القصص الشهيرة لقتل أب لابنه او لأحد أفراد الأسرة او العكس كان معظمها بسبب المخدرات التي تغيب العقول فتجربة العيش مع زوج مدمن تحت سقف واحد تشكل تحديًا حقيقيًا خاصة في ظل وجود أطفال.. «البيت الكبير» ناقش القضية مع أهل الاختصاص وخرج بالتالي... الانفصال هو الحل تروي «أم محمد» معاناتها بصوت يملأه الشجن وتقول: بعد مرور خمسة اعوام من زواجنا اكتشفت ان زوجي مدمن حشيش من الدرجة الاولى وكان ذلك بمثابة الزلزال في نفسي فحاولت التعامل بشيء من الحكمة والحنكة لمكانته في قلبي فحاولت الاخذ بيده ومساعدته بشتى السبل ولكنه كان يعود بنا الى الى المربع الاول وفي المرة الأخيرة جعلت ثمن عودته الطلاق ولكنه عاد مرة اخرى للتعاطي فطلبت منه الطلاق فرفض بشدة وطلب مني فرصة أخيرة معترفًا بانه مبتلى بها من رفقاء السوء فتظاهرت بأني سامحته والحقيقة انني لم أعد أريده وقلبي يرفضه بشدة وأشك في كل تحركاته وينتابني شعور قوي بأنه يخدعني واعيش حالة من الصراع النفسي القاسي لقناعتي بان كل شخص في محنة يحتاج الى شخص يسانده وبين رغبتي العارمة في الطلاق في ظل وجود طفلتي الوحيدة التي انجبتها بعد صراع نفسي قاسٍ فقررت البعد عنه فترة من الزمن لعله يشعر ببعدي ومكانتي. يمتنع عنها في رمضان واطرقت الحاجة مريم وهي تحدق بعينيها في الارض وقالت: عشت سنوات مريرة مع زوجي وابن عمي المدمن على الخمر البلدية لأن الطلاق كان من المستحيلات في ظل وجود سبعة من الابناء الذكور تتوسطهم بنت واحدة فكان زوجي يضربني كل ليلة امام ابنائي ويبيع كل ما تصل اليه يده في سبيل الحصول على مال يصرفه على هواه فاصبحنا نفتقد حتى السرير الذي ننام عليه والاواني التي نأكل عليها فلم اجد سبيلاً غير امتهان بيع الشاي حتى اسد رمق اطفالي الجياع وكنت اصبر عليه لانه كان يمتنع عنها في شهر رمضان ولا تدخل بطنه الا مع شروق شمس العيد ومع اصراري ووقوفي الى جنبه استطاع ان يتخلى عنها والآن هو مثل يقتدى به في التوبة وتحولت حياتنا الى اسرة مستقرة وآمنة واتمنى ان تزول تلك الايام من ذاكرة ابنائي. خطورة بالغة واكد الاستاذ محمود عبد المتعال ان المجتمع به قصص وروايات لابن قتل والده او العكس بسبب الادمان مما يعكس الخطورة البالغة لتعاطي المسكرات وقد حرمها الشرع بصورة قاطعة للمخاطر الجمة التي تصاحبها بداية من غياب العقل وانتهاء بالفواحش، ويلعب اصدقاء السوء دورًا كبيرًا في الزج ببعضهم البعض في الادمان في غفلة من الاسر وقد يبدأ الامر بالتدخين للسجائر ومن ثم يتطور الى المخدرات وهناك اسر تبتلى بإدمان الاب والابن في آن واحد مما يشكل مشكلة حقيقية، وفي اعتقادي ان الزوجة تلعب دورًا كبيرًا في اخراج هذه الاسرة الي بر الامان بالصبر ومعالجة المشكلات التي قادتهم الى سلك هذا الطريق الوعر.. والادمان دون شك يقود الاسرة الى الفقر عبر انفاقه كل ماتصل اليه يده اضافة الى المشكلات النفسية القاسية التي يتعرض لها اطفاله. مسكن مؤقت الاستاذ محمد احمد الاختصاصي في علم النفس تناول القضية من تخصصه وقال ان العديد من الدراسات النفسية المعاصرة اكدت أن الغالبية العظمى ممن يدمنون الخمر هم من أصحاب الشخصية الذين يعانون من الإرهاب الاجتماعي والخجل الشديد وعقدة النقص والدونية ويعانون من القلق والاكتئاب ويجدون في الخمر مسكنًا مؤقتًا لمعاناتهم النفسية وإن كان البعض يشرب الخمر ويستعمل ما يصل إلى يده من مخدرات لا لأنه يعاني بل لأنه يبحث عن المتعة ولا يبالي من أين أتت متعته من حلال أو من حرام، وهؤلاء يعانون من غياب التقوى لديهم وانعدام الوازع الديني، وفيهم أشخاص يصنفون في الطب النفسي على أنهم شخصيات فاسدة سيكوباتية لا تعرف الحياء ولا الشعور بالذنب فآثاره النفسية على الفرد وعلى الأسرة بالغة السوء والسلبية فمشاعر العداوة التي تشتد لديه والانفلات الذي يحدث له يجعله يقول أو يفعل ما يتحرج أو يستحي أن يفعله دون خمر وكلها أفعال تؤذي مشاعر شريك الحياة وتخيف الأطفال وتغيب منها مشاعر الرحمة التي تجعل الحياة الزوجية خالية من الشعور بالأمان والسكينة للزوجين والأطفال وما أشد معاناة الزوجة التي يأتي زوجها آخر الليل سكران يضربها لأتفه الأسباب ويعلو صوته فيرعب الأطفال فيجعلهم يشعرون بالحياء عندما يصل صوته العالي إلى الجيران.