أصدرت ما تسمّى بنقابة الأطباء السودانيين في بريطانيا وإيرلندا قبل أيام بياناً هزيلاً لا يساوي ثمن الحبر الذي كُتب به، عن احتلال هجليج وتحريرها، حاولت في بيانها التهرُّب من الإدانة الصريحة لما حدث وأدانت وطنها وحكومته لتبرير احتلال دولة الجنوب وهجومها على هذه المنطقة العزيزة من الوطن، وحوى البيان مغالطات كثيرة تعبِّر عن الموقف السياسي لهذه النقابة المزعومة... ونقتطف أجزاء منه هنا ثم نعرِّج على هذه النقابة وتاريخها المشبوه وعلاقتها بالحركة الشعبية ودولة الجنوب وتآمرها على السودان... وهذا بعض ما جاء في البيان: «نؤكد أن قضية هجليج ليست حدثًا منفردًا ومنعزلاً وإنما هي جزء من الأزمة السياسية الشاملة التي ترزح تحتها البلاد مُنذ استقلال السودان، وفي ظل كل الحكومات التي تعاقبت على الحكم، ولكن السياسات الخاطئة للحكومة الحالية أدت إلى تفاقم الأزمة مما أدى لاشتعال الحرب في دارفور وانفصال الجنوب وحروب النيل الأزرق وجبال النوبة»!!! «إن إصرار الحكومتين في السودان وجنوب السودان على التصعيد المتهوِّر للوضع الحالي ودقّ طبول الحرب هو السبب الرئيس في استفحال أزمات البلدين ولا يمكن أن يتم علاج هذه الأزمات إلا بالعمل الجاد والمسؤول على احترام وتطبيق الاتفاقيات المُبرمة وعلى رأسها اتفاقية السلام الشامل»!! «نعبِّر عن قلقنا المتعاظم تجاه الوضع الصحي والأمني لمواطني الدولتين على الحدود وفي منطقة هجليج وكل المناطق المتنازَع عليها مما يُنذر بكارثة صحية كبيرة نتيجة انعدام أبسط أنواع الخدمات الطبية وانعدام المعدات والأدوية الضرورية المنقذة للحياة ولهذا نطالب حكومتي البلدين بتسهيل مرور قوافل الإغاثة الإنسانية والطبية للمحتاجين في مناطق النزاع ونناشد المجتمع الدولي والمنظمات الطوعية العمل الجاد على مساعدة المواطنين العزَّل في كل مناطق النزاع المسلح مثل هيجليج ودارفور والنيل الأزرق وجبال النوبة»!! «إن هذا الوضع المتوتر بين الشمال والجنوب قد أدى إلى موجة من العنصرية البغيضة والكراهية بين الأديان مما يُنذر بوقوع فتنة كبيرة بين أبناء السودان في الشمال والجنوب وزاد هذا الموقف اشتعالاً التصريحات غير المسؤولة والتي صدرت من قبل بعض مسؤولي حكومة السودان ولهذا نطالب جميع المسؤولين وقادة الأحزاب السياسية ورجالات الدين الإسلامي والمسيحي ووسائل الإعلام المختلفة بالتصرف بمسؤولية وحكمة وعدم صب الزيت على النار والعمل الفوري على نشر ثقافة التسامح الديني والعِرقي حتى نتجاوز جميعًا هذه المحنة الكبيرة»!! «وفي الختام نطالب حكومتي السودان وجنوب السودان بالتحلي بالمسؤولية المطلوبة وعدم تصعيد الموقف ومحاولة حل جميع المشكلات العالقة بالتفاوض السلمي والالتزام بالقوانين الدولية ومعاهدة جينيف بما يخص حقوق الأسرى في كلتا الدولتين»!!! انتهى.. بالرجوع لتاريخ هذه النقابة ودورها الذي تلعبه وادعائها تمثيل الأطباء السودانيين في مهجرهم الإنجليزي حصلنا على هذه المعلومات بعد تقصٍ وتمحيص: «ما تسمى بنقابة الأطباء في بريطانيا وإيرلندا تأسست عام 1976 من مجموعة من الأطباء اليساريين المقيمين في بريطانيا مثل د. أحمد عباس المتخرج في جمهورية بولندا الاشتراكية آنذاك وأحمد قاسم وعلي نور الجليل وآخرين. ومنذ تأسيسهم للجمعية كانوا يتآمرون على السودان، وفي عهد الإنقاذ انضمّت إليهم بقايا الجمعية التنفيذية لنقابة الأطباء المنحلّة في أوائل التسعينيات مما جعلهم يدَّعون أنهم القيادة الشرعية لنقابة أطباء السودان وصاروا أعضاء في التجمع الوطني المعارض. تطور تآمرهم فصار تآمراً ضد السودان ومن أمثلة ذلك أنهم عقدوا مؤتمراً طبياً في لندن عنوانه «الخدمات الصحية في المناطق المحررة» وهي المناطق التي استولت عليها الحركة الشعبية في تسعينيات القرن الماضي. ولم يكتفوا بالدعم المعنوي للتمرد حيث قاموا بشراء مستشفى ميداني متكامل وأهدوه للحركة المتمردة بمناسبة احتلالها لمدينة همشكوريب بشرق السودان وساهموا بذلك في إطفاء نار القرآن في خلاوي همشكوريب لعدد من السنين بفعلتهم هذه وأسهموا في الهجوم على مدينة كسلا. هذه الأعمال تقوم بها فئة معزولة لا تتعدّى الخمسة والثلاثين من الأطباء والطبيبات الشيوعيين واليساريين تحت اسم نقابة الأطباء السودانية، ولكن جمهور الأطباء الشرفاء بالمملكة المتحدة وآيرلندا قد نأوا بأنفسهم عن هذه النقابة التي سرقت اسم السودان وسمعة السودان الناصعة لتخدم مآرب هذه الفئة الضالة المارقة ومن ورائهم أسيادهم في الحركة الشعبية وأمريكا وإسرائيل. وبعد اتفاقية السلام «نيفاشا» حاولوا أن يغيِّروا جلدهم وقاموا بتنحية الشيوعي العتيق د. أحمد عباس من منصب الرئاسة وأُسند المنصب إلى د. نضيف صمويل وهو مسيحي من كوادر الجبهة الديمقراطية إبان دراسته الجامعية وأدخلوا بعض العناصر التي ليست لها علاقة بالحزب الشيوعي مثل د. هشام الخضر السكرتير العام ولكن ظلت الفئة الشيوعية المتنفذة تسيِّر الأمور من خلف الستار حيث تحول أحمد عباس إلى نائب الرئيس ولكنه في الحقيقة هو الرئيس الفعلي، وقد جرت محاولة التحول هذه بغرض استقطاب جمهور الأطباء الذين أعرضوا عن الانضمام للنقابة لدورها الهدّام والمعادي للوطن، ولكن الثعبان لا يستطيع أن يغيِّر جلده بالكامل فقد عادوا لمؤامراتهم ضد السودان وخصّصوا مؤتمراً كاملاً عام «2010» استضافوا فيه المنظمات التي تم طردها من دارفور والتي قامت بالترويج لادّعاءات التصفية العرقية والإبادة الجماعية وخلافه من الأكاذيب، وقد سعت النقابة لتأكيد ادعاءات تلك المنظمات من خلال الصور المفبركة لما يسمونه عمليات الاغتصاب وكانوا يأتون بفتيات من خارج السودان للإدلاء بشهادات كاذبة عن اغتصابهنَّ، كما فبركوا البيانات الكاذبة ولم يتركوا فرصة للكيد للسودان إلا واغتنموها. هذه صورة من صور الخيانة التي تتم... وعرفنا لماذا توارى الحزب الشيوعي ورفض إدانة ما حدث في هجليج فكوادره في الخارج ضالعة في العمل الخياني ولصالح الدوائر الاستخبارية الغربية!!