اشتريت قطعة أرض بمبلغ 7000 جنيه قبل سنة تقريباً، ثم اشتريت قطعة أخرى بمبلغ 18000 جنيه قبل 5 أشهر، وكان الغرض من الشراء هو حفظ المال والاستعانة بها في المستقبل، أريد أن أعلم إن كان عليَّ زكاة وكم هي قيمتها؟ وما هي الجهة التي تستحق هذه الزكاة؟ أرجو منكم الإفادة، وجزاكم الله خيراً الجواب: هاتان القطعتان الزكاة فيهما واجبة؛ لأنهما من عروض التجارة، وقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج الزكاة مما أعد للبيع؛ ففي سنن أبي داود من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه «أن رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُنَا أَنْ نُخْرِجَ الصَّدَقَةَ مِنَ الَّذِى نُعِدُّ لِلْبَيْعِ» وعليه فإن الواجب عليك تقييم هاتين القطعتين عند حلول حولهما بسعر البيع، ثم تخرج من تلك القيمة ربع العشر، والجهة التي تستحق هذه الزكاة هم الأصناف الثمانية المذكورون في قوله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» والله الموفق والمستعان. صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح السؤال: فى أحد أيام رمضان دخلت المسجد لصلاة العشاء، ووجدت الصلاة قائمة فدخلت فيها بنية صلاة العشاء، ولكن اكتشفت أنها كانت صلاة التراويح والإمام سلم بعد الركعتين فواصلت أنا صلاتي حتى أتممتها كصلاة العشاء. السؤال: هل تصح صلاتي تلك أم أنه كان عليَّ أن أعيدها؟ وجزاكم الله خيراً الجواب: صلاتك صحيحة إن شاء الله، وليس عليك إعادتها؛ لأن القول الراجح والله تعالى أعلم أنه يجوز ائتمام المفترض بالمتنفل والعكس؛ لأن معاذاً رضي الله عنه كان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم ثم يذهب فيصلي بقومه؛ وأما قوله صلى الله عليه وسلم «إنما جعل الإمام ليؤتم به فلا تختلفوا عليه» فإنما يراد به والله أعلم عدم مخالفته بمسابقته في الركوع والسجود ونحوهما من أركان الصلاة، والعلم عند الله تعالى. تغير النصاب أثناء الحول السؤال: إذا تغير النصاب أثناء فترة الحول وتغيرالحد الأدنى للنصاب كيف أخرج الزكاة؟ ومن أي تاريخ أحسب بداية الحول؟ الجواب: حولك هو حولك لا يجوز لك تأخير إخراج الزكاة عنه؛ ونصاب الزكاة ثابت لا يتغير وهو عشرون مثقالاً من الذهب أو مائتا درهم من الفضة، وبالنسبة للأوراق النقدية فإن النصاب يكون بحسب أقل هذين النقدين لكون ذلك أحظ للفقراء وأحفظ لحقهم، والاعتبار في الزكاة بما يكون في وقت إخراجها؛ بمعنى أنه إذا تغير النصاب بزيادة أو نقصان فالعبرة بما يكون في وقت إخراجها، لأن الخطاب الشرعي للمكلف إنما هو في ذلك الوقت لا غيره، والعلم عند الله تعالى. يصلي المغرب في السفر خلف من يصلي عشاء! السؤال: السلام عليكم فضيلة الشيخ جزاك الله عنا وعن الإسلام كل خير. أود أن أسأل عن صلاة المسافر، حيث أنني كثير السفر تلتبس علي بعض الأمور في القصر. السؤال الأول: عند الجمع بين المغرب والعشاء جمع تقديم، فإذا صليت المغرب مع الجماعة وأردت أن أصلي العشاء فأجد جماعة متأخرة تصلي المغرب فهل يمكن أن أصلي معهم العشاء أم أصلي منفرداً، وإذا كان ممكناً كيف تكون صلاتي معهم؟ السؤال الثاني: إذا أردت أن أصلي المغرب مع إمام مقيم يصلي العشاء كيف تكون الصلاة؟ الجواب: من سافر مسافة قصر وكان سفره سفر طاعة أو سفراً مباحاً فلا حرج عليه أن يقصر الظهر والعصر والعشاء، ولا حرج عليه كذلك أن يجمع بين الصلاتين المشتركتين في الوقت؛ فيجمع بين الظهرين تقديماً أو تأخيراً، ويجمع بين العشاءين كذلك تقديماً أو تأخيراً، ويفعل في ذلك ما هو أيسر عليه؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما خُيِّر بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً.وعليه فلا حرج عليك أن تصلي المغرب مع الجماعة، ثم تصلي العشاء وحدك قصراً، أما أن تصلي العشاء خلف من يصلي المغرب فلا يصلح ذلك لأنه لا يحل لك مفارقة الإمام قبل سلامه، والمسافر إذا صلى خلف مقيم فإنه يتم ولا بد. وكذلك لا يصح لك أن تصلي المغرب خلف من يصلي العشاء لاختلاف الصلاتين في الهيئة وعدد الركعات، والله تعالى أعلم. هل هذه المعاملة تعتبر ديناً؟ السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أسأل عن هذه المعاملة يا شيخ، لي شخص كان جاري فأدخلني معه في شراكة أنا برأس المال وهو بالجهد على أن نتقاسم الربح، ووعدني بأن رأس مالي سيعود خلال شهور إن شاء الله، ولكن هذا الشخص أضر بهذا العمل حتى تم إقفال هذا العمل ولم يرجع بالطبع رأس المال، ولا أجد منه جهداً في إرجاع هذا العمل، هل رأس المال الذي أخذه مني يعتبر ديناً في ذمته أم ماذا؟ وجزاك الله خيراً. الجواب: هذا المعاملة ليست ديناً وإنما هي شركة مضاربة أو قراض بينك وبين جارك، وأنتما شركاء في الغنم والغرم، أي الربح والخسارة، ولا يجوز لك أن تطالب برأس المال ما دام نشاطه قد انحصر في ما اتفقتما عليه ولم يتعداه، أما إذا حصل منه تعدٍّ؛ كأن تكون قد اشترطت عليه ألا يتجر في البحر مثلاً أو يتعامل في البورصة فأخل بهذا الشرط، ففي تلك الحال يجوز لك أن تطالب برأس مالك، والله تعالى أعلم. يبكي شوقاً للقرآن السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1/ عندما كنت بعمر الصبا كنت أقرأ القرآن كثيراً وبدأت أحفظ أجزاء عديدة منه، ولكن مع كبر سني سرقتني متاعب الدنيا، وعندما رجعت أقرأه مرة ثانية وأحاول الحفظ وجدت الحفظ أقسى من السابق، ولكني أبكي كلما قرأت وتمعنت، أحياناً أبكي من شوقي لتلاوة آياته وحسرة على أيامي التي لم أقرأ فيها، وأحياناً أتذكر متاعبي ومشاكلي في الدنيا وأقول أن سببها بعدي عن الله وعن كتابه الكريم، وذلك في نفس الوقت الذي أتلو فيه فلا أستطيع التوقف عن البكاء.. فهل يعد ذلك من الخشية والخشوع؟ 2/ عندما أريد أن يزداد خشوعي وتدبري أسمع القرآن من بعض التلاوات عبر التلفاز بدلاً عن القراءة هل يجزئ ذلك عن القراءة؟ أي أجر القراءة؟ الجواب: أنت يا أخي على خير ما دمت لكتاب الله تالياً وعلى وردك محافظاً، وأنت على خير ما دمت عند التلاوة خاشعاً باكياً، وقد قال سبحانه «إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربهم يتوكلون»، وقال سبحانه «الله نزل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله» وهكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ القرآن وصدره يغلي كأزيز المرجل، وحتى لو كان بكاؤك حسرة على ما فرط منك في جنب الله وتقصيرك في تلاوة آيات كتابه فأنت على خير. وأما سماعك التلاوات المؤثرة من المذياع أو التلفاز فهو خير على خير، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن مسعود رضي الله عنه »اقرأ« فقال ابن مسعود: أأقرأ وعليك أنزل؟ فقال صلى الله عليه وسلم «إني أحب أن أسمعه من غيري»، وكان عمر رضي الله عنه يقول للأشعري أبي موسى رضي الله عنه: ذكِّرنا ربنا!! فيقرأ أبو موسى وعمر يسمع. لكن أجر التلاوة أعظم من أجر السماع؛ لأن في التلاوة لك بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ولم يرد التنصيص على مثل هذا الثواب في حق من سمع دون أن يتلو، والله تعالى أعلم. هدية عيد الميلاد السؤال: السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته «أعلم بعدم جواز الاحتفال بعيد الميلاد، وسبق وأخبرت زوجتي بهذا ولكني فوجئت بها بعمل كيكة لهذا الغرض ومن ثم قامت بإهدائي هدية قيمة قامت بشرائها لي بنقودي» أخذتها دون علمي، حاولت إرجاع الهدية للمتجر ولكن رفضوا إرجاعها، فكرت فى بيعها ولكن أنا متأكد أنها سوف تستخدم للمعاصي. السؤال ماذا أفعل بهذه الهدية؟ أخسر نقودي ولا أستخدمها؟ أم يجوز بيعها مع العلم أن استخدامها سيكون في المعاصي لأنني أعيش في أمريكا؟ وجزاكم الله عنا كل خير الجواب: ما كان ينبغي لزوجتك أن تأخذ من مالك بغير علمك؛ لأنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه؛ وقد قال سبحانه «ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل» وأما الهدية التي قامت بشرائها فلا حرج عليك في الانتفاع بها لكونها مباحة في ذاتها بصرف النظر عن المناسبة التي اقترنت بها؛ ويمكنك بعد ذلك أن تبين لزوجتك عدم جواز ما فعلت، والعلم عند الله تعالى. مرابحة السؤال: اشتريت من البنك عن طريق المرابحة مواد بناء لبناء منزل بمبلغ معين وبمساحة 200م، ثم حصل خلاف مع أخوتي أدى إلى تقليص المساحة إلى 100م، وأدى ذلك إلى فائض في المواد التي أخذتها واستلمتها من البنك، فهل يجوز أن أعطي العمال والمقاول أجرهم مما تبقى من المبلغ؟ ولكم جزيل الشكر. الجواب: إذا كان البنك قد باع عليك تلك المواد فقد صارت ملكاً لك يجوز لك التصرف فيها بكل وجه مشروع، والله تعالى أعلم. عمل الفتاة مع عدم الحاجة السؤال: فتاة تريد أن تعمل في وظيفة، علماً بأن العمل يضم رجالاً ونساءً في مكان واحد وربما يكون رجلاً مع امرأة لوحدهما ساعات، كما لا يخفى عليكم تنشأ علاقات زمالة وربما زيارات في حالة المرض وغيره الجواب: الأصل أن تقر المرأة في بيتها لقوله تعالى «وقرن في بيوتكن» فليس العمل مقصوداً لذاته، بل هو وسيلة ليس إلا إن كان ثمة حاجة تدعو إليه؛ كألا تجد المرأة من يقوم على نفقتها، أو أن تكون ذات تخصص نادر يحتاج الناس إلى عملها فيه، أو كان من المجالات التي لها تعلق بالنساء كالطبابة والتدريس، أما أن تعمل بغير حاجة فهذا خلاف الهدي النبوي والتعاليم الربانية، والله الهادي إلى سواء السبيل. لا تنام إلا وهي جالسة على كرسي!!