في ظل الندرة التي تشهدها البلاد جراء الشح في سلعة السكر وارتفاع أسعاره وتكرر الأزمة بصورة راتبة سنويًا باقتراب شهر رمضان المعظم وعلى مدار الأعوام الخمسة الماضية لم تشهد السلعة أي استقرار يذكر، ومن أجل البحث عن بدائل مناسبة لزراعة قصب السكر المكون الرئيس للصناعة اتجهت الأوساط العلمية والبحثية لتجربة زراعة سكر البنجر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وإيجاد فائض للصادر مما يتطلب ربط الإنتاج الزراعي بالإنتاج وتوفير قيمة مضافة بتصنيع مشتقات البنجر وتشجيع الاستثمار في المجال وإيجاد شراكات إستراتيجية فضلا عن التحول النوعي للمنتجين والمصنعين وتعزيز قدرات الخدمات المساندة في مجال زراعة وإنتاج البنجر. ولمشروع إنتاج السكر من البنجر ميزات نسبية تكمن في المساحات الواسعة والمياه الوافرة والبنيات التحتية والبحث العلمي والإرادة السياسية إضافة للنتائج المبشرة لإنتاج البنجر والتي وصلت لأكثر من «35» طنًا للفدان بنسبة سكروز بين «18 20%» و بحسب الدراسة التي أعدها معهد السكر بجامعة الجزيرة وقدمها د. باسم عباس الطيب في سمنار زراعة بنجر السكر بمشروع سندس الزراعي.. مؤكدا أن عوامل الضعف في زراعة سكر البنجر تتمثل في سيطرة النظام التقليدي لإنتاج السكر اعتمادًا على القصب وعدم كفاية التمويل للقطاع المنتج وقلة التدريب وضعف العمل الإرشادي فيما يتعلق بزراعة وتصنيع البنجر ومشتقاته واقتصادياته.. وحدد أهم المهددات في تردد المزارعين وإدارات المشروعات في تبنى إدخال محصول البنجر كمحصول أساس وعدم وضوح الرؤية لعلاقات الإنتاج الخاصة بالمحصول والتقلبات المناخية واعتماد معظم مدخلات انتاجه على الاستيراد من الخارج إضافة لمشكلات الري. وبشرت الدراسة بالإمكانات الواعدة لزراعة محصول البنجر وتوفير التقانات الحديثة بالدول الشقيقة والصديقة لإنتاج وتصنيع بنجر السكر وازدياد الطلب المحلي والإقليمي على السكر ومشتقاته. ويُذكر أن بنجر السكر نبات ذو حولين وينمو خلال السنة الأولى مكون المجموعة «الحضري والجذري» وفي السنة الثانية من نموه يتجه تحت الظروف البيئية المواتية إلى الإزهار وإنتاج البذور وهي عبارة عن ثمره تحتوي عددًا من الأجنة يتراوح ما بين «2 5» جنين. ويتم حصاده بعد حوالى «5» إلى «6» أشهر من الزراعة ودعا د. باسم إلى اتباع دورة زراعية ملائمة، وأكد المدير العام لمشروع سندس الزراعي مهندس الطيب محمد الطيب السعي لتوفير الأمن الغذائي وفرص العمل مبينًا أن مساحة المشروع الكلية «106» آلاف فدان بجانب تخصيص مساحات للاستثمار العقاري والسكني والتجاري والسياحي مشيرًا لجهود مشتركة مع وزارة لزراعة محاصيل واعدة، ودعا ممثل المزارعين بالمشروع السماني الحبر الأجهزة التنفيذية لإصدار قرارات قوية تصب في مصلحة العملية الزراعية وتوسيع الاستثمارات بالمشروع.