عقدت اللجنة العليا لعودة النازحين واللاجئين بالسلطة الانتقالية لدارفور اجتماعاً مع والي ولاية غرب دارفور حيدر قلو كما في إطار السياسة الرامية لانعقاد مؤتمر العودة الطوعية بالفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور مطلع الشهر القادم، يبدو أن قضية النازحين واللاجئين مازالت تمثل الركن العصي في مشكلة دارفور التي وُقِّعت لها العديد من الاتفاقيات النحلية والدولية لكنها في الواقع لم تستطع إعادة النازحين أو اللاجئين عودة نهائية رغم الاهتمام والأموال الطائلة التي صُرفت في هذا المجال لكن يبدو أن اتفاقية الدوحة في هذه المرة تحمل في طياتها شيئًا من الأمل لذلك وجدت قضية النازحين الكثير من الاهتمام في كل المستويات فعلى مستوى الولاية ربما تكون الظروف مواتية لتحقيق تقدم للعودة خاصة في ظروف تولي أحد ابناء النازحين «حيدر قلو كما» مقاليد الأمور في ولاية غرب دارفور ربما ساهم كثيراً في إقناعهم والعمل على إرجاعهم إلى مناطقهم إن خلصت النوايا حيث تشهد الولاية استقراراً كبيراً. لكن للحقيقة فإن كثيرًا من عمليات العودة التي حدثت في الماضي كانت موسمية إما بسبب الخريف لاستغلال الأراضي الزراعية أو بسبب الإغاثات التي توزع هنا وهناك، وإذا تم حصر دقيق للأرقام التي تظهر بين الحين والآخر في السنوات التي تلت أزمة دارفور لوجدناها تزيد عن سكان الولاية مجتمعين، عموماً فقد علق رئيس السلطة الانتقالية لدارفور الدكتور التجاني سيسي في زيارته الأخيرة للجنينة على استمرار وجود اللاجئين «إذا المعسكرات موجودة فإن مشكلة دارفور مازالت موجودة»، وأضاف: يجب أن نعمل على إعادة النازحين واللاجئين بكرامة إلى مناطقهم، أما مفوض العودة الطوعية للسلطة الانتقالية أزهري شطة فيعتبر أن قضية عودة النازحين تمثل الهاجس الأول للسلطة، ويضيف تأتي أهمية المؤتمر في إطار إنزال وثيقة الدوحة لأرض الواقع في شقها الإنساني المتعلقة بعودة النازحين واللاجئين وأشار إلى أهمية توفير الخدمات التعليمية والصحية والأمينة حتى تكون العودة نهائية، وأضاف شطة في إطار زيارته لولاية غرب دارفور للتبشير بمؤتمر العودة الطوعية نحن نريد أن نمكن العودة حسب رغبات النازحين واللاجئين، ومن جانبه عدَّد والي غرب دارفور حيدر قلو كما أسباب فشل العودة الطوعية أو التلقائية في الماضي، وقال إن جميع عمليات العودة في الماضي كانت تفتقر لعناصر العودة التي تضمنتها وثيقة الدوحة، وأضاف: هنالك سأم وملل من النازحين في مناطق العودة لعدم توفر ما يلزم المعيشة مؤكداً في الوقت ذاته أن برنامج العودة الطوعية يسعى أن تكون المناطق جاذبة، وأعرب أن أمله في أن يخرج المؤتمر بتوصيات وقرارات تعمل على إعادة النازحين نهائياً إلى مناطقهم وأن تكون العودة متوفرة لها ضمانات وطالب حيدر بالإسراع لتوفير الإمكانات اللازمة أما وزير الصحة بالسلطة الانتقالية عثمان بشرى فقال: يجب أن نوظف الأمن والاستقرار الذي تشهده غرب دارفور من أجل إسراع الخطي لتوفير المناخ الملائم لعودة النازحين واللاجئين، وأضاف: نسعى لوضع خارطة طريق واضحة المعالم للعودة النهائية.