حكمة الله، ان يتشارك أبي وزوجي في فقه تحريم الدخول في الختات على الحريم، فما زلت أذكر (التحانيس) التي كانت تسوقها أمي ليسمح لها أبي بدخول (الصندوق) مع نسوة الحي، اللاتي كانن لا يدخرن وسعا في اغرائها لمشاركتهن، وتشجيعها للعمل بسياسة (الختة المتينة في سبيل رص العدة في الفترينة)، وذلك باستغلال ما تعود به (الختة) في شراء الادوات المنزلية والمساعدة في (جيهة) البيت، فكان رفض ابي المنطقي مبني على كراهيته لسياسة (اديّن واتبيّن)، التي تستحلب بها الزوجات (الفكة) من جيوب الازواج وتعدمها (الفرطاقة) و(الفريني) .. ديل سمعتا بيهم ساي ما بكرة تعملوني اقدم منهم ..!! وللحقيقة، فلم أؤمن يوما بالجدوى الاقتصادية من الصناديق، ولا افهم معنى أن تقتطع احداهن من مدخراتها لمدة عام كامل، لتتمكن مثلا من شراء (دقة غوايش جديدة) أو (توب) آخر موضة ، فيبلى التوب وتتغير الموضة قبل أن تستطيع الفكاك من قيد هوان الدفعيات للصندوق، ف (الختة) حلوة ساعة استلامها أما شهور سدادها فأمر من مر الصبر، وتدعو من تسقط في شباكها للغناء مع ود البادية: قالوا الصبر عاقبوا الحلو .. يا ليالي وين حلاتو ؟! وحتى لا نغمط سياسة الصناديق حقها، بفهم (الكديسة) عندما لم تطول اللحم، نقر بأن لتلك السياسة فوائد وايجابيات، خاصة اذا لم تستعمل عائداتها في (الفارغات)، فهي – اي الصناديق - تعتبر حبل الخلاص من الازمات لذوي الدخل (المحدد) وارباب الوظائف غير القيادية، فبواسطتها يمكن سداد مصاريف المدارس والجامعات .. اكمال نصف الدين .. شراء قطعة ارض (بيع اهالي) ولا بأس ان كانت تلك القطعة في (ابو فاس الما وراها ناس) .. شراء امجاد أو رقشة بالاقساط وذلك المقصد يحملنا حملنا لمنطقة المخاسرات البنكية اسم الدلع ل (الختات الربوية) .. غايتو ما خصّاني دي وجهة نظر !! دون الرجوع لفتاوي ناس (اسلام اون لاين)لا أشك في أن المعاملات المادية المسمية بالختات أو الصناديق (مباحة) ولا غبار عليها، ولكن ما فيه غبار و(كتاحة) عديل، نظام تعامل مالي (ربوي) جديد استشرى وبشدة بين الحريم، خاصة موظفات الشركات (الترطيبة) والبنوك، حيث يلجأن لبعض الدلاليات ال (المودرن) .. فعندما ترغب احدى الموظفات في شراء غرض ما (أيا كان من الابرة لل عربية)، ولنقل أن سعره في السوق اثنين مليون، تستعين بتلك الدلالية حيث تذهب معها للسوق وتشتري لها ما ترغب فيه، ثم تتفق معها على اعادة المبلغ بالتقسيط المريح وفوقه مليون أو مليون ونص زيادة .. ربح العملية وكده !! كنت احسب ان الانزلاق وراء نزوات الشراء بتسهيلات الدفع دون أن تسبقها دراسة جدوى، شر محلي و(فراغات) خاصة بسودانيات الداخل، حتى حكت لي شقيقتي عن استشراء داء مماثل لدى سودانيات الخليج، وان كان بتبعات اكثر خطورة، فقد افلح بعض الصاغة هناك في اغراء النساء بشراء الدهب ب (الآجل)، فمثلا تقوم الواحدة منهم بشراء ما تريد ولنقل عدد (ستة غوايش) مقابل عشرة ألف درهم، فتستلم الدهب وتترك جواز سفرها كرهينة عند الصايغ لحين تكملتها للمبلغ المطلوب منها وفوقه (الفايدة)، فتقوم بتسديده من غنائم غزواتها على جيوب الزوج الغافل !! المحزن ان هذه السياسة والتي تمارسها بعض النساء هناك – في الغالب - من وراء ظهور الازواج، تتسبب بكارثة تحقق معها المثل (ميتة وخراب ديار)، كما حدث عندما قامت احداهن بشراء حوجتها من بضاعة (اديّن واتبيّن) وقامت بتسليم جواز سفرها للصائغ، وقبل ان يمضي الشهر على ذلك توفى والدها وبدأ زوجها في تجهيزات السفر للعزاء، وعندما سألها عن مكان جوازها اضطرت للاعتراف بفعلتها، فما كان من الزوج إلا أن قام بطلب سلفية سدّد منها بقية سعر الذهب واسترجع جواز زوجته، ولكن للاسف اوصلها للمطار وهناك سلّمها التذاكر والجواز ومعهم ورقة الطلاق !! ولنختم بحكاية لطيفة من الصديق (احمد محمد) يقول فيها: عندنا حبوبة طيبة اسمها (ست العيلة) وزوجها اسمه (النور اب خبّة) .. حبوبة (ست العيلة) كانت مسيكينة ونسوان الحلة المفتحات دايرات يعلّمنها التفتيحة فوصفن ليها كيف تدبّر اقتصادها الذاتى ( تلم ليها قريشات من اب خبة وتشترى ليها كبايات وصوانى ويمكن لو فتحت مية المية تشترى غويشات وحلقان للبنيات) .. المهم قومي شيلى ليكى كيلتين عيش .. ودسيهن فى السحارة وأول ما (اب خبة) جاء نطتت عويناتا قدر الريال اب عشرة وقالت ليهو : اب خبة هووووى .. السحارة دى براها ما تمش عليها !!. سألها بدهشة: السحارة مالها يا ست العيلة ؟! اجابته في براءة: فيها حبيبة عيش لميتو منك . فقال: لا حول ولا قوة الا بالله .. النسوان امات كريعات رقاق ديل انا قلت ليك ما تباريهن؟! لطائف - صحيفة حكايات [email protected]