يقول تعالى «وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ» ويقول تعالي: «وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ» مرحباً بسلفا كير في بلادنا ولكن!! ودُّ نحن في منبر السلام العادل أن نرحِّب برئيس جُمهورية جنوب السودان الفريق أول سلفا كير ميارديت في بلادنا رافعين غصن الزيتون ومُطلقين حمائم السلام فلطالما تُقْنا وعملنا على أن يأتينا رئيس دولة جنوب السودان المستقلة زائراً كريماً لا مواطناً خصيماً وجاراً حميماً لا عدوًا لئيماً وناصراً نصيراً لا متآمراً ذميماً. نودُّ أن نؤكِّد أننا أكثر التنظيمات السياسية سعادة بقيام دولة الجنوب المستقلة وكذلك أشدُّ الناس فرحاً بقيام دولة السودان الشمالي الحُرة المستقلة التي كنا على الدوام نرفض أن تعتبرها الحركة الشعبية دولة مُستعمَرة مُستعبَدة تنصِّب نفسها وصيّاً عليها وحفيظاً على مصالحها ومسؤولاً عن تحريرها من (العبودية) من خلال الاسم الذي أطلقته على نفسها (الحركة الشعبية لتحرير السودان)!! إننا إذ نكرر ترحيبنا بالرئيس سلفا كير لنؤكِّد أننا أكثر التنظيمات السياسية حرصاً على قيام علاقة جوار سلس نتبادل فيه المصالح ويؤازر فيه بعضُنا بعضاً ونضمِّد فيه الجراح لا أن ننكأها من خلال استدعاء الثارات ونفتح فيه صفحة جديدة ملؤها التوادد والتراحم لما فيه مصلحة شعبينا وبلدينا. نقول لسيادة الرئيس سلفا كير إن الحركة الشعبية بعد أن استقلّت ببلدها تركت خلفها بعض أتباعها الشماليين ممَّن يحملون أجندة توسعية من مخلَّفات مشروع السودان الجديد وقد سمَّوا ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وأضافوا إليهما دارفور.. سمَّوها بالجنوب الجديد الذي أرادوه منصّة انطلاق لتنفيذ ما سمّوه بالخطة «ب» لإقامة مشروع السودان الجديد الاستعماري الذي يستهدف بلادنا وهُويتنا الوطنية ولعلَّ سلفا كير يذكر أنه قال في خطاب تدشين دولته في اليوم التاسع من يوليو من هذا العام والذي لربما أعدّته هذه المجموعة الشيوعية وفي حضور الرئيس البشير.. قال إنه لن ينسى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي ولم يُوضِّح بعدها أنها كانت زلّة لسان الأمر الذي يمكن تفسيره بأنه إعلان حرب في يوم مولد دولة الجنوب على دولة السودان الشمالي. نقول للرئيس سلفا كير للأسف فإن تطور الأحداث في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق وما ثبت من تورُّط للجيش الشعبي التابع لدولتكم في تزويد أتباعكم عقار والحلو وعرمان بالسلاح والجنود من جنوب السودان يشي بأنكم ماضون في إنفاذ مخطَّطكم وأن ذكر تلك الولايات الشمالية في خطابكم كان أمراً مقصوداً ومخطَّطاً له مما يجعلنا نتعامل مع هذا الأمر على أساس أنه إعلان حرب من دولتكم على بلادنا وما لم نَرَ خُطُوات عملية تؤكِّد عكس ما ثبت لنا بالدليل القاطع فإننا سنأخذ الأمر مأخذ الجد انطلاقاً من مبدأ المعاملة بالمثل ذلك أن شريعة العين بالعين والسن بالسن أقرَّتها جميع الشرائع والكتب السماوية وحينها فإن دولة الجنوب ستكون هي الخاسر الأكبر فهلاّ طردتم من سميتموهم قديمًا بالفئران حتى لا يعبثوا بمؤخرة مركبكم فيغرقوها؟! إننا نطلب الآن وقبل أن تغادر بلادنا أن تعلن عن تبرُّئك مما سُمِّي بقطاع الشمال وعن قطع صلتك بالعملاء عقار والحلو وعرمان بل ورفضك استخدام اسم حركتك الشعبية على أي تنظيم سياسي شمالي وأن تتواثق أنت والرئيس البشير على عدم تدخُّل كلٍّ من دولتيكما في شؤون الأخرى. ثانياً: يجب أن يتفق الرئيسان على أن تجري المفاوضات حول القضايا العالقة داخل السودان بعيداً عن تمكين الدول والمنظمات والمبعوثين الدوليين من المتاجرة بقضايانا. ثالثاً: يجب حل القضايا العالقة بروح التعاون بما في ذلك مشكلة الحدود والديون والبترول مع الحرص على عدم إشراك الشخصيات المشاكسة والمعادية للشمال في لجان التفاوض من جانب الحركة الشعبية. رابعاً: يجب وقف النزوح من الجنوب وتسريع نقل من تبقى من الجنوبيين إلى دولتهم بالتعاون مع المنظمات الدولية كما يجب إنهاء فترة السماح المعمول بها من جانب واحد ولا يجوز لحكومة المؤتمر الوطني أن تعتبر أن من حقِّها أن تقرِّر بمفردها في قضايا السيادة الوطنية بما في ذلك تلك التي تنطوي عليها أخطار أمنية واجتماعية على بلادنا. إن على المؤتمر الوطني أن يتفاوض من مركز القوة فقد سئمنا تقديم التنازلات المجانية التي لا نزال ندفع ثمنها في أمننا ومعاشنا وسيادتنا الوطنية ويجب أن يخضع ما يتم الاتفاق عليه لبرنامج زمني محدَّد بعيداً عن تقديم الحلول لمشكلات الجنوب من طرف واحد انتظارًا لوعود كاذبة كتلك التي جرَّبناها مع أمريكا وليت المؤتمر الوطني يُشرك هذه المرة مفاوضين من صنف القوي الأمين فقد جرَّبنا من لم يورثونا غير الندم والحسرة!! في الختام نودُّ أن نؤكِّد مجدداً للرئيس سلفا كير أن منبر السلام العادل أحرص التنظيمات السياسية على قيام تعاون ثنائي قوي بين دولتي الشمال والجنوب خاصةً في المجال الاقتصادي فهلاّ حرص بذات القدر على إقامة علاقة جوار سلس وآمن مع الشمال يبعد عنه خمائر العكننة وشياطين الإنس واضعاً نصب عينيه أن دولة الجنوب أكثر حاجة إلى الأمن والسلام حتى تتمكَّن من تجاوز مشكلات وأمراض الميلاد!!