هذا كتاب صغير الحجم ذو قيمةٍ عظيمة وفوائد إرشادية وتنويرية تهدي البصائر إلى معرفة النعمة الكبرى التي وهبها المولى عز وجل للمسلمين في القرآن الكريم. وعنوان الكتاب: «التربية الاجتماعية في القرآن الكريم» تأليف الدكتور عمر يوسف حمزة، من إصدارات هيئة علماء السودان في سلسلة الدراسات الفكرية الإسلامية. وتعتبر العقيدة الصحيحة في تربية الفرد من أسس المجتمع السليم في القرآن الكريم، ويقول المؤلف في هذا الصدد: إن الإيمان بالله هو الركن الأساس الذي بدأ الإسلام به في تكوين شخصية المسلم لأنه العنصر الأول الموجه لإرادته، ومتى صحت عناصر الإيمان في الإنسان، استقامت الأساسيات الكبرى لديه، وكان أطوع للاستقامة على طريق الحق والخير والرشاد، وأقدر بالتالي على التحكم بأنواع سلوكه، وضبطها فيما يدفع عنه الضرر والألم والمفسدة، ويدله على النفع والصالح من الأعمال وقد أدرك حديثاً الباحثون من غير المسلمين قيمة العقائد في توجيه سلوك الإنسان، فبدأوا يتحدثون عنها تحت عنوان «إيدولوجيات» ولكن ما استطاعوا أن يصلوا إلى المستوى الذي وصل إليه الإسلام، إذ هو يبني ويعمق في الفرد المسلم إيماناً قوياً لا يضارعه ولا يشابهه أي عنصرٍ «إيدولوجي» يحاولون غرسه في نفس فردٍ من أفرادهم! ويستطرد المؤلف الدكتور عمر يوسف حمزة في حديثه عن الدين الإسلامي الحنيف قائلاً: لقد أثبت التاريخ والاستقراء لحياة البشر أن الدين الإسلامي ضرورة لازمة للإنسان ليطمئن ويسعد وتزكو نفسه بالتقوى والعبادة واتباع صراط الحق المستقيم وهذا السلوك السليم القويم للإنسان من شأنه أن يسمو ويرتقي بالمجتمع إلى أسمى درجات الرفعة والرقي والازدهار والرشاد. ٭٭٭ وعن قوة الإيمان ودورها الروحي والإيجابي في التربية الاجتماعية، يقول المؤلف: إن قوة الإيمان بالله سبحانه وتعالى من أعظم البواعث والدوافع التي تحث المؤمن على الجهاد والإقدام في سبيل الحق، لأنه من أوسع أبواب الثواب والنعيم في دار القرار، مع مراعاة أن طالب الآخرة لا يضعفه حرص ولا طمع في الدنيا! وقد جعلت العقيدة الإسلامية للناس غايتهم في الحياة، ووضعت لهم الوسائل التي تكفل لهم سعادتهم في الدنيا والآخرة وغاية المسلم في الحياة هي إرضاء الله = عز وجل = بطاعته وامتثال أمره (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). «سورة الذاريات» الآية «56».