في البيان الذي وزّعه حزب الحركة الشعبية «جناح السلام» بقيادة دانيال كودي والفريق محمد أحمد عرديب قبيل مؤتمر صحفي عقده ذات الحزب أشار فيه إلى نقاط جوهرية مهمة بخصوص الأزمة الحادة بين السودان ودولة جنوب السودان التي قامت على أرض كانت جزءاً من السودان وفضّل شعبها الانفصال والاستقلال، لكن الحركة الشعبية الحاكمة في جوبا لم تكتفِ بهذا بل توظفت لدى قوى أجنبية لتكون ولايتا النيل الأزرق وجنوب كردفان ساحتين لتنفيذ أجندة أجنبية مفضوحة ومكشوفة.. وقد جاء في بيان المجموعة المنشقّة من الحركة الشعبية قطاع الشمال التي يقودها مالك عقار وعبد العزيز الحلو «أن الحركة الشعبية قطاع الشمال» قد زجّت بإنسان ولاية جنوب كردفان في حرب غير محسوبة النتائج والعواقب بأجندة من الدوائر الخارجية برعاية دولة جنوب السودان الوليدة». انتهى وهذا يعني «خروج» مجموعة الحركة الشعبية التي تميزت بعبارة «جناح السلام» من الحركة الشعبية ولم تنشق، لأن الانشقاق يعني أن من انشقوا يعتبرون أنفسهم أحرص الأعضاء على الالتزام بالمبادئ التي قامت عليها الحركة الشعبية ولعلها معروفة.. لكن الخروج هو الكفر بهذه المبادئ والتراجع والردة عنها، وهذا بالضبط ما فعله أعضاء الحركة الشعبية جناح السلام.. وهو يلزم أن يتخلّى حتى عن اسم «الحركة الشعبية» المرتبط في الأذهان بتلك المبادئ التي ما زال عليها «قطاع الشمال».. فكل شيء في «جناح السلام» لا يشبه كل شيء في«قطاع الشمال» ما عدا اسم الحركة الشعبية.. وحتى العلم و«أبيي» في أطروحات الحركة الشعبية «جناح السلام» تبقى شمالية مائة بالمائة ودون اكتراث لحالة النزاع حولها.. فلماذا إذن التمسك باسم «الحركة الشعبية»؟! ويقول البيان في فقرة المحور السياسي كلاماً عجيباً، يقول: «التأكيد على أن هجليج وأبيي شمالية. وإدانة التدخلات السافرة لدولة جنوب السودان في الشأن السوداني الداخلي والدعم المادي والعسكري التي ظلت تقدمه لحركات دارفور والجبهة الثورية المسلحة.. وإدانة استغلال الوضع في جنوب كردفان للتدخلات الأجنبية. ودعوة جميع الحركات للالتحاق بالسلام»انتهى. إذن جاءت الحركة الشعبية جناح السلام كعدو جديد للحركة الشعبية بقيادة سلفا كير وباقان ومالك عقار والحلو إضافة للمؤتمر الوطني ومنبر السلام العادل.. والسؤال هنا هل من الممكن أن يكون حزب الحركة الشعبية جناح السلام مستعداً للوقوف في خط النار مثل المؤتمر الوطني ومنبر السلام العادل دفاعاً عن أرض الوطن ضد مخططات الحركة الشعبية بشقيها «حكومة جوبا وقطاع الشمال»؟! نطرح هذا السؤال لأن قيادة حزب الحركة الشعبية جناح السلام هذا كانت قبل اتفاقية نيفاشا وقبل المفاوضات التي سبقتها تقف في خط النار وتحارب حكومات الخرطوم الثلاث «نميري والصادق والبشير».. وهذه القيادة بمبادئها الجديدة التي أشرنا إليها آنفاً يلزمها أن تكون مستعدة للوقوف في خط النار بالاتجاه المعاكس إلى جانب قوات الشعب المسلحة والدفاع الشعبي؟! فهل هي مستعدة بالفعل للانخراط في لواء الردع؟! أم أنها ستكون لا إلى حركة سلفا كير وعقار ولا إلى المؤتمر الوطني ومنبر السلام من الناحية الأخرى حيال الأزمة بين السودان وجنوب السودان؟!