ليس هناك ثمة مقارنة بين إعداد المنتخبين السوداني والمصري استعدادًا لخوض تصفيات المونديال 2014م ورغم المعسكر الداخلي والخارجي للمنتخب المصري بالقاهرة والخرطوم وإجراء تجربتين أمام الكاميرون وتوجو وبحثه الدؤوب عن ودية ثالثة لإكمال الإعداد مقارنة بمعسكر داخلي للمنتخب الوطني بدأ قبل ثلاثة أيام ويستمر حتى الثاني من يونيو دون إجراء أي تجربة إعدادية بسبب ضيق الزمن كما جاء حسب تعبيرهم ورغم ذلك لم يسلم اتحاد الكرة المصري في عهد اللجنة المؤقتة لتسيير أعماله من النقد تحت عنوان «التخبط يتواصل» وجاء في النقد أن المنتخبات المصرية هي الضحية الأولى لهذا التخبط الإداري في الجبلاية والذي تمثل في فشل الشركة الراعية للاتحاد في إيجاد مباراة ودية قوية للفراعنة ضمن يومي الأجندة الدولية 26 و27/مايو الجاري بسبب الأخطاء الساذجة التي ارتكبتها الشركة في حق المنتخب حيث اتفقت الشركة الراعية خلال معسكرهم بالخرطوم على خوض تجربتين خارج الأجندة الدولية مع الصف الثاني للمنتخب الكاميروني وأيضًا توجو بدون كبار نجومه المحترفين وفشلت الشركة في الاتفاق على لقاء دولي بعد أن تقاعست عن توقيع العقود الرسمية مع السنغال مما أدى إلى اتفاق منتخب أسود التيرانجا على اللعب وديًا مع الغرب بعد رفض مدرب المنتخب المغربي خوض مباراة ودية مع مونبيليه بطل الدوري الفرنسي وحاولت الشركة إنقاذ ماء وجهها فتفاوضت مع زامبيا بطل إفريقيا الذي رفض مسؤولوه مواجهة الفراعنة بالخرطوم لسبب بسيط ووجيه هو أن المنتخب الزامبي أو ما يُعرف ب «الرصاصات النحاسية» سيخوض منافسات مجموعة السودان بتصفيات كأس العام 2014م ورفض المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد لبطل إفريقيا اللعب تحت أنظار الجانب السوداني. تحركات الشركة الراعية أضاعت على الفراعنة فرصة خوض مباراة ودية قوية أمام منتخب منافس يضم كافة نجومه المحترفين بعد أن تسببت الشركة في خفض أسهم الفراعنة على مستوى القارة السمراء بتوفير مباريات ودية مع الصف الثاني لمنتخبات إفريقية في واقعة تحدث لأول مرة في تاريخ الفراعنة. وأخيراً استسلم الأمريكي برادلي ورفع الراية البيضاء وصرف النظر عن إجراء أية تجربة ما لم تكن من العيار الثقيل. سردت هذا المقال لتوضيح شيئين فقط هما مدى اهتمام الدولة والاتحاد بالمنتخب رغم الظروف السياسية الحالية مقارنة بالسودان والثاني وهو الأهم أن الفراعنة يبحثون عن تجارب من العيار الثقيل استعدادًا لموزمبيق ومنتخبنا الوطني الذي سيواجه بطل إفريقيا رفع الراية البيضاء منذ الآن ولا أعتقد أن الجهاز الفني لديه طموح واحد في المائة على الفوز لأنه لا يعقل أن تواجه صاحب اللقب بمعسكر داخلي لمدة خمسة أيام فقط ونائب رئيس الاتحاد يصر على عدم حاجتنا لمثل هذه التجارب، والأهم أن الشركة الراعية لم تطلب ودية منتخبنا التي يصر عليها المسؤولون بالاتحاد والجهاز الفني، حقيقة لا بد أن نقولها إن المنتخبات الوطنية تحتاج إلى إستراتيجية طويلة وقصيرة المدى حتى نصل في نهاية المطاف إلى تمثيل القارة في نهائيات المونديال وإلا فستكون مشاركتنا كما هي أبطال إفريقيا «الدور الأول» والكونفدرالية «المجموعات» وسيكافا للأندية والمنتخبات فقط هذا هو مدى طموحنا الرياضي.