حينما يتحدث كتاب التاريخ عن زعماء الإدارة الأهلية وزعماء العشيرة والقبيلة كان لا بد أن يكون في مقدمة هذا التاريخ وكتابه اسم الناظر آدم حسن نمر المشهور «أبو قدم» وكان قدمه ومقدمه خيرًا وبركة في قيادة قبيلته وكان الرائد الذي لا يكذب أهله، والهواوير يفتخرون به حينما نسأل أحدهم من أي قبيلة يجيبك قائلاً إنه من قبيلة الهواوير جماعة الناظر أبقدم وتشعر بأنه يفتخر بأنه ناظره هو أبقدم والشيخ أبو قدم إذا رأيته وشهدت شخصيته المهيبة تظن أنه عربي قادم من الأرياف حيث لا يوجد تعليم.. ولكن الزعيم قدر الله له أن يتعلم وأن يكون ذا ثقافة وعلم وهو يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة وهو حينما تراه يلتحف الثوب ويلبس سكينة في الضراع تظن أنه من عرب البادية أو الريف ولكنه مع ذلك فهو متحضر في تصرفاته في المدينة وذو تقاليد وعادات ريفية مع أهل الأرياف والشيخ أبو قدم هذا ذو مكرمات ومواقف يتحدث بها الناس ومركز نظارته وإدارته منطقة أبو عروق ولاية شمال كردفان وتمتد إدارته على قبيلته الهواوير الموزعين في أغلب ولايات السودان المختلفة مثل الشمالية ونهر النيل والخرطوم حيث يوجد بهذه المديريات بعض من قبيلته التي يحسن إدارتها بحنكة ودراية، وقد تميز أبو قدم بالشهامة والكرم الذي هو طابعه منذ نشأته، وقد كان سباقاً لأعمال الخير ومجالس الصلح، وكانت له علاقات خارج السودان بالسعودية والأردن وليبيا وغيرها من الدول العربية، والناظر أبو قدم كان حلال مشكلات وحضوراً دائماً في مجالس الصلح القبلي «وأي مجلس صلح لا يحضره أبو قدم دائماً يقول القائلون «مجلسك مفهوم أصلو رايق شوفوا ناقص زول والله تام» ومنطقة أبقدم هي المنطقة الوحيدة التي عُرفت بانخفاض الجريمة فيها. وله علاقات سياسية واجتماعية مميزة مع كل القبائل، والزعيم أبو قدم تولى زعامة القبيلة في عام 1963م خلفاً لوالده عليه الرحمة والرضوان وتوفى أبو قدم عليه الرحمة والرضوان في عام 1998م. سيداتي سادتي كما تعلمون أنا من شمال السودان ودامر المجذوب ولم ألتقِ بالناظر أبقدم كثيراً.. إلا أنني قبل أن أشاهده سمعت بذكراه الطيبة والحميدة وهو من زعماء الإدارة الأهلية المشهورين وأنا كأحد رجال الإدارة الأهلية بعد ذلك شهدت أبو قدم في المؤتمرات التي تجمع الرجال في المناسبات القومية بالخرطوم وأبو قدم هذا شخص طويل القامة وله قدم كبير فعلاً كاسمه وشنب بارز يحدثك عن شجاعته وشخصيته المهيبة والشيخ أبو قدم إذا دخل على جمع حافل يقف الناس إجلالاً وتقديراً له، وشخصيته تجبرك أن تقف له وأنت لا تعرفه، وفي هذا المقام وهذه اللمحات يسعدني أن أحيي أهله وعشيرته وأخص أبناءه الشيخ حسن وعلي وإخوانهم وغيرهم من أبناء القبيلة ولهم أن يفتخروا به ذاكرين قول الشاعر العربي الفرزدق حينما افتخر على جرير قائلاً: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع وهكذا ليفتخر حسن وعلي وغيرهم بهذا الرجل الذي قد لا تتكرر صورته ولكن البركة ما دخلت القبور كما يقولون وليبارك الله ابنه حسن الذي تولى زعامة القبيلة ولا شك سيكون على سيرة والده الراحل المقيم وسيكون حسن كمن قيل فيه هذا الشبل من ذاك الأسد وقد التقيت صدفة ابن أبو قدم علي وقد رأيت فيه صورة وشبه أبقدم.. وكذلك هذا الشبل من ذاك الأسد وقد سمعت رثاء ود البنا لأبو قدم وهي مرثية عامرة بالكلمات التي هي من خصائص أبو قدم وهي مسجلة في الموبايل.. وكنت أود أن أورد لكم بعض كلماتها ولكن ضيق المجال حال دون ذلك وليبارك الله في أبنائه من بعده وتحياتي لأهله قبيلة الهواوير والتحية والتقدير للجميع ونسأل الله أن يسكنه فسيح جناته بقدر ما قدم من إصلاح ومكرمات ودمتم في حفظه ورعايته.