لابد أنكم تعرفون «الختة»، لذا لا داعي لتعريفها، وهى معروفة أيضًا لبعض الشعوب النامي، ناس مصر القريبة دي يطلقون عليها مسمى «الجمعية». نتيجة لقلة الدخل وعدم تناسبه مع المنصرفات، ومع الغلاء المعيشي و«البوبار حقنا»، يكون الدخول في ختة أمرًا حكيمًا. تسمى الختة أيضًا ب «الصندوق» ولكنها لا توضع فى صندوق، بل تسلم حار حار لمستحقها يوم صرف المرتب، أو يوم جلسة القهوة... إلخ، لتصرف سريعًا فور استلامها في شراء مستلزمات ولادة، قسط مدرسي، وهناك نساء «فالحات» تسكن الواحدة في بيت لم يتم تشطيبه لسنوات، وتقول وهي راقدة على صفحتا، وملايات حوشها تهفهف، عاكسة تجربتها في جدوى الختات : يا بتي، بيتنا دا بنيناه بالصناديق، والأرض ذاتا عمك اشتراها سنة خمسة وستين بي ختة كنت عاملاها مع نسوان بيوت الحجر!، لا حولااااا دي مرة بعيدة نظر بشكل! ربما تتفوق على زرقاء اليمامة ذاتا!. هذه المرأة تحسسك بالدونية وأنكم مودرين قروشكم أكل وشراب. وينظر الناس لمن يتنقل من بيت إيجار لبيت إيجار بأنه زول خيبان ومرتو أخيب منو! طيب أمال البيوت الكتييييرة دي البأجرها منو؟؟؟. ومع انقراض المسلفين «هي تحمل نفس حروف المفلسين مع فرق الليل والنهار طبعًا»، يجب عليك الدخول فى ختة، وللختة قوانين وشروط منها: أمينة الصندوق يجب أن تكون امرأة ذات هيبة، صريحة وواضحة وكلمتها واحدة، ولا مانع أيضًا من أن تكون مسيخة وكلامها «دراب» أحيانًا ل «تطقع» به من تتقاعس عن تسليم قروش الختة في ميعادها أو تتسبب في تأخير الصرفة. الدور في الصندوق يكون بالاقتراع منذ البداية، وأحيانًا حسب الحاجة إذا كان ناس الصندوق شوية قلبهم راقد. لمن يدخل بنفرين الصلاحية في اختيار دور صرفتو كشخص له وزنه في الصندوق. عليك بكتابة تاريخ ابتداء الختة وأعضاء الختة في نوتة عندك، كإجراء احترازي، ممكن جدًا أمينة الختة تصاب بزهايمر مفاجئ أو وهدبة أو حتى تتلحس ذاتو. هناك رجال يحلفون على زوجاتهم بعدم دخول أي ختة لأنو جوطتها كتيرة، ولأن النسوان لا يعتدن بحلفان الرجال ويعتبرن حلفانهم بغير الطلاق كلام هبوب ساكت، تجدهن مدورات الختة زي الحلاوة. ممكن جدًا أمينة الصندوق تعتذر عن مسك الصندوق لأنه في ناس كرّهوها. يمكن اللحاق بالختة في صرفتها الثانية، كما يمكن إذا لم تستطع الاستمرار لأي ظرف إخراجك من الصندوق وتأجيل استردادك لأموالك في الآخر لأن دخول الحمام مش زي خروجو. هناك من يعلن لختة وهمية، حصلت كتير، لكنها مشينة للسمعة وممكن تبور بناتك لأنو ما فيش حاجة بتستخبي. ممكن جدًا أن تأتيك أمينة الصندوق في زيارة خاصة، لتطلب منك التنازل لأخرى بسبب ظروف قاهرة كعملية زايدة دودية أو طلاق وقنجرة ومن ثم سفر للأهل في سقط لقط، لذلك «لا تملأ بالختة قلبك».