اتفق عددٌ من الخبراء في شؤون الطيران على تراجع الأداء للناقل الوطني (سودانير) وتناقص رحلاتها إلى العالم الخارجي، بسبب عدد من المشكلات التي تواجهها، وعدم نشاط بعض الوجهات المهمة الذي من شأنه أن يعكس مردودًا سلبيًا يتلخص في فقدان الموارد التشغيلية وضعف الأداء وخسائر مالية فادحة ومديونيات وتعليق بعض الرحلات الأمر الذي يؤدي إلى تأخير سداد الاستحقاقات المالية لشركات الصيانة العالمية، وعلمت مصادر (الإنتباهة) أن السبب الرئيس المشكلات المرتبطة بالعجز عن سداد فواتير الوقود مما أدى إلى تعطيل بعض الرحلات الخارجية وخاصة رحلة الخميس والجمعة الماضيين التي تأجلت وتمت إعادة التذاكر.. فيما أقر وزير النقل أحمد بابكر نهار في تصريحات سابقة بأن المقاطعة الاقتصادية المفروضة على السودان سبب أساسي في تفاقم مشكلات أسطول الخطوط الجوية السودانية «سودانير»؛ لأنها جعلت الصيانة وتوفر الإسبيرات أمرًا صعب المنال وأغلقت الأجواء أمام الشركة، وقال نهار لدى تلاوته تقرير أداء وزارته أمام البرلمان في وقتٍ سابق إن إجمالي الطائرات المملوكة لشركة سودانير يبلغ «11» طائرة منها «6» معطلة و«4» عاملة، بينما تستأجر الشركة «6» طائرات واعترف نهار بإصابة القطاع بتدهور كبير في العقدين الماضيين، أثر على أدائها ومردودها الاقتصادي، واشتكى من شح انسياب التمويل، مشيرًا إلى أن ذلك يشكل عائقًا، وفي السياق ذاته كشف مصدر مأذون ل (الإنتباهة) أن السبب الأساسي المديونية الكبيرة على الشركات المحلية والعالمية حيث أصدرت الشركات المحلية (شركات البترول) قرارًا بأن يكون التحصيل (نقدي) بجانب عدم سدادها لمديونياته السابقة، إضافة لعدم وجود سيولة داخل الشركة مما أدى إلى العجز عن سداد إجمالي مديونيات العاملين في شهري (أبريل ومايو) حيث يبلغ عدد العاملين «2000» عامل الأمر الذي أدى إلى ترهل الشركة وتأخر صرف مرتبات العاملين وتوقع توقف الشركة عن العمل في غضون الأيام القادمة، مؤكدًا أن الوضع الحالي لا يبشر بالخير على حد قوله في ظل قلة الطائرات، مبينًا أن جميع الطائرات في الصيانة ما عدا طائرة واحدة (s 50) وأوضح أن الشركة عاجزة أيضًا عن توفير الإسبيرات، وقال: إن إرجاع التذاكر ليس حلاً وإنما يدخل الشركة في مديونيات كبيرة بسبب التشغيل اليومي وأضاف أن الحل لتفادي الأزمة والخروج بالأسطول إلى بر الأمان هو تدخل الدولة العاجل بإيجاد رئيس مجلس إدارة علمًا أن الشركة لا يوجد بها رئيس لهذا المنصب بجانب تخفيض العاملين واستيعاب طائرات جديدة داخل الأسطول، فيما أكد مصدر فضل حجب اسمه أن الإدارة العليا داخل الشركة تؤكد عدم وجود سيولة لتشغيل الطائرات وانعدام الوقود، مشيرًا لتعطل الرحلات قبل إقلاعها بسبب جاجتها إلى وقود ب «1,700» دولار وأبدى أسفه أن إدارة الخطوط تعمل وفق المظاهر والأمور الثانوية، وأوضح المصدر أن سفريات المدير العام منتظمة للمؤتمرات باسم الخطوط الجوية السودانية ولكنها لا تقدم شيئًا على أرض الواقع وكشف عن إيجار «4» طائرات وإيقاف الطائرة المملوكة للشركة.