أفق آخر:علي الصادق البصير شهدت مدينة حلفاالجديدة أحداثًا غريبة خلال عطلة العيد وتناقلتها وسائل الإعلام المختلفة حيث قامت مجموعة من الشباب بمهاجمة منزل وزير التخطيط العمراني بولاية كسلا عبد المعز حسن عبد القادر وهو من أبناء مدينة حلفا وقد نقلت الأخبار أن أسباب الحادثة تعود إلى أن الوزير مسيطر على أراضي المنطقة ومستبد ومحتكر لسلعة السكر بواسطة أحد أقربائه مما يشير لشبهة فساد ومحاباة الأمر الذي أدي لتدخل الشرطة وتفريق التظاهرة الشبابية، وكانت النتيجة الحتمية وقوع بعض الخسائر والإصابات، والقصة حسب معرفتي بأهل حلفا وزياراتي المتكررة للمنطقة تتجاوز هذه الأسباب، فقد انفجرت الأوضاع نتيجة تراكمات قديمة تجاه الوزير ابن المنطقة، فالسيطرة على الأراضي تمتد منذ هجرة حلفا القديمة للمنطقة الحالية، ولا يستوي عقلاً ومنطقًا أن تترك أسرة صغيرة في مساحة( 400 ) أو (300) متر لأكثر من ثلاثين عامًا والتطور الطبيعي للحركة البشرية يتطلب خطة إسكانية تراعي إمدادات هذه الأسر على أن تكون الأولوية لأهالي حلفا الذين تركوا منطقتهم الجميلة وضحّوا بأفضل ما لديهم وهذا ما لم يضعه الوزير في اعتباره بغض النظر عن كونه ابن المنطقة. أيضًا هناك إشكالية أخرى تتعلق بالتخطيط العمراني في حلفاالجديدة وهي مسألة الأكشاك الجديدة والتي حاول الوزير أن ينتزعها من أصحابها الفقراء والمساكين وأسر الشهداء بفرضه رسومًا خرافية على أصحابها، وبلغة غير كريمة تحدثت عنها الخطابات والقرارات الوزارية حيث فرض المهندس المقيم بحلفا وفقًا للتوجيهات أن تكون هذه الأكشاك مشيدة بالمواد الثابتة وقد اجتهد هؤلاء الفقراء في تشيدها وصرفوا فيها ما صرفوا وعند النهايات صدر قرار جديد بإلغاء التشيد وفرض رسوم تقدر ب «13.600» جنيه، على كل كشك وهو مبلغ كبير على ذوي الدخل المحدود. مسألة أخرى كانت ضمن احتقانات أهالى حلفا على الوزير هي تعرضه لقيادات ورموز المنطقة كما حدث لرجل الأعمال السيد أمين محمد عثمان عبد القادر وهو رئيس لمحلية حلفا في وقت سابق وعضو مجلس تشريعي وهي قصة استهداف طويلة سنتعرض لها في حينها وسنسرد تفاصيل البلاغ الكيدي الذي تعرض له الرجل. الزائر لحلفا هذه الأيام وقبلها سيتأكد أنه لا يوجد وزير تخطيط بولاية كسلا ناهيك عن كونه من أبناء المنطقة فتردي إصحاح البيئة ناتج وبلا اجتهاد عن سوء التخطيط ومن البرك المتراكمة وسط السوق وغيرها. أما مسألة المحاباة واحتكار سلعة السكر فهذه تهمة مكانها غير الصحف إذ يطالب البعض بإقامة العدل وإخضاع الوزير لتحقيق حول مايرونه احتكار غير مشروع لهذه السلعة التي لا تجد حلفا منها سوى (الهبوت) ودخاخين المصنع. أفق أخير:- (جاء في الأثر أن سيدنا عمر رضي الله استعمل رجلاً من بني أسد على بلد فجاء يأخذ عهده بالولاية، فأتى عمر ببعض ولده وقبَّله، قال الأسدي متعجبًا: أتقبِّل هذا يا أمير المؤمنين!! والله ماقبَّلت ولدًا قط فلما رأى عمر رضى الله عنه غلظة الرجل قال: فأنت والله بالناس أقل رحمة، هات عهدنا لا تعمل لي عملاً أبدًا» القصة مهداة لحكومة ولاية كسلا وبالسوداني (المافيهو خير لأهله ما فيهو خير لبلدو) في أعدادنا القادمة بإذن الله نكتب عن حلفاالجديدة.. موسم الهجرة الثانية بعد التهجير.