منذ انتقال سكرتير عام الحزب الشيوعي السابق محمد إبراهيم نقد والعواصف هبت على دار الحزب نسبة للفراغ الذي تركه رحيله المفاجئ والفراغ الذي خلّفه.. ومن ثم تواردت خطى الأقلام والتخمينات حول البديل الذي يستطيع الإمساك بزمام الأمور لحزب مخضرم كالحزب الشيوعي السوداني؛ وأول أمس اتضحت الرؤية القاطعة بتقليد المهندس محمد مختار الخطيب مقاليد الأمور وتنصيبه سكرتيراً عاماً للحزب.. أول ما يطرأ بأذهان الناس هو: من هذا الرجل الذي تسنّم زمام قيادة الحزب الشيوعي؟ وعلى أي الأسس تم اختياره لهذا المنصب؟ إذن فإن محمد الخطيب الذي تقول سيرته الذاتية الحزبية إن جاز القول إنه كادر جماهيري عمل بمنطقة حلفاالجديدة وتمركز عمله مع القواعد من خلال العمل النقابي في الحركة التعاونية والجمعيات إضافة للأندية الرياضية وإنه كان الحلقة الأقوى في تجمع المعارضة بالداخل مطلع التسعينيات وأنه كرّس أغلب حياته لدعم حقوق المزارعين والعمل ضد خصخصة المؤسسات الزراعية وبيع منشآت القطاع العام «قد أصبح الشخص الرابع الذي يُشار إليه بتولي أعظم مسؤولية وهي قيادة الحزب الشيوعي السوداني.. ولكن هذا لا يجعلنا غير بعيدين عن ما تم من إجراءات لانتخابه سكرتيراً عاماً وأي المعايير التي بُني عليها هذا الاختيار والتي أجملها الأستاذ صديق يوسف، القيادي بالحزب الشيوعي عند حديثه مع الصحيفة في بضعة جمل زاخرة بالمفيد وهي أن الاختيار أتى عن قناعة الكل ولأن الحزب تقوده الديمقراطية والتي تعطي الحق لمن يريد الترّشح لهذا المنصب أن يتقدم للجنة المركزية التي هي من تنتخبه وفقاً لمعايير الحزب، واستدرك بقوله إن اختيار المهندس محمد الخطيب جاء لإمكاناته الفكرية والتنظيمية وثقتنا في توليه هذا المنصب. وبالعودة إلى ما خلّفه رحيل نقد وما اعتملت به ساحة الحزب الشيوعي السوداني نجد أن الخيارات كانت متقوقعة داخل خمس أصداف فقط من شخصيات الحزب للأمساك بقيادة الحزب وهم الشفيع خضر، يوسف حسين، صديق يوسف، وسليمان حامد وكان الخطيب متذيلاً كذلك قائمة المرشحين مما أثار لغطاً عنيفاً حول أحقية أي منهم، غير أن اجتماع اللجنة المركزية للحزب خالف كل التوقعات والتي يرى د.عبد اللطيف البوني الكاتب المعروف لدى مهاتفته «الإنتباهة» أن الاختيار نبع من كونه كادراً نقابياً مفرغاً احتك بالجماهير فعاصر همومهم وقضاياهم وليس من الكوادر المفرغة للعمل السياسي كالراحلين عبد الخالق محجوب ومحمد إبراهيم نقد والتي أعتقد والحديث للبوني أنها كانت كوادر سياسية بحتة مفرغة للعمل الحزبي والسياسي، مؤكداً أنها نقلة نوعية وكبيرة جداً تُحسب للعمل التنظيمي داخل الحزب. ولكن يرى بعض المراقبين لما يدور أنه ومع اقتراب قيام المؤتمر العام للحزب ما زالت الرؤية غير واضحة نحو استمرارية محمد المختار في منصبه أو أنها قد تصبح مجرد فترة انتقالية سيمر بها وسيحسمها قيام المؤتمر العام بعد السادس وهو ما جعل صديق يوسف يستنكر بقوله إن اللجنة المركزية هي من قامت باختيار السكرتير الجديد والتي ينتخبها المؤتمر العام للحزب والذي ليس من اختصاصاته اختيار سكرتير الحزب، مستدركاً بقوله «إن مخرجات المؤتمر العام لا يعلمها إلا الله». إذن ما ستفرزه مقبل الأيام من أحداث تجود بها الساحة السياسية داخل وخارج الحزب تضع السكرتير الجديد تحت دائرة الضوء لمعرفة كيفية معالجاته لها وفقاً لما يدور في السودان من أحداث وقضايا مصيرية تتطلب تضافر كل الجهود ودبلوماسية كل الأحزاب الوطنية للوقوف أمام التحديات الخارجية والإسقاطات السلبية على الساحة الداخلية.