أفراد الأسرة الواحدة، بينهم من الاختلافات في الذوق والرغبات والسلوك والمآرب ما يجعلك تحلف أن هؤلاء القوم في حوا وآدم ما يتلاقو بل قد تندهش كيف يعيش هؤلاء القوم في منزل واحد وتحت «دش» واحد وعلي «مقعد» واحد وصباع معجون متفق عليه وآخر النهار يتحلقون حول صفرة واحدة بصرف النظر عن محتوياتها، قرع، سبانخ، عدس أو عصيدة بالحلبة وكلو عند العرب صابون!!! تمعّن في هذه التباينات ثم ساهم برأيك مفنّدًا الأسباب والنتائج: الأب مريخابي طويل التيلة مستبشر ضحوك إذا انتصر، أما في حالة الهزيمة فهو عبوس حرون فاتك وربما أدى ذلك إلى ارتكابه حادثًا مروريًا أو صفع موظف دولة في مكان عام على أقل تقدير.. لونه السياسي حزب أمة أبًا عن جد مظهرًا وجوهرًا فهو يصلي الجمعة بمسجد بيت الخليفة ويزور الجزيرة أبا في العيدين ويحفظ راتب المهدي وأنساب الأمراء والقواد في كل معارك المهدية مع الأتراك ومع الإنجليز بالإضافة لامتلاكه ميراثًا ثقيلاً من الوثائق والمخطوطات للفترة من 1881م 1898 حينما يجلس أمام التلفزيون يفتح قناة العربية أوالجزيرة أو ما يعادلهما بالفضائيات الوطنية وهذا أضعف الاحتمالات. الابن الأكبر: هلالابي يتيه صبابة في اللون الأزرق حتى في السماء والماء ويبرر أخطاء فريقه بأنها «أكاديمية» ولا يتردد في الالتحام مع أي مريخابي أن دعت الضرورة ولو أدى هذا إلى المجازفة بحياته... طائفته السياسية مؤتمر وطني وهو ناشط جدًا في مجال العمل العام الذي يتطلب السفر للولايات والتبرع بالدم وركوب المهالك إن دعا الداعي... خلوق رزين وله بعض التحفظات على الزواج من بنات الأسرة... معظم أصدقائه من قادة الاتحادات بالجامعات... الأم: تترنح رياضيًا ما بين الموردة ومانشستر يونايتد.... خريجة علم نفس من أسرة موسورة ولها أفكار جريئة كما أنها تحارب العادات الضارة باليد واللسان وكل ما من شأنه الانتقاص من قدر المرأة... تهتم جدًا ببعض المناسبات التي لا يشاركها فيها الأب أو الابن مثل أعياد الميلاد وعيد الزواج ويوم البيئة العالمي.. تشاهد القنوات العربية المملوكة للأمراء أما في المساء فلا تجامل في متابعة قناة النيل الأزرق..... تزورهم، أي هذه الأسرة، والدة الزوجة من حين لآخر وفي كل زيارة تضع حجر أساس لمشكلة حديثة، فإذا احتج الابن على تصابي هذه الحبوبة وتعلقها بالدنيا المتمثل في لبسها لتوب سهرة فاحش السعر والخامة صاحت فيه مزمجرة: اسكت يا لئيم انت ما سمعت ب«واما بنعمة ربك فحدث؟» ثم ثانيًا أنا لو كنت عارفة انو بتي حتجيب واحد متخلف زيّك كدا، كنت خليتا عانس في بيت أبوها!!!! كارثة: مسطول عمل عملية تجميل استغرقت أربع ساعات ولما رجع البيت وفتح الباب قال لأهلو: أقسم بالله ما عرفتكم!!