بعيدًا عن دهاليز القاعات وجدرانها في ساحة رحبة قبالة ملتقى النيلين وعلى ضفة النيل الأزرق يلتقي الإبداع مع الطبيعة في حوار شفيف اتخذ من يوم السبت عنوانًا ومن الهواء الطلق متسعًا ومكانًا.. هذا هو المعرض التشكيلي الحر الذي ينظمه ويشرف عليه المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم مع الاتحاد العام للتشكيليين السودانيين... ويهدف المعرض التشكيلي الحر إلى الاهتمام الرسمي بالمبدعين والمهتمين بالفن التشكيلي ونشر الوعي الثقافي عمومًا والفن التشكيلي على وجه الخصوص كما يهدف إلى ترقية الذوق الفني وتعميق القيم الجمالية وتبادل الخبرات والتجارب بين المشاركين من المحترفين والهواة وأيضًا إيجاد فرصة للدعم المادي والمعنوي للمبدعين عبر التسويق المباشر للجمهور وزوار المعرض. وحتى نتعرف عن قرب على هذا المعرض ذهبنا إلى ضفة الأزرق الجميل وبالرغم من أن اليوم لم يكن يوم سبتهم لكننا وجدنا اثنين من مبدعي هذا الفن يمارسون هواية الرسم كلٌّ في مرسمه الخاص هما الفنانان التشكيليان الهميم الماحي ومعتز محمد الفاتح .تحدث إلينا معتز محمد الفاتح وهو خريج جامعة السودان كلية الفنون الجميلة والتطبيقية: بداية أعطانا معتز لمحة تاريخية عن المعرض الحر موضحًا أن فكرة المعرض التشكيلي الحر على شارع النيل فكرة قديمة جدًا من قبل استقلال السودان حيث كان الناس الذين يحترفون الصناعات الشعبية يأتون إلى هذا المكان لعرض مصنوعاتهم وبيعها للتجار العرب الذين يمرون عبر السودان إلى شرق أفريقيا وبعثات الحج التي تأتي من إفريقيا عبر السودان.. ويضيف معتز بأن هذا المعرض يشكل امتدادًا للمعارض التقليدية القديمة ولكن بصورة حديثة. وفكرة المعرض الحر الموجود الآن يقول معتز إنها جاءت من طلبة كلية الفنون الجميلة بجامعة السودان حيث كانوا يأتون ويعرضون أعمالهم بطريقة عشوائية ولكن تم تنظيم هذا العمل بصورة رسمية في يونيو 2011م عبر الاتحاد العام للفنانين التشكيليين وتم تقديم طلب رسمي إلى والي الخرطوم حتى يتم تخصيص هذه المساحة لإقامة المعرض عليها، وأضاف معتز أنه بالفعل تم تخصيص المساحة الممتدة من فندق السودان إلى القصر الجمهوري، وأشار إلي أن المعرض يحظى برعاية كريمة من حكومة ولاية الخرطوم وإشراف رئيس المجلس الأعلى للثقافة والسياحة الدكتور محمد عوض البارودي. وأبان معتز أن تخصيص هذه المساحة حل لقبيلة الفنانين التشكيليين مشكلة العدد المحدود لصالات العرض ونوعية جمهورها المحدد. وأشار إلى أن هذا المعرض أصبح ملاذًا جميلاً يستمدون منه طاقاتهم الإيجابية في العمل التشكيلي المتنوع بين رسومات وأعمال نحت وأعمال شعبية وقرية تراثية ومرسم للأطفال وغيره. وبسؤاله عن نوعية الجمهورالذي يرتاد المعرض أوضح معتز أن الجمهور من كل الفئات، وأضاف أن كثيرًا من الجمهور يطلبون رسمهم وجهًا لوجه عبر رسومات الشخصية «البورتوري الإسكتش أو الرسم الدقيق» وكذلك يرتاد المعرض الكثير من السياح الأجانب الذين يجذبهم موقع المرسم ويطلبون رسمهم مع حيواناتهم المصاحبة لهم.. وعن العائد المادي من هذا العمل أوضح معتز أنه عائد مجزٍ فهم يأخذون مالاً مقابل رسم الشخصية ولكن يتركون تحديد المبلغ لذوق الشخص المرسوم وأضاف أنهم أحيانًا يقومون برسم الشخصية مجانًا.. وأكد معتز أن هذا المعرض أصبح مشهورًا على مستوى العالم وفعالياته تُعرض على مواقع الفيس بوك واليوتيوب الأمر الذي جذب إليه الكثير من السياح الأجانب ووسائل الإعلام المحلية والعالمية. وحول مشاركاتهم في المعارض الخارجية قال إنهم كثيرًا ما يشاركون في المعارض الشبابية في الدول العربية أما المعارض غير الشبابية فإنهم يشاركون فيها عندما تكون المشاركة بصورة عامة. وقدم معتز في ختام حديثه دعوة لهواة الرسم الذين يريدون تطوير هوايتهم للحضور إلى مرسمه الخاص لمساعدتهم مجانًا.. كما قدم دعوة إلى أولياء الأمور لإحضار أطفالهم لرسمهم مجانًا في مرسمه الخاص بالأطفال وذلك بصورة يومية من الساعة السابعة صباحًا إلى السابعة مساء.