لا أدري ما العلاقة بين الأعياد والزواج؟ ولكن هناك أحاديث كثيرة تدور حول هذه العلاقة، من بينها كراهة الزواج بين العيدين وهناك فتيات تتزايد أحلامهن بالزواج مع اقتراب العيد؛ لذلك فإنهن ينتظرن هذه المناسبة بفارغ الصبر عسى ولعل. *على العكس من ذلك هناك من يتطيرن من كثرة الدعوات في الأعياد والقول لهن: “إن شاء الله السنة الجاية في بيتك” وبعضهن يتساءلن في سرهن لماذا السنة القادمة لم لا يكون في هذه السنة؟ *بعد هذه لا يسلم الأبناء والبنات من بعض التدخلات السالبة التي تضر بمستقبل حياة الأبناء والبنات فبدلاً من الاكتفاء بالتعرف على الطرف الآخر وأسرته وتقديم النصح والمشورة يصر بعض الآباء والأمهات على رفض رغبة أبنائهن، طبعاً البنات لا يستطعن التعبير عن رغبتهن أصلاً وبالتالي فإنهن الأكثر عرضة لفرض الزواج عليهن رغم حقهن الشرعي في الاعتراض على الزوج. *رفض الآباء والأمهات الاستجابة لرغبة أبنائهم الزواج من هذه أو تلك تكون له في كثير من الأحيان آثار مدمرة على مستقبلهم، وفي غالب الأحوال لا تستقر حياتهم الأسرية التي فرضت عليهم بل بعضهم يرفض مسألة الزواج على الإطلاق. *الزواج الإجباري الذي تفرضه الأسرة على أبنائها ينتهي بالبحث عن زوجة ثانية للتنفيس عن رغبته التي كتبت من قبل دون جدوى، وفي حالات الغضب تخرج منه كلمات جارحة لزوجته مثل: “أنا ما اخترتك أصلاً وإنما جبروني أهلي عليكي” وهكذا تستمر المنغصات الزوجية بلا طائل. *من الحكايات التي تروى عن علاقة أم الزوج بزوجة ابنها الحكاية التي تقول: إن شاباً أراد أن يختبر أمه هل ستتعرف على خطيبته التي تعمل معه في المكتب؟ فأتى بها وسط مجموعة من الفتيات وقال لأمه أريدك أن تتعرفي على زوجة المستقبل من بينهن. *بعد خروج الفتيات من المنزل عاد الابن وسأل أمه: “هل عرفتي خطيبتي”؟ قالت له الأم “بالحيل عرفتها” ووصفت له إحداهن وكانت المفاجأة أنها هي فعلاً خطيبته، سألها ابنها باندهاش عرفيتها كيف؟ فما كان من الأم إلا أن قالت “قلبي أباها”. *هذه الحكاية على ما فيها من مبالغة تقدم صورة حية من صور العلاقة المتوترة بين أم الزوج وزوجته دون تعميم مخل فهناك حموات يعاملن زوجات أبنائهن مثل بناتهن تماماً. *في جميع الحالات نحن في حاجة إلى مراجعة أسلوب تعاملنا مع أبنائنا وبناتنا والوقوف معهم للسير في طريق مستقبلهم بلا منغصات أو عراقيل توتر العلاقات الأسرية وتهدد البناء الاجتماعي. ورمضان كريم