بالرغم من أن رفع الدعم عن المحروقات ما زال مقترحاً حتى الآن إلا أنه سرعان ما ألقى بظلاله السالبة على كافة الأنشطة الاقتصادية والقطاعات خاصة قطاع النقل مما انعكس على حياة إنسان بلادي المغلوب على أمره، فسائقو بعض المركبات العامة داخل العاصمة استبقوا تنفيذه بزيادة التعرفة، أما السفريات الولائية فقد زادت تعرفتها بنسبة «30%» من قيمة التذكرة ربما لثقتهم أن أوان نزول القرار لأرض الواقع أصبح قاب قوسين أو أدنى. مصدر مطلع قال ل (زووم) إن وزير النقل بصدد إصدار قرار يقضي بزيادة تعرفة البصات السفرية بالولايات خلال الأيام القادمة، وأبلغ ذات المصدر بتشكيل لجنة تضم العديد من الجهات المختصة بناءً على مذكرة تم رفعها من قبل الغرف القومية للبصات والحافلات السفرية بغية زيادة نسبة تعرفة البصات السفرية، فيما برَّرت اللجنة رفع المذكرة لارتفاع أسعار تكلفة التشغيل المتعلقة بالاسبيرات.. والشحوم وقطع الغيار. عشان شنو؟ عددٌ من المواطنين استنكروا الزيادة خاصة الذين يضطرون للسفر بصفة دورية وبصحبة أسرهم، زميلنا الهميم عبد الرزاق اصطحب شقيقته المسافرة للسوكي إلى الميناء البري واشترى لها تذكرة بمبلغ «21» جنيهًا وعندما انطلقت الحافلة وجاء دور الثانية ارتفعت التذكرة إلى «28» جنيهًا رغم أن الفصل بينهما بضع دقائق!!. أما المسافرة فاطمة فرفعت حاجبي الدهشة وقالت: (الزيادة عشان شنو إذا كانت كل الخدمة البقدموها داخل البص عبارة عن كباية موية وحبة حلاوة والسفريات الطويلة كيكة وعلبة بارد؟ في كيكة شبعت ليها جائع؟). بعض المسافرين عزوا زيادة تعرفة البصات لقرار رفع الدعم عن المحروقات رغم أنها تعمل بالجازولين وهو قليل التكلفة ولكن جشع أصحاب البصات سوَّل لهم استغلال الموقف. الضرائب هي السبب أصحاب البصات السفرية بيَّنوا أن الزيادات التي ألحقوها بتذاكر السفر لا علاقة لها برفع الدعم عن المحروقات، فتلك لم يأتي أوانها بعد، ولكن حمَّلوا وزرها لديوان الضرائب الذي فرض «2%» كرسوم دمغة على تذاكر البصات السفرية، فشكَّلت عبئًا إضافيًا جعل اتحاد غرف النقل ممثلاً في الغرف القومية لأصحاب البصات السفرية يرفض الزيادة، وقالوا إنها تراجع عن توصيات لجنة الإصلاح الضريبي الموقَّعة بين الديوان وأصحاب العمل في عام «2006م» الخاص بالتخفيض التدريجي لرسم الدمغة على تذاكر البصات السفرية واعتبره الاتحاد نكوصًا عن الاتفاق لتنفيذ توصيات لجنة الإصلاح الضريبي وانتقاصًا للحقوق المكتسبة لأصحاب البصات السفرية نتيجة توقيع الاتفاق الإطاري.. وبيَّن الاتحاد في بيان صحفي أن الزيادة تشكِّل عبئًا إضافيًا على البصات المتهالكة حيث تبلغ الضريبة على التذاكر «21%» من قيمة التذكرة وعليه يقوم أصحاب البصات ببيع ممتلكاتهم لسدادها نتيجة لصعوبة تحصيلها من المسافرين.. كما وجَّه الاتحاد عضويته بجميع أنحاء البلاد بالامتناع عن دفع الزيادة الجديدة في ضريبة رسم الدمغة وتسير البصات دون تذاكر ومنفستو اعتبارًا من الأول من يونيو. ارتفاع تكاليف التشغيل الأمين العام لغرفة البصات السفرية عوض عبد الرحمن قال ل (زووم): إن هناك ضعفًا في تعرفة النقل مقارنة مع ارتفاع تكاليف التشغيل التي وصفها بالمحيِّرة، مما أدى لاختلال الميزان وظهور السوق الحر، إضافة لعجز عدد من الشركات عن تسيير رحلاتها، وقال: إن وزير النقل كوَّن لجنة تضم العديد من الجهات المختصة والتي تشمل الأمن الاقتصادي، ووزارة النقل، واتحاد غرف النقل السوداني، والغرف السفرية، وشرطة المرور، ووزارة المالية التي رفعت توصياتها لوزير النقل بزيادة تعرفة البصات والحافلات السفرية بنسبة «25%»، مبينًا أن الزيادة تسهم في تطوُّر القطاع.. الله يجازي الكان السبب قال أحد صحاب البصات السفرية فضَّل حجبب اسمه: إن ضعف قيمة التذكرة مقارنة مع ارتفاع تكاليف التشغيل من أكبر المشكلات التي تواجههم بسبب ارتفاع الأسعار المتواصل في قطع الغيار والإطارات والضرائب والإيجارات والعمالة الذي أدى بدوره لضعف العائد، مشيرًا إلى أن سعر الإطار ارتفع من مليون و«300» جنيه إلى «7,500» بزيادة «500%» والزيت من مليون و«100» جنيه ل «3» ملايين و«200» جنيه، إضافة لارتفاع قطع الغيار بنسبة «300%» وكل هذه الأسباب أدت إلى تراكم البصات في الورش للصيانة مع عدم مقدرة أصحابها على إصلاحها لارتفاع تكاليفها ومن ثم فشلت معظم الشركات العاملة في مجال النقل في تغطية تكاليف التشغيل، التي أصبحت مرتفعة وأخرجت أكثر من «12» شركة من التنافس أدى لاختلال في سوق النقل بالسودان.