أعاد حديث أبلغني إياه أحد المواطنين بولاية الخرطوم الذين يعملون في الأسواق العامة على طريقة رزق اليوم باليوم بالأسلوب الذي يتبعه معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر في إدارة قضايا وشؤون المحلية اليومية على اعتبارها أدنى مستويات الحكم وذات علاقة مباشرة في التعامل مع المواطنين وهمومهم المستمرة يومياً والمتجددة على مدار كل ساعة، قال لي ذاك الأخ إنه ما قصد سلطات معتمدية الولاية في شأن يخصه نشاطهم داخل الأسواق إلا ووجدوا استجابة سريعة في التعاون مع الحدث في حلول توفيقية بين سلطات المحلية وإدارة الأسواق والمسترزقين فيها، وهذه لعمري طريقة لم نشهدها أو نسمع عنها في الماضي القريب، إلا على أيام وزير الشؤون الهندسية الأسبق شرف الدين بانقا فقد عُرف الباشمهندس وقتها بأنه يجلس على كرسيه في تربيزة صغيرة في بناية الوزارة بشارع النيل ليقابل المواطنين أصحاب الاستحقاقات الذين لهم إشكالات متعلقة باستحقاقاتهم في قطع الأراضي المخصصة لهم.. وقد كان هذا سلوكاً أشاد به أغلب الصحفيين الذين عاصروا أيام بانقا في الوزارة.. وقد كان بانقا واحدًا من أقرب المسؤولين للصحفيين يزور الصحف ويتحدث للصحفيين بكل شفافية وطلاقة في أي قضية متعلقة بالأراضي في ولاية الخرطوم.. وقد سرَّني جدًا أن سمعتُ أن معتمد الخرطوم اللواء عمر نمر قد خصص يوم الخميس من كل أسبوع لمقابلة المواطنين وتلقي شكاواهم واستفساراتهم ومعالجة قضاياهم وهذا واحد من عناصر الشفافية في الحكم، وهو كذلك تأكيد لهدف أساسي من مضامين الحكم الاتحادي، فالحوار المباشر مع المواطنين في الهواء الطلق يمثل مفهوم التواصل ما بين الراعي والرعية.. حيث تتم هنا معالجة القضايا وقبول الحل بتراضٍ تام فيما بين مستويات الحكم.. وقد بلغني كذلك أن رئاسة المحلية تجاوبت مع قرار المعتمد ووفرت عددًا من خطوط الاتصال الساخنة للمواطنين لنقل قضاياهم العاجلة للمعتمد مباشرة، وما نأمله أن لا تنشأ جيوب بيرقراطية تعيق هذه التجربة .. ونتطلع أن يخطو اللواء عمر نمر بهذه التجربة إلى الأمام لتكون نموذجاً تهتدي به بقية المحليات بولاية الخرطوم وفي السودان أجمع، فالتجارب الرائدة والأعمال الكبيرة التي تحقق الفائدة للمواطن هي من يرفع أعمدة الحكم.. وقد شهد كل الناس بالتجارب الكبيرة في النهوض بالسياحة في ولاية البحر الأحمر تلك النهضة التي قادها الوالي إيلا بنفسه.. فالسياحة خدمة توفر العديد من فرص العمل لعامة المواطنين وتدر دخلاً كبيرًا للدولة وتعكس في ذات الوقت صورة السودان للعالم.. والمعتمد عمر نمر يدير أهم المحليات في السودان وقد يكون جل حركة النشاط الاقتصادي في السودان منحصراً في محلية الخرطوم.. وتستقبل هذه المحلية يومياً عددًا كبيرًا من العمالة المحلية والأجنبية وبمن ثم فهي تحتاج في الحقيقية لمعتمد يضبط إيقاع السلوك الإداري للمحلية في تعاملاتها الرسمية بإيقاع سريع وفعّال مع جمهور العمالة في الأسواق تحديداً. ولكن ما يزعجني في محلية الخرطوم عدم اكتراث شركات النظافة لواجبها في متابعة عمالتها الذين يقومون بتنظيف الطرقات والمداخل بالمحلية.. فمن العادي جدًا أن تجد الكثير من أكوام القمامة في الشوارع الرئيسة وأمام كبرى الفنادق بشارع النيل وهذا «عيب» كبير لأن هذه الفنادق يرتادها يومياً العديد من الزوار الأجانب الذين بالطبع ينقلون صورة ما يشاهدونه ويقارنونه ببلدان أخرى، ونحن هنا نتحدث عن محلية الخرطوم باعتبارها النموذج لبقية المحلية الأخرى. ونحن بالمناسبة عندنا مشكلة اهتمام بالشارع العام.. وهذه رسالة لمعتمد الخرطوم ليقوِّم الحال.