال القوات المسلحة في هجليج وأم دافوق وغيرها من مواقع النزال الوطني سيظل السودان حراً عزيزاً ونقول للذين يريدون بالشعب السوداني شراً أنتم لم تعرفوا هذا الشعب وقيمه ونبله بعد ولم تتدبروا في مواقف الشعب السوداني عبر تأريخه الطويل.. الله أكبر ولا نامت أعين الخونة والجبناء.