كثيرٌ من المؤشرات تنذر بحدوث مشكلات بالموسم الزراعي الحالي خاصة أن الولايات تشتكي من عدم توفير التمويل اللازم لانطلاقة الموسم مما يعني حدوث فجوة في الإنتاج الزراعي الذي قد يؤدي إلى كارثة حقيقية وذلك من خلال حديث المزارعين والمختصين في هذا الشأن بالولايات فعلى الرغم من حديث المسؤولين باتحاد المزارعين بأن الاستعداد للموسم يسير بصورة جيدة أوضح نائب رئيس اتحاد مزارعي السودان غريق كمبال في حديثه ل (الإنتباهة) أن هنالك مجهودًا بُذل من قِبل القائمين بالأمر، فالاستعداد بدأ مبكرًا، حيث تم توزيع كمية من التقاوي لصغار المنتجين عبر وزارات الزراعة الولائية بجانب إعلان سياسة تمويلية من قِبل البنك الزراعي للمزارعين التي ستبدأ خلال شهر يونيو حال وفر التمويل بشكلٍ متكامل، وتم تمويل «329» جرارًا للجمعيات التعاونية الزراعية، وقال: إن الاتحاد يعكف على إنشاء جمعيات المنتجين المنوط بها تشجيع المنتجين والإنتاج، فعلى على الرغم من ذلك أقرَّ بوجود مشكلات صاحبت التحضيرات مما يتطلب الأمر مزيدًا من الجهود والجدية من قِبل وزارة الزراعة الاتحادية حتى تسهم في الدعم المخصص لهذا الموسم وتوزيعه بالصورة الصحيحة، أما بالنسبة للولايات المطرية فهنالك مشكلة في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، وهي مشكلة خاصة بالأوضاع الأمنية، التي يمكن أن تسهم في تقليص المساحات الزراعية، وباعتبارهما من الولايات الكبرى في إنتاج المحاصيل الغذائية الرئيسة كالذرة فإذا لم يتم حل المشكلة سيؤثر ذلك سلبًا في الإنتاج الكلي للبلاد، وعلى صعيد آخر اشتكى مزارعو ولاية القضارف من ضعف التمويل من قبل البنك الزراعي حيث أبان الأمين العام للاتحاد بالولاية حسن زروق أن الموسم يواجه العديد من المهددات، مشيرًا لارتفاع رسوم الزراعة الآلية بجانب فرض غرامة على المزارع، إضافة إلى وجود رهن على المشروعات حيث بلغت تكلفة الإنتاج بالفدان «25» ألف جنيه بجانب دفع رسوم التأمين مما يضطر المزارع إلى ترك الإنتاج، وقال لدى حديثه ل (الإنتباهة): إن الولاية تشهد انعدام المواد البترولية وتوقع أن يشهد الموسم فشلاً كبيرًا ما لم يتم تدارك الموقف، ومن جهة ثانية هدد عدد من مزارعي مشروع الجزيرة بالعزوف عن الإنتاج نسبة لعدم توفر المدخلات ونظافة القنوات بجانب عدم صرف التمويل من الموسم السابق، حيث أبان الناطق الرسمي لمشروع الجزيرة والمناقل جمال دفع الله وجود مشكلات أدت إلى تأخر الإنتاج بالمشروع منها عدم توفر المياه وانقطاعها من القنوات نتيجة لتوفير المياه لخزان سنار لتوليد الكهرباء، مشيرًا لعدم وضوح سياسة إدارة المشروع بالنسبة لزراعة القطن، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأسمدة إلى «151» جنيهًا، مضيفًا أن تأخر هطول الأمطار أدى إلى نقص المناسيب خاصة أن الري بالمشروع تكميلي، مشيرًا لبروز مشكلة هجرة العمالة للذهب مما أدى إلى ظهور نقص العمالة بالفول.. وناشد عبر (الإنتباهة) النائب الأول لرئيس الجمهورية ضرورة التدخل لإنقاذ الموسم الزراعي الحالي ولا يختلف الحال بالنسبة للولايات الأخرى التي تشكي من وجود معوقات تواجه الموسم الحالي بصورة كبيرة.