في عام (2004م) وصل عدد السياح في العالم إلى مليون سائح، ويتوقَّع أن يصل إلى ثلاثة أضعاف عام (2020م)، وإن كانت الدول العربية لها نصيب من هذا العدد من السياح في أراضيها فإن السودان به الكثير من المواقع السياحية التي بإمكانها أن تدر أموالاً ضخمة على خزينته إن تمت الاستفادة من هذه المقوِّمات واهتمت الدولة بها، ففي الشرق ساحل البحر الأحمر يحتاج للكثير من العمل حتى يصبح جاذبًا سياحيًا، وكذلك في الشمال هناك الآثار المروية القديمة التي تمتلئ بعبق التاريخ ولكنها تواجِه الإهمال الفظيع، وفي الغرب جبل مرة وروعته، أما في الوسط فيكفي فقط حظيرة الدندر التي تتمتَّع بحياة برية كاملة في قمة الروعة، ولكنها تواجَه أولاً بنقص في الإمكانات المتاحة لشرطة الحياة البرية التي تجتهد للحفاظ على هذه الحياة البرية، إلى جانب سوء الطريق المؤدي إلى الحظيرة، فلا يُعقل أن يستغرق الوصول إلى معسكر قلقو داخل الحظيرة «الأربع ساعات» وهو يبعد عن الدندر المدينة أقل من مائتين كيلو متر، ولا يُعقل أن تواجِه شرطة الحياة البرية صعوبات في الحركة في فصل الخريف، وهم يقومون بحماية ثروة ضخمة بإمكانها أن تعود على البلاد بالكثير من الأموال. إن الطريق إلى الحظيرة يحتاج لوقفة من قبَل وزارة الطرق والجسور باعتبار قومية هذه الحظيرة، وكذلك يحتاج لمجهود وزارة السياحة التي تتبع الحظيرة لها والعمل سويًا من أجل تعبيد الطريق إلى قلقو، وغيره من معسكرات شرطة الحياة البرية، حتى يكون وسيلة لجذب المزيد من السياح الأجانب والمحليين لزيارة هذه المحمية التي يأتي إليها الأجانب من أوربا لمشاهدة مناظر الحيوانات وهي تعيش حياة طبيعية دون (رتوش) بل وحفظ (الخواجات) اسم قلقو أكثر من أهل الدندر وربما كانت الدهشة تمتلك أولاد العم سام وهم يرون جميع أنواع الحيوانات المفترسة منها وغير المفترسة كذلك وإهمال الدولة لتعبيد الطريق المؤدي إلى قلقو. والحقيقة التي يعلمها الاقتصاديون وكذلك عامة الشعب أن السودان بحاجة كبيرة لدعم اقتصاده وتنوُّع مصادره، والسياحة هي الرافد الذي بإمكانه دعم الاقتصاد بقوة، ولكنها تحتاج للكثير من الاهتمام حتى تستفيد منها البلاد والعباد، وأهل الدندر وغيرهم من أبناء السودان يحلمون بتعبيد الطريق إلى محمية الدندر، فهل يتحقَّق حلمهم هذا؟ نرجو ذلك..