قطاعات واسعة من مكونات الشعب السوداني تقاطرت الأيام الفائت صوب مقر السفارة السعودية بالخرطوم لتقديم واجب العزاء في فقيد الأمة الإسلامية والعربية الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، تلك هي قيمة وفضيلة السودانيين خِفاف عند الفزع وثقال عند الطمع، وحينما تتقاطر جموع السودانيين نحو سرادق العزاء يدركون تماماً أن ما يدفعهم لذلك استجابة لسنة ماضية حياة المسلمين ولأن السفارة السعودية تمثل دولة خادم الشريفين بالسودان فإن هناك قيمة مضافة تدفع بالسودانيين.. أم إعلاء شأن السفارة في وجدان السودانيين خصوصاً أنها ارتبطت بشكل وثيق مع المغتربين بالمملكة، فكم من مغترب عبر من هنا إلى دنياه الجديدة في المهجر، وبطبيعة الحال فإن هناك إلفة ومودة نشأت وتجسرت بين كل سوداني له علاقة بالمملكة وبين تلك المنظومة الإدارية التي تتولى مسؤولية استكمال كل حلقات الهجرة إلى المملكة. ولعل السفارة السعودية بالخرطوم ربما هي الوحيدة من بين السفارات بالخرطوم يعلم كل سوداني سكة الوصول إليها، ويبدو أن أبناء الريف السوداني ربما هم أكثر من غيرهم يدركون تماما معنى السفارة السعودية بالنسبة لهم لأنها ببساطة شديدة تغازل كل آمالهم ومستقبلهم وطموحاتهم الخاصة والعامة، ولهذا فإن مسيرتهم للبحث عن أوضاع أخرى تحتم عليهم العبور عبر بوابة السفارة السعودية ويبدو كذلك أن هذه المنظومة الإدارية التي تتعامل مع آلاف السودانيين وبشكل يومي من المنطق أن نفهم أن هذا الحراك والتواصل من شأنه أن ينتج حالة من العلاقة الوجدانية أو الحميمية بين السودانيين والسعوديين العاملين بالسفارة، ولهذا ليس غريباً أن تتواتر القطاعات السودانية المختلفة بكل تكويناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية لتقديم واجب العزاء في الراحل الأمير نايف. ولست هنا مطالباً بتقديم حيثيات أو شواهد توضح هذه الحقائق، ولكن الذي يمكن الإشارة إليه هنا ما قامت به السفارة السعودية الأيام القليلة الماضية بتكريم مواطن سوداني «تكاسي» لقناعتها بأن السودانيين هم دوما منبع النبل والأصالة والقيم السليمة لذلك لم يجد القائمون على أمر السفارة سبيلاً للتعبير عن وفائها لهذا المواطن إلا أن تقوم بتكريمه في هذه الحادثة التي تشير تفاصيلها إلى أن هذا «التكاسي» ظل يقف إلى جانب مواطن سعودي أصيب بوعكة مفاجئة فحمله السوداني إلى المستشفى وظل مرافقاً له هناك إلى حين وفاته ومن ثم قام بالإجراءات اللازمة والاتصال بالسفارة السعودية.. أليس هذا موقفاً نبيلاً يستحق التكريم؟ الملك عبد الله يلتقي بعدد من مبعوثي الدولي لتلقي العزاء الرياض /واس استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله في قصره امس عدداً من أصحاب الجلالة والدولة والسمو والمعالي قادة ومبعوثي عدداً من الدول الصديقة والشقيقة الذين قدموا لتقديم العزاء والمواساة للملك المفدى في وفاة الفقيد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وهم جلالة الملك خوان كارلوس ملك مملكة أسبانيا وجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين ودولة رئيس وزراء جمهورية السنغال عبده امباي ودولة نائب رئيس جمهورية القمر الاتحادية الدكتور محمد علي صالح وصاحب السمو الملكي الأمير هشام بن عبدالله بن محمد الخامس والسيد رفعت الأسد ودولة رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري ومعالي وزير الداخلية الإندونيسي غاماوان فوزي ومعالي وزير التراث والثقافة بسلطنة عمان هيثم طارق آل سعيد ومعالي وزير الداخلية اليمني اللواء الدكتور عبدالقادر محمد قحطان ومعالي وزير الخارجية اليمني الدكتور أبوبكر عبدالله القربي . وقد عبر الجميع عن عزائهم ومواساتهم الشخصية وعزاء حكوماتهم وشعوبهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في هذا المصاب الجلل داعين الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جنته . من جهته أعرب خادم الحرمين الشريفين عن شكره وتقديره لأصحاب الجلالة والدولة والسمو والمعالي ودولهم وشعوبهم على مشاعرهم الطيبة