تناولت في الحلقة الثانية بعض مؤشرات السقوط الداخلي للولايات المتحدةالأمريكية وذكرت أن أمريكا أمة بلا هوية وأنها تفتقد إلى القيادة الفكرية وأن «93%» من الأمريكان ذكروا في استطلاع ذي صلة أنهم لا يرون أي قيادة فكرية لهم وأنهم يعيشون بلا ثوابت أخلاقية. واستعرض ما تبقى من مؤشرات السقوط الداخلي وقد اضطررت إلى زيادة الحلقات نظرًا إلى حجم المعلومات وما أكتبه هنا نزر يسير يمكن القارئ من الوقوف على صورة مصغرة عن واقع أمريكا سقوطاً وإسقاطاً وزيادة الحلقات رسالة إلى«المريخ والهلال»!! 5/ أمريكا أمة بلا عقل: الشعب الأمريكي يجيب «87%» منه عن سؤال: هل تتعاطى الخمر لتشعر بشيء من الراحة وتطرد عنك الهموم والأحزان؟ فكانت إجابة النسبة المذكورة بنعم!!، وتقول تقارير الشرطة الاتحادية ولجنة المجتمع بالكونغرس الأمريكي أن «47%» من الرجال في أمريكا يتعاطون المخدرات!! وأن«37%» من النساء يتعاطين المخدرات ومستقبل أمريكا إلى دمار وتلاشٍ وشباب أمريكا الذين هم مستقبلها يتعاطى«55%» منهم من عمر«18» إلى «24» المخدرات!! أما عن الخسائر التي يلحقها سكارى أمريكا بالمرافق العامة والممتلكات الخاصة فقد ذكرت أنها تبلغ «137» مليون دولار سنوياً!! 6/ أمريكا أمة بلا مستقبل تعليمي: وقد يصاب البعض بالدهشة لكن تصفحاً لمدة دقائق لتقارير وزارة التربية والتعليم الأمريكية واستغاثاتها التي تدفع بها إلى الكونغرس الأمريكي ورئاسة البيت الأبيض تقول إن«27» مليون أمريكي لا يعرفون القراءة والكتابة وأن«50%» من طلاب مرحلة الأساس لا يواصلون تعليمهم إلى المرحلة الثانوية وأن«37%» فقط من طلاب الثانوي هم الذين يفلحون في مواصلة تعليمهم إلى الجامعة إنهم طلاب يفتقدون بيتاً أسرياً يأويهم في المساء ويفتقدون متابعة حنونة من أم رؤوم لدروسهم الأكاديمية أن الطفل هناك يرجع إلى البيت ليجد أمه وأباه لعدة أيام خارجه كل منهما مع صديقه!!. 7/ أمريكا أمة يعاني بعض أجزائها من التهميش المنظم: وقفت أمريكا خطيباً واعظاً في شعوب العالم تعلِّم حكام المنطقة العدالة والشفافية بينما أمريكا تعاني من تمرد مكتوم في الجنوب والغرب انتبه الجنوب والغرب فلأمريكا أيضا أزمة في الجنوب والغرب وما فيش حد أحسن من حد أولاً، في غربها توجد مجموعات الهنود الحمر التي تعاني من التهميش السياسي والتعليمي والاقتصادي، تلك المجموعات التي بدأت تتشكل في جماعات مطلبية وتكتلات سياسية تطالب بحقوقها السياسية بل يطالب عباقرتها بالقصاص من قتلة أجدادهم ومبيدي آبائهم ولهم مواقع على شبكة الإنترنت ونداءات للثورة على المركز.. أمريكا تعاني من ذات المشكلات التي قامت بصناعتها في منطقتنا لكن الفرق بيننا وبين أمريكا أن أمريكا عملت على توسيع تلك الثلمات الموجودة في ظهر الأمة وإحداث تصدعات في جدارنا بينما نحن نرى شقوقاً في جدارها لكن أقصى ما نتمناه هو أن ترفع أمريكا اسمنا من قائمة الدول الراعية للإرهاب!!، ومن أراد أن تثكله أمه وييتم أطفاله ويرمل زوجته ويفقد وظيفته بل وحياته فليفكر مجرد تفكير في استثمار تلك «الشقوق» والتصدعات في الجدار الأمريكي، فتلك منزلة لا نمد إليها رجلنا لأن « لحافنا الخرق» لا يسمح بذلك. وأمريكا تعاني في جنوبها تهميشاً تعليمياً وتعاني في جنوبها اضطهادًا سياسياً رغم فوز «الأرجوز أوباما»، «67%» من السود وسكان الجنوب الأمريكي خارج مظلة الضمان الاجتماعي «43%» من النساء الحوامل السود لا يجد رعاية صحية، وفي بعض الولايات إذا أشارت الصحيفة الجنائية لأحد السود بإدانة في جريمة ما فإن هذا يمنعه من حق الانتخاب والترشح بينما الأمر لا يشمل البيض لقد كشف مايكل مور في كتابه: «رجال بيض أغبياء» وجهاً كالحاً مظلماً لأمريكا شرطي العالم وحامي حقوق الإنسان!! 8/ أمريكا أمة بلا لحمة وطنية وتعاني من العنصرية: فقط تأمل هذه الحادثة التي تكشف لك عن البركان الاجتماعي المكتوم وبرميل البارود الذي يقف تفجيره على ضغطة زر انفجرت الأوضاع الأمنية في مدينة لوس أنجلوس حيث اندلعت أعمال عنف وشغب بعد قيام محطات التلفاز بعرض شريط لبعض رجال الشرطة من البيض وهم يضربون أحد السود وهو رودني كينج بعنف ووحشية. وكانت نتائج هذه الاضطرابات أن قتل ثمانية وخمسون منهم عشرون شرطياً، وبلغ عدد الجرحى«2382»، منهم «220» جريحاً في حالة خطرة. واعتقل «13505» شخصاً، ودمرت الحرائق «5537» محلاً تجارياً، وقدرت الخسائر المالية ب«785» مليوناً، وساهم من رجال الشرطة والحرس القومي وجنود البحرية واحد وعشرون ألفاً !! يوم إثنين أسود بلغت خسائره«785» مليوناً من الدولارات تكفي ميزانية سنة كاملة لبعض الدول الإفريقية هذه حادثة ويوم إثنين أسود، فكيف إذا أكرمنا الله بخمسة عشر يوماً فقط على هذا النحو سنوياً؟! وذكر كارل بيل مدير مجلس الصحة العقلية بشيكاغو أن المواطنين السود لا يزالون يتعرضون يومياً للإهانة والعنف بحيث أصبح ذلك جزءاً من شعورهم المحبط!! قلت وهذا الإحباط شيء إيجابي لأنه سيؤدي إلى نتائج رائعة لاحقاً!! وهذا بل كلينتون يعترف بذلك فيقول «إن مشكلات المخدرات والعنصرية والفقر لا تزال مقيمة بيننا، ونحن نحتاج إلى جميع جهودنا لإبعاد مراهقينا عن العنف والمخدرات، وإن الأفلام التي نراها إنما هي تعابير عن انحطاط الإنسان الفكري واللا أخلاقي، وفساد الروح الإنسانية، وعلينا أن نتذكر أن جميع الأمريكيين معرَّضون للجريمة والمخدرات والعنف المنزلي والحمل في سن المراهقة، وإن في أمريكا حوالى مليون مراهقة تصبح حاملاً كل عام، إنه عيب وإثم، !! «كتاب بين الأمل والتاريخ» لبيل كلينتون ص 79، إن مشكلات المخدرات والعنصرية والفقر لا تزال مقيمة بيننا، ونحن نحتاج إلى جميع جهودنا لإبعاد مراهقينا عن العنف والمخدرات، وإن الأفلام التي نراها إنما هي تعابير عن انحطاط الإنسان الفكري واللا أخلاقي، وفساد الروح الإنسانية، وعلينا أن نتذكر أن جميع الأمريكيين معرَّضون للجريمة والمخدرات والعنف المنزلي والحمل في سن المراهقة، وإن في أمريكا حوالى مليون مراهقة تصبح حاملاً كل عام، إنه عيب وإثم !!««7» فهذه ثمانية مؤشرات فقط للسقوط من الداخل أما ثماني الخطوات للإسقاط فهي موضوع الحلقة القادمة