صحف الأمس وأول أمس صارت «تكورك» قائلة إن الجنوبيين قد «رسموا» خريطة جديدة لجنوب السودان تختلف تماماً عن الخريطة التي أقرها الاستعمار الإنجليزي منذ الاستقلال في 1/1/1956... وقالت الصحف إن الخريطة التي اعتمدها «مجلس الجنوب» أدرجت هجليج ضمن خريطة الجنوب الجديدة، ويرى دبلوماسيون أن في هذا إصراراً على العدوان... طيب يا جماعة من المؤكد أن الجنوبيين ديل إما أن لديهم جنوبيين قاعدين يعرفوا يرسموا الخرائط وهم الذين رسموا لهم الخريطة الجديدة... أو أن الجنوبيين قد استعانوا بالخواجات لكي يرسموا لهم الخرائط... وأصلاً منذ أن ولدت ما يعرف بالحركة الشعبية والجيش الشعبي بقيادة الهالك قرنق كانت تعتمد في أعمالها وتفكيرها وإدارة شؤونها على الأجانب والخواجات والإسرائيليين وهو شيء معلوم لدى الجميع ولا يحتاج إلى درس عصُر... أها يا جماعة إذا كان الجنوبيون اللي نحن عارفنهم وإنتو عارفنهم وأي زول عارفهم استطاعوا أن يفكروا... واستطاع تفكيرهم أن يقودهم إلى أن يرسموا خريطة... ثم يعرضوا الخريطة على المجلس «بتاعم» فما هو الذي يمنع ناسنا «برضو» من أن يشوفوا رسامين سودانيين ويطلبوا منهم أن يرسموا لنا خريطة جديدة تكون فيها هجليج داخلة «تووش» جوه السودان وكمان «متحكرة» في نص البلد بدلاً من الحدود الجنوبية يعني من قلة الورق... والأمر لا يحتاج إلى أكثر من علبة أقلام ملونة ومعها أقلام ثري إتش وشوية مساطر وشوية أساتيك وبرجلين ومنقلة ومثلث حديدي ومهندس رسام... بعدين يقوم المهندس بشراء العلبة من مكتبة السودان أو مكتبة مروي أو مكتبة الشريف أو دار الكتب وثمنها لا يزيد عن عشرين جنيهًا فقط لا غير... وإذا ذكروا لصاحب المكتبة أن غرضهم هو رسم خارطة جديدة للسودان فمن المؤكد أن «سيد المكتبة» سوف يتبرع لهم بالعلبة ويتبرع لهم بالورق الكبار بتاع الرسم... ويذهب المهندسون ويقعدوا في مكتب المساحة أو مكتب الأراضي «ما عارف» ثم يخرجوا لنا بعد يومين بخريطة يرسمونها من «رأسهم» ويكون واضحاً فيها أن بور والبيبور والرنك وملكال جزء من السودان الشمالي... ويقوم الوزير المختص... لا أدري أن كان وزير الري أو الداخلية أو الدفاع أو العدل بتقديم الخريطة الجديدة للمجلس الوطني ويقوم المجلس بإجازتها واعتمادها وكان الله يحب المحسنين... أها بعد داك «نقوم نتغالط» مع الجنوبيين وهاك يا شمطة إلى أن ربنا يسهل ومرة أخرى يظهرن بنات الخالة... واحدة اسمها كونداليزا رايس وهي بنت عم سوزان رايس وأخرى اسمها جنداي فريزر وكلهن من الزنوج الأمريكان من أصول إفريقية ومدفوعين بعقدة الزنوجة والاسترقاق... ومع أننا نحن برضو أولاد خالهم إلا أنهم يميلون أكثر إلى الجنوبيين باعتبار المشاركة في المعاناة المتوهَّمة... تمت تربيتهم ورعايتهم بالتضامن والانفراد تحت إشراف مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة وهي يهودية الأصل وأصدرت كتابين أحدهما كتاب «شتاء براغ» وأعلنت فيه أنها يهودية الأصول ووالدها وأشقاؤه لم يذكروا لزوجاتهم أنهم يهود وهاجر بها والدها وهي في الثانية من العمر من تشيكوسلوفاكيا إلى لندن وبعد هزيمة النازيين عادت إلى بلادها وعمرها ثمانية أعوام ثم هاجرت بعد الانقلاب الشيوعي إلى المنفى الجديد في أمريكا وقام والدها بتغيير اسمها من ماري كوريو لوفا إلى مادلين أولبرايت لإخفاء أصلها اليهودي... وعلى كل حال سوف نخش مع الجنوبيين في غلاط ونرفع الأوراق والخرائط إلى «مجلس الأمن الأمريكي» وإلى «الأممالمتحدةالأمريكية» وإلى «المحكمة الجنائية الأمريكية»... وفي النهاية سوف يقول الأمريكان إننا غلطانين وأن عملاءهم الجنوبيين هم «الصاح» وبالطبع سوف نستفيد فقط من فسحة الزمن «والجرجرة» تماماً مثلما فعل الشيخ فرح الذي وافق أن يعلم «الجمل» اللغة العربية حسب طلب الأمير بعد أن فشل كل المتقدمين لهذا الامتحان وخاف حيران الشيخ عليه من الفشل في تعليم الجمل الأمر الذي قد يجعل الأمير يوقع عليه عقوبات قاسية... الشيخ فقط طلب مهلة خمس سنوات لتعليم الجمل وقال قولته المشهورة «بعد خمسة سنين يا مات البعير يا مات الأمير يا مات الفقير»... وبرضو هنا يمكننا أن نطلب مهلة خمس سنوات وبعدها يا ماتت أمريكا يا مات سلفا كير وجماعته يا متنا نحن ذاتنا... وقد جربنا حكاية الخمس سنوات في فترة الانتقال ولكن مات قرنق ولم يمت سلفا كير وبقي أن نراهن على أن يموت أوباما أو تموت سوزان رايس أو تموت جنداي فريزر أو يموت موسيفيني... ما رأيك أيها القارئ الكريم إذا مات موسيفيني... كانت حتطلع حاجة نايمة نوم معانا...