تواصلت مفاوضات أديس أبابا بين الخرطوم وجوبا حول القضايا الإجرائية، حيث قدم وفدا البلدين مقترحات لوضع خارطة سير المحادثات في أول اجتماع للجنة الثلاثية المصغرة التي تضم الوفدين بجانب الآلية الإفريقية رفيعة المستوى أمس. والتأم الاجتماع بحضور رئيس الآلية ثامبو أمبيكي الرئيس الجنوب إفريقي السابق، وبحثت صياغة الخارطة. وقال عضو وفد الحكومة د. مطرف صديق للصحفيين أمس إن السودان قدّم مقترحاً بضرورة أن يبدأ التفاوض بحسم الملفات الأمنية بواسطة اللجنة العسكرية الأمنية من الجانبين لإفساح المجال لبقية اللجان الخاصة بالحدود والنفط والتعاون التجاري والاقتصادي باعتبارها ملفات تتوقف على الاستقرار الأمني بين الجانبين. وأوضح أن الجولة الحالية تعمل للخروج بوضع جدول التفاوض قبل الشروع في بحث تفاصيل القضايا العالقة. من ناحيته توقع دينق ألور أن تقتصر الجولة الحالية على الاجتماعات الإجرائية لتحديد أولويات التفاوض التي تضمنها القرار الأخير. وفي السياق أكد د. مطرف صديق أن جلوس الطرفين للمفاوضات وفق قرار مجلس الأمن الدولي وخريطة الطريق التي وضعها الاتحاد الإفريقي، يعد خطوة جيدة في الطريق نحو الوصول إلى حلول لكل المسائل الخلافية بينهما. وأشار مطرف في تصريحات صحفية بمقر المفاوضات أمس رداً على سؤال حول ما إذا كان متفائلاً بنجاح المفاوضات، إلى أن المواجهات التي وقعت بين الطرفين على الأرض قد ألقت بظلالها دون شك على الروح التي بدأت بها المفاوضات، إلا أنه أكد أن التقاء الطرفين وتبادل الوثائق يعد خطوة جيدة، إذ أنهما لا يملكان خياراً غير الوصول لحلول سلمية حول كل المسائل عبر التفاوض. وأكد مطرف أن القوات المسلحة السودانية أعادت انتشارها بمنطقة أبيي أمس الأول، وقال: «وفقاً لمعلوماتي فقد تمت هذه الخطوة، وتبقى موضوع تشكيل المجلس الإداري والتشريعي للمنطقة، وفقاً لمتطلبات قرار مجلس الأمن وخريطة طريق الاتحاد الإفريقي». وأوضح عضو الوفد المفاوض أن الطرفين قدما رؤاهما حول تنفيذ قرار مجلس الأمن وخريطة الطريق التي وضعها مجلس الأمن والسلم الإفريقي، وأن الخطوات الجارية الآن هي السعي للتوفيق بين الموقفين من قبل خبراء اللجنة المصغرة التي تضم خبراءً من الجانبين والاتحاد الإفريقي. وقال مطرف إن المفاوضات مازالت في مرحلة إعداد خريطة طريق المباحثات بين الجانين. وفي ذات السياق أكدت الحكومة حرصها وجديتها في تحقيق السلام مع الجنوب، وسعيها المتصل لبناء الثقة، واستعدادها للتفاوض بعقل مفتوح للتوصل لحلول جذرية لكل قضايا الخلاف، وعبر السفير رحمة الله محمد عثمان وكيل وزارة الخارجية لدى استقباله بمكتبه ظهر أمس مارقريتا بونيفر المبعوثة الإيطالية الخاصة لشؤون الطوارئ الإنسانية، عن أمله في أن تسفر جولة التفاوض الحالية عن تقدم إيجابي في هذا الصدد.وتناول اللقاء تطورات العلاقة بين السودان ودولة الجنوب على ضوء استئناف المفاوضات بين الطرفين في أديس أبابا، حيث أكدت المبعوثة الإيطالية حرص بلادها بشكل خاص والمجتمع الدولي بصورة عامة على نجاح المفاوضات في حل القضايا الخلافية وتجاوز العقبات التي تعترض تطور العلاقات بين البلدين. وبحث اللقاء تطور العلاقات الثنائية بين السودان وإيطاليا في عدة مجالات على رأسها التعاون في المجال الاقتصادي، حيث عبر الجانبان عن رغبتهما في تحقيق المزيد من التطور والتعاون لخدمة شعبي البلدين.