ذكرت فى الحلقة الاولى بعضًا مما كتبه الموضوعيون من المفكرين والفلاسفة والسياسيين الامريكيين عن امة هنالك تحتضر وتنتحر، وذكرت ان نظرة لأمريكا من الداخل تجعل كل منصف وعاقل يقول ان مجتمعًا بهذه الطريقة لو خلفنا رجلاً على رجل وجلسنا ننتظر فقط سيأتينا خبر وفاته!!، وما اكثر الكتابات الامريكية عن مظاهر أفول النجم الامريكى ومؤشرات السقوط من الداخل، وسأشير فقط الى بعض ذلك ذاكرًا مصادره حتى يستزيد القراء بالرجوع الى تلك المصادر لأن حديثًا على هذا النحو ربما يستبعده البعض ذلك لأن امريكا ظلت تصور نفسها عظيمة كبيرة قوية مثالية بينما هى غاية فى السفالة والغباء والهوان، وبعد تلك المقدمة سأتناول أمرين الأمر الأول ثمانية مؤشرات داخلية للسقوط حتى يتضح للجميع ان بيت امريكا من زجاج، والأمر الثانى ثماني خطوات للإسقاط والتدمير: أمريكا مؤشرات السقوط من الداخل: اولاً: أمريكا أمة بلا هوية ولا فكرة: امة تعيش بلا غاية ولا قضية، امة لا تستطيع ان تعيش طويلاً يقول المفكر مالك بن نبي» ترتقي الحضارة بالروح والفكر، وتنحدر بالغريزة «إن الفكر المادى الغربى دمر الانسان فلم يعد يرى نفسه شيئًا، يقول الفيلسوف جان بول سارتر الذى شكل عقول الملايين من الغربيين «إنني كلب أتثاءب والدموع تسيل... إنني ذبابة أتسلق على الزجاج ثم أتدحرج! وأعود إلى التسلق! إنها منتنة، تلك هي حُبكة حياتي! وما من شك في أن نفس الكلب المعتمة أقدر بما لا يقاس على تلقّي ذبذات الفكر من نفسي! إنني أنظر إلى حياتي عبر موتي! فهل يُتصوّر أمني وسكوني ؟» انظر كتاب سيرتى الذاتية لسارتر ص «69».. اخى القارئ الكريم هذا بعض.. بعض من التمزقات النفسية التى يعانى منها كل متشرب للفكر الغربى وان كان من بنى جلدتنا وليست حال «ألبير كامو» صديق سارتر بأفضل منه، فها هو يقول: «ينبغي ألا نؤمن بأي شيء في هذا العالم سوى الخمر» لو أني شجرة بين الشجر فقد يُصبح لهذه الحياة معنى، ولعلها تصبح أفضل! ... فالإنسان تناقُض وسُخف ولا معقول، بلا غاية أو هدف، مصيره الانتحار! «انظر كتاب الاسلام بين الشرق والغرب على عزت بيغوفيتش ص «131» وقد صدق، فإن حال الانسان فى امريكا الانتحار، صدق او لا تصدق فإن مضابط الشرطة الامريكية تسجل «30» الف حالة انتحار سنويًا. في الفقرة الأولى المترجمة من كتاب «يوم اعترفت امريكا بالحقيقة» تأتي حقيقة «أمريكا بدون قيادة حقيقة في التسعينات»، فقد قالت الغالبية العظمى من الأمريكيين: حوالى 93% إنه ليس هناك شخص يقرر ما هو الشيء الأخلاقي في حياتهم، إن الناس أنفسهم هم الذين يقررون ذلك، وهذه القرارات مبنية على خبرتهم الشخصية أو حتى على نزواتهم وأهوائهم العارضة، بل إن نسبة «84%» قالوا إنهم على استعداد لمعارضة تعاليم الديانة النصرانية!! فلا ثوابت لديهم ولا قيم، صحيح لقد اكتشف الرجل الغربى الكهرباء.. صحيح لقد أنار الشوارع والطرقات لكنه اظلم القلوب ودمر بفكره النفوس، يقول المؤرخ الغربى أرنولد توينبي عن «مقدمات المناهج والعلوم» أنور الجندي «مجلد4/ 764» وهو فيهم كابن خلدون فينا انظر الى كلامه هذا «مكّنتنا الكهرباء أن نخترق الأركان المظلمة المحيطة بنا، ولكن الظلام مازال يخيم على كياننا الداخلي، فنحن نتحكم في قوى الطبيعة، ولكن طبيعتنا الحيوانية تتحكم فينا»!! ثانياً: أمريكا أمة بلا أسرة : أما الكاتبان: جيمس باترسون وبيتر كيم فى كتابهما بعنوان «يوم أن اعترفت أمريكا بالحقيقة» فيكادان يلطمان الخدود ويشقان الجيوب وهما ينعيان المجتمع الامريكى الذى يموت، والكتاب جدير بالاقتناء والاطلاع وإليك بعض ما اورداه عن الاسرة فى امريكا: «29%» فقط من نساء أمريكا كن أبكارًا ليلة زواجهن . والباقي !! 42% من الأمريكيين اعترفوا بأنهم قد تعرضوا لاعتداءات جنسية شرسة وقاسية، هذه نسبة الذين ذهبوا الى الشرطة يشكون من تعرضهم للتحرش فكم الذين لم يذهبوا؟!! كتب ديفيد بلانكنهورن David Blankenhorn يقول: «هذه الليلة سينام أربعون في المئة من أطفال أمريكا بعيدًا عن المنازل التي يعيش فيها آباؤهم، ويضيف أن فقدان الأب يعد من أكثر الاتجاهات الديموغرافية «السكانية» إيلامًا لهذا الجيل، فهي السبب الأول لتراجع صحة الطفل في مجتمعنا، وهي الدافع لكثير من المشكلات الاجتماعية من الجريمة إلى عمل الصغار إلى التحرش الجنسي بالأطفال، ويقدم المؤلف بعض الأرقام في هذا المجال وهي: أ - كانت نسبة الأطفال الذين يعيشون مع آبائهم عام 1960 هي «82.4%» وتراجعت هذه النسبة حاليًا إلى «61.7%». ب - كانت نسبة الذين يعيشون بعيدًا عن آبائهم عام «1960» هي «17.5%» وبلغت هذه النسبة عام 1990 «36.3%». وقد أشار ريتشارد نيكسون إلى تضاعف حالات الطلاق أربع مرات وأصبح طفل واحد من كل ثمانية يعيش على حساب الرعاية الاجتماعية أي أكثر بثلاثة أضعاف ما كان عليه الحال عام 1960 . فى امريكا مليون وثمانمائة الف فتاة مراهقة تحمل سنويًا بلا زواج، فى امريكا 66.4 % من الزيجات تنتهي إلى طلاق !!. ثالثًا: امريكا أمة بلا أمن: هل تصدق ان احياء فى واشنطون عاصمة الدولة العظمى واخرى فى نيويورك عاصمة الاممالمتحدة لا يستطيع دخولها حتى مدير السى آي ايه والا لقي حتفه ان الشرطة الاتحادية فى امريكا عاجزة عن الدخول إلى الأحياء الجنوبية «المهمشة» فى واشنطون وانتبه الى كلمة المهمشة هذه يحتاج أن يكون لديه سلاح وألا يتبادل الحديث مع أحد وطبعًا ألا يحمل معه شيئًا ثمينا باستثناء ورقة نقدية لا تفوق العشرين دولارًا حتى يتقي غضب اللصوص الذين يعترضون طريقه، فهؤلاء اللصوص إذا فتشوك ولم يجدوا معك شيئًا يستحق العناء الذي بذلوه يطلقون عليك رصاصة الغضب دون أن يرف لهم جفن وقبل أن يفعلوا ذلك يلقون على مسامعك خطبة طويلة عن مدى غبائك لأنك لا تحمل شيئًا يستحق السرقة.. هذا في واشنطون العاصمة وفى امريكا يذهب «125» الف طفل الى المدارس ومعه مسدسات!! وفى امريكا كل «25» دقيقة تقع حادثة قتل وفى امريكا كل «10» ثوانٍ تقع جريمة سطو على منزل وفى أمريكا كل 17 دقيقة تقع جريمة تحرش جنسي وفي أمريكا تتعرض 17 مليون وخمسمائة ألف امرأة سنويًا للضرب والعنف الأسري وفي أمريكا يصاب «35» ألف طفل سنويًا بإعاقات جسيمة نتيجة العنف من قبل والديه المخمورين!! ويحدثونك عن أمريكا هذه الدولة الحقيرة!! رابعاً: أمريكا أمة بلا عقل: في امريكا «47%» من الرجال و «35%» من النساء يتعاطون المخدرات و«55%» من الشباب «18 سنة 24 سنة» يتعاطون المخدرات، فى امريكا تبلغ الخسائر المادية التى يلحقها السكارى بمقتنيات الآخرين «137» مليون دولار سنوياً.