وما أدراك ما وثيقة الدوحة! لغط كثيف دار في أعقاب زيارة رئيس سلطة دارفور التجاني سيسي إلى أديس أبابا فسرها البعض بمغاضبة من الرجل واحتمال عدم عودته وأنهى سيسي ذلك الجدل ولكن فتح أبواب جدل آخر بشأن مستقبل وثيقة سلام الدوحة بإشارته إلى مواجهتها لبعض الصعاب.. في كل الأحوال يبدو أن حركة التحرير والعدالة تريد الاستثمار في الظرف الراهن ولفت الانتباه إلى اتفاقها مع الحكومة وهو في تقديرنا توقيت خاطئ سيما مع بروز الاتجاه السائد بتخفيض بعثة اليونميد في دارفور نتيجة لتحسن الأوضاع في ولايات دارفور. التحرير والعدالة عليها المضي قدمًا في إنفاذ الاتفاق دون تكرار السيناريو الممل لحركة مناوي التي ابتزت الحكومة بشكل رخيص.. سيسي مطالب بإنفاذ ملف الترتيبات الأمنية الذي قتل اتفاقية أبوجا، ونعلم أن الحركة ليست بالوزن العسكري الجدير بالاحترام ولكن على قدر ما تملك من قوات عليها التوافق عسكريًا مع الحكومة، فحمل السلاح عشوائياً في دارفور في أيدي الحركات عقّد الأوضاع في الفترة الماضية وهو الأمر المرفوض الآن. استثمار نصر هجليج ما من شك لو أرادت الحكومة أن تكسب تأييداً وتعاطفًا مثل الذي كسبته عقب تحريرها هجليج لما تحقق لها ما أرادت حتى ولو رصدت لذلك ملايين الجنيهات وهو أمر طبيعي طالما أن الأمر يتعلق بسيادة البلاد، وذات الأمر ينسحب على الحزب الحاكم الذي كسب تعاطفًا وتأييدًا بطريقة غير مباشرة، بيد أن المهم هو كيفية استثمار النصر الذي تحقق بهجليج بإحداث توافق وطني حقيقي كامل الدسم خالٍ من الإقصاء، فكثير من القوى السياسية كشفت عن مواقف جديرة بأن تُرفع لها القبعات وسبقهم إلى ذلك فئات عريضة من المجتمع السوداني تقاطروا صوب المركز العام للدفاع الشعبي مقدمين الدعم المادي والعيني. هذه سانحة قلما تتكرر ورب ضارة نافعة كما قال نائب الرئيس د. الحاج آدم تستدعي التدبر والتفكر والتعامل مع القضايا بآلية جديدة، فالتحديات الماثلة تجابه الوطن الكبير لا الوطني الحزب، وفارق شاسع بين الوطن والوطني، وهو من الضرورة بمكان أن يعيه الوطني قبل الآخرين الذي «قنع» المواطن من خير بعض منهم بموالاتهم للجنوب والدوران في فلكه. ------------------- ماذا نسمي صمت بعض القوى السياسية عن إدانة عدوان دولة الجنوب على السودان؟ هل ستنتفض قواعد بعض الأحزاب على قياداتها؟ لماذا تسمح الحكومة بأحزاب تحت مسمى الحركة الشعبية حتى ولو كانت داعمة للخط الوطني؟ هل تصدر الحكومة قرارًا شجاعًا وتقوم بإجراء تعديلات في صفوفها؟ مَن يراهن على أن الحكومة في حاجة ماسة لإجراء تعديلات جذرية في كثير من المواقع؟ هل سيحاسب المؤتمر الوطني والي سنار بعد أن أثار النعرات القبلية بولايته وانتقاده لمواطنين من غرب السودان؟ لماذا تصمت الحكومة إزاء تصريحات والي سنار التي تمس قبائل أصيلة بولايته؟ لماذا لم يحذُ بعض المسؤولين حذو والي الجزيرة والوزيرين عيسى بشرى والصادق محمد علي الذين تقدموا صفوف المجاهدين؟ لماذا لم يفِ معتمد الخرطوم عمر نمر بالالتزامات التي قطعها على نفسه بشأن تنظيم الأسواق ومحاربة ظاهرة التشرد؟ لماذا لا تلتزم وزارة الصحة بسداد مديونيات الإعلانات بطرفها؟ ألا يزال العاملون بوزارة الصحة يطالبون بإقالة المدير المالي للوزارة؟ ما الذي يجري في مستشفى الخرطوم؟ لماذا لا تستعجل وزارة الداخلية سفارة دولة الجنوب بالخرطوم لأجل تسجيل رعاياها؟ هل يعلم وزير النفط عوض الجاز أن بوزارته عددًا من العاملين من دولة الجنوب؟ بأي وجه حق لا يزال يعمل بعض الأجانب بدولة الجنوب بعدد من المؤسسات؟ لماذا يسعى البعض إلى إلحاق التهم الجزاف بالشيخ محمد عبد الكريم حول الكنيسة المحروقة؟ متى يسمِّي الحزب الشيوعي خليفة الراحل نقد؟ إلى أين وصل التحقيق بشأن بيع خط هيثرو؟ على قول الكاتب الساخر الفاتح جبرا أخبار خط هيثرو «شنوووو»؟