عندما رفع حزب منبر السلام العادل شعار «انتباهة في زمن الغفلة» كانت فعلاً تلك الأيام والسنوات هي سنوات الغفلة وعندما وقف بقوة ضد اتفاقية نيفاشا وما تلاها من أحداث في الفترة الانتقالية كانت أغلب الأحزاب ترى في هذا المنبر ظاهرة وقتية ومرحلية سرعان ما تزول وعندما كانت الحركة الشعبية تعمل العجائب والغرائب طيلة الفترة الانتقالية وهي شريكة في الحكومة كان المنبر يتصدى ويكشف كل ألاعيب الحركة حينها وهي كثيرة لا تحصى مثلاً مشاركتها في لجان القضايا العالقة وانسحابها ثم العودة مرة أخرى ثم بعد أن تقطع اللجان أشواطاً بعيدة يتم تغيير أعضاء اللجنة ثم لما تمر فترة قصيرة ينسحبون وهكذا حتى انقضت الفترة الانتقالية والقضايا العالقة ما زالت عالقة حتى جاء الاستفتاء وهنا سؤال يطرح نفسه من كان يمسك بالريموت كنترول لكل هذه الألاعيب؟ اتضحت وللأسف الشديد بعد الانفصال خيوط اللعبة في تلك الفترة الانتقالية لكن منبر السلام العادل وكما قال رئيس المنبر كانت له عين زرقاء اليمامة التي هي ماثلة مشاهداتها اليوم كانت بعض الأحزاب أو أغلبها بما فيها المؤتمر الوطني تغض الطرف عن تصرفات الحركة الشعبية وكانوا أيامها يتكلمون عن الوحدة الجاذبة لكن منبر السلام العادل كان بالمرصاد يكشف خفايا وأسرار الحركة ليل نهار ويعرف بل على يقين بأنه لن تكون هناك وحدة جاذبة مهما فعل لهم أهل الشمال كانت كل الشواهد والدلائل والتصريحات تقول بأن الانفصال واقع لا محالة.. الخبراء الأجانب ورجال المخابرات من الدول الغربية وأمريكا وإسرائيل يرتعون في الجنوب ليل نهار والتسليح يجري على قدم وساق والشماليون يُعاملون معاملة قاسية ويُقتلون ورغم ذلك الحكومة تصرف من نصيب الشمال الملايين على الجنوب وأيضاً لتكون الوحدة الجاذبة وتغض الطرف عن كل ما يحدث لكن للأسف الشديد الحركة الشعبية فهمت كل هذا بفهم آخر وهو أن المؤتمر الوطني من الضعف ليتجاوز كل هذا في اعتقادي هذا ما ظهرت آثاره لاحقاً بعد الانفصال خاصة في كل المفاوضات التي جرت بينهما. في اعتقادي وأنا على يقين بعد الانفصال مباشرة لو أن المؤتمر الوطني والحكومة العريضة تركت هذا التدليل الذي كانت تمارسه من قبل وكهدف معين لكان هناك مجريات أخرى للأحداث منبر السلام العادل يقول لهم نصحتهم نصحي بمنعرج اللوى فلم يستبينوا النصح إلا ضحى الغد هذا الحقد الدفين تجاه الشمال تجلى بالدلائل في تأييدهم للمحكمة الجنائية وتجلى في وقفتهم بعدم رفع العقوبات عن الشمال وتجلى في إيواء وتسليح حركات دارفور وتجلى أخيراً في هجليج والكثير الكثير. كل ما يقوله الشارع السوداني اليوم وما تقوله الحكومة هو ما يقوله منبر السلام العادل وما يقوله أي مواطن غيور على هذا البلد لكن منبر السلام العادل يقول ستبدي كل الأيام ما كنت جاهلا ويأتيك بالأنباء من لم تزوِّد