العودة الطوعية ... تحديات المرحلة الفاشر: قسم ودالحاج هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته "المتحف البشري الذى خلقته الأزمة فى معسكرات النازحين واللاجئين وجعلت أجهزة الإعلام تأتي وتصور الناس، والمنظمات تبث هذا الحديث وتجمع أموالاً بالمليارات باسم أهل دارفور ومعاناة أهل دارفور حتى أضحت تجارة تأتي بالمليارات لكن لا تأتي إلى الضحايا فى دارفور إنما تذهب إلى جيوب تجار الكوارث والحروب, أخذوا حتى ثمن وجبة الإفطار من الأطفال باسم أهل دارفور ونازحيها ولاجئيها, لكن لم يأتوا لكم بأي قرش، وضعوها فى الجيوب, نريد من الذين هم فى المعسكرات أن يعودوا ونحن معهم فى المفوضية التى قامت لإعادة التوطين وإعادة الإعمار والتعويضات, أي شخص سنمكنه من العودة إلى حياته الطبيعية من جديد ليبدأ حياة عزيزة كريمة". هذا الحديث جاء على لسان رئيس الجمهورية خلال مخاطبته احتفالات تدشين السلطة الاقليمية لدارفور الأربعاء الماضي بحاضرة ولاية شمال دارفور (الفاشر) والذى لخص فيه مشكلة دارفور فى وجود معسكرات النازحين واللاجئين منادياً بضرورة العودة الطوعية لهم. إذن وبعد أن تم تدشين السلطة الإقليمية ينتظر الإقليم نقلة جديدة يتمناها رغم التحديات الماثلة فى عملية العودة الطوعية وتفريغ المعسكرات من النازحين وكذلك اللاجئين الى قراهم الأصلية وهذا يعد من أكبر التحديات الحالية التى تواجه السلطة وهذا ما أكده رئيس السلطة الدكتور التجاني السيسي خلال لقائه بممثلي النازحين واللاجئين بمناطق المعسكرات؛ أن من أولويات السلطة خلال المرحلة المقبلة عودة النازحين واللاجئين إلى قراهم والتعويضات وجبر الضرر, بجانب تنفيذ المشروعات التنموية المختلفة والعمل على إقناع الحركات المسلحة غير الموقعة للانضمام الى وثيقة الدوحة التي تركت الباب مشرعاً للحاق بركب السلام . "تاني مافي كرنك" وأعلن السيسي عن إنشاء شرطة مجتمعية تضم شباب المعسكرات للعمل مع القوات النظامية من أجل إنفاذ برنامج العودة الطوعية، مؤكداً عدم سماحهم بعودة أي شخص إلى منطقة غير آمنة أو عبر الطرق العشوائية، لافتاً النظر إلى أن برنامج العودة يتم وفق خطط مدروسة، وقال السيسي: "تاني ما في كرنك"، وأشار إلى اتفاقهم مع النازحين واللاجئين على تشكيل مفوضية العودة الطوعية التي حدد مقرها في مدينة «نيالا» عاصمة ولاية جنوب دافور. ومن جانبهم أبدى النازحون سعادتهم بتدشين السلطة الانتقالية لدارفور، وأوضح العمدة صلاح الدين الناطق الرسمي باسم النازحين، أنهم سيكونون من الجنود الأوفياء لإنفاذ اتفاق الدوحة، مبيناً أن التحدي الوحيد أمام السلطة الانتقالية يكمن في توفير الأمن. وكانت السلطة الإقليمية قد عقدت اجتماعاً برئاسة د. التجاني السيسي ناقشت فيه عملية تدشين السلطة في اليوم الأول، وقرر الاجتماع دعم اللجنة المختصة بمقررات السلطة للقيام بإعدادها. واستعرض د. السيسي بالشرح والتفصيل بنود وثيقة الدوحة والمكاسب الكبيرة التي ستحققها لأهل دارفور، خاصةً فيما يتعلق بتوفير الخدمات الأساسية وتنفيذ المشروعات التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار بمناطق العودة الطوعية للنازحين واللاجئين حتى يتسنى لهم العودة إلى مناطقهم وممارسة حياتهم الطبيعية. مكاسب وبشريات وقال د. السيسي إن وثيقة الدوحة تحظى باهتمام ودعم من المجتمع الاقليمي والدولي والجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي, داعياً كل مكونات أهل دارفور إلى ضرورة المساهمة الفاعلة والمشاركة في سبيل تنفيذ وثيقة الدوحة وتحقيق السلام والاستقرار بدارفور. وأضاف السيسي أن تدشين السلطة الإقليمية بدارفور على يد السيد رئيس الجمهورية ومشاركة الرئيس دبي والوسيط القطري بجانب المبعوثين الخاصين يؤكد جدية حركة التحرير والعدالة والحكومة السودانية لتطبيق بنود وثيقة الدوحة. من جهتهم أوضح ولاة ولايات دارفور أن وثيقة الدوحة قد حملت العديد من المكاسب والبشريان لأهل دارفور أهمها تحقيق التنمية والخدمات وإعادة تأهيل وإعمار ما دمرته الحرب بجانب توفير مقومات العودة الطوعية للنازحين واللاجئين وتعويضهم، مشيرين إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود بجانب وقوف ومساندة الجميع والمشاركة لرتق النسيج الاجتماعي وتقوية العلاقات بين شرائح المجتمع ووحدة الصف من أجل تجاوز العقبات والتحديات وصولاً للغايات المنشودة وهى إنزال الوثيقة إلى أرض الواقع. وشدد الولاة على ضرورة فتح المسارات والاهتمام بشريحة الرحل لتجاوز الاحتكاكات بين المزارعين والرعاة والتوجه إلى مرحلة التنمية والاستقرار, داعين الحركات المسلحة الرافضة للانضمام إلى ركب السلام والتوجه لدارفور إلى مرحلة التنمية والإعمار ونشر ثقافة السلام في أوساط المجتمع الدارفوري حتى تلحق ولايات دارفور برصيفاتها من ولايات السودان الأخريات. وأعلن النازحون واللاجئون بالمعسكرات بدارفور جاهزيتهم للعودة الطوعية إلى مناطقهم الأصلية بجانب وقوفهم ودعمهم لوثيقة الدوحة في سبيل تحقيق الأهداف المرجوة، مطالبين السلطة الإقليمية بضرورة الإسراع في تنفيذ وثيقة الدوحة وتوفير الأمن والاستقرار والعمل على توفير مسوغات العودة الطوعية للنازحين واللاجئين إلى قراهم والمتمثلة في توفير الخدمات الأساسية والأمن والاستقرار بمناطق العودة علاوةً على تحقيق المصالحات بين القبائل والعمل على رتق النسيج الاجتماعي والتعويضات وجبر الضرر. عودة حقيقية وأكد ممثل النازحين العمدة صلاح الدين أن النازحين أكثر شريحة مستفيدة من اتفاقية الدوحة ودكتور السيسي هو الأب الروحي للنازحين، مشيرا الى أن وفده أتى لرئيس السلطة الإقليمية ليقول للنازحين متى يعودوا لقراهم الأصلية وهذا حديث جميع من فى المعسكرات ومتمنين أن يصدر رئيس السلطة الإقليمية قرارا اليوم قبل غد بأن يعودوا لقراهم عودة حقيقية ونفضل أن تكون لقرانا الأصلية، قاطعا بأن النازحين "عشمانين أن تولي السلطة الإقليمية الاهتمام الأكبر بالعودة الطوعية، وعبر صلاح الدين على أنهم كنازحين وصلوا لمرحلة مدركين لما يقولونه ولا يقدر أحد أن يحرضهم، مضيفا أنهم غير سياسيين وكل ما يرجونه هو الأمن على الأرض. إلى ذلك دعت ممثلة المرأة النازحة إلى ضرورة مشاركتها فى تنفيذ بنود وثيقة الدوحة بجانب العمل على تحقيق المزيد من الخدمات التنموية بدارفور. وتواجه السلطة جملة من الأولويات تتمثل فى توفير الأمن والاستقرار بولايات دارفور عبر إنفاذ بنود الترتيبات الأمنية، والتناغم بين مستويات الحكم في دارفور والسلطة الانتقالية والحكومة الاتحادية، وتحديد خارطة طريق لعمل بنك دارفور للإنشاء والتعمير وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين، ودفع التعويضات للمتأثرين بالحرب بالمعسكرات واللاجئين وتوفير وسائل الإنتاج ومدخلات الإنتاج لهم من أجل العودة بهم الى دائرة الإنتاج من جديد بعد (10) سنوات من ترك العمل، والمكوث بالمعسكرات، بجانب ربط مناطق الإنتاج بشبكة طرق وخدمات مع ربطها أيضا بالأسواق المحلية والخارجية من أجل تشجيع الصادرات وتحسين دخل المنتجين بدارفور. وتوقع مراقبون أن تشهد المرحلة الحالية تسريعا لملفات تقديم الخدمات الأساسية لسكان الإقليم، وتحقيق ما هو مطلوب من أسس واقعية، عبر إجراءات عملية، تضمن عودة النازحين واللاجئين إلى ديارهم، لبدء توقيت جيد بإقليم دارفور عنوانه الرئيسي هو التنمية والنهضة الشاملة، التي يجني ثمارها المباشرة مواطنوالإقليم، بعيدا عن الصراعات والنزاعات التي لم تفض سوى إلى تأخير إنجاز التنمية الشاملة بالإقليم. كما دعوا لضرورة إشراك النازحين فى أي خطوة تعنيهم حتى يكونوا راضين عن كل ما يقدم لهم من خدمات فى المرحلة المقبلة.