في نفس اللحظات التى اغتالت فيها قوات الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان يوم الجمعة الماضية الشهيد إبارهيم بلندية وصحبه الكرام لربما كان وفد التفاوض بقيادة وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين يجلس مع بافان اموم في أديس اباب وتجمعهما تلك الصورة التي وردت في بعض الصحف والتي كانا يتبادلان فيها الضحكات!! ذات المشهد تكرر حين شهد باقان ذلك الحفل الراقص في قلب الخرطوم التي تعشى فيها ةتجشأ وطرب على أنغام الكابلي بعد أن دعا الرئيس لزيارة جوبا وتلقى موافقة عجلى كان مفترضاً أن تتم لولا لطف الله الذي أبطلها باحتلال هجلجيج!! في نفس يوم الجمعة الذي إجتمع فيه وزير الدفاع بباقان أموم في أديس وأتفق معه على عدم اللجوء إلى القوة لتسوية النزاعات والخلافات وفق ما صرح به وزير الدفاع الذي قال إن الطرفين اتفقا على أن يُلزم كل منهما نفسه بوقف كافة الأعمال العدائية كان الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة يزمجر ببيان يتحدث فيه عن خيانة الجيش الشعبي الذي قتل بلندية وصحبه ويصدر بيانه بالأية الكريمة : ( وإن يريدوا خيانتك فقد خانوا الله من قبل فأمكن منهم والله عليم حكيم ). ويقول: في سلوك قادر ومشين أقدمت قوات تتبع للحركة الشعبية والجيش الشعبي في جنوب كردفان بعملية الإغتيال بدم بارد لكل من الأستاذ إبراهيم بلندية رئيس المجلس التشريعي بولاية جنوب كردفان والدكتور فيصل بشير الأمين العام للتخطيط الإستراتيجي بالولاية...).. كان بيان الصوارمي يتحدث عن غدر الحركة الشعبية وخيانتها ونقضها للعهود ولكن وزير ه كان يحدثنا عن أن ( الهدف هو تحقيق السلام وإرساء العلاقات الطيبة بين الدولتين) مضيفاً ان كل هذه المباحثات تهدف الى الوصول إالي ما يسمى بالحدود المرنة بين البلدينبما يحقق التواصل المستمر وتعزيز التجارة بين الشعبين!! تخيلو «حدود مرنة وتواصل كمان مستمر» مع دولة تحتل أرضنا ولا تخفي عدائها وكيدها وعملها بالليل والنهار لإسقاط النظام بالتعاون مع الأعداء والمتمردين!! أريد أن أتدرج بكم قرائي حرصاً على مرارتكم فالغريق لي قدام فقد أوردت الصحافة) أن ( الإطار الإستراتيجي والذي والذي أتفق عليه الطرفان تضمن فتح التفاوض مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بلإضافة ألي الموافقة على الخارطة التي تقدم بها أمبيكي لرسم المنطقة العازلة مع إدراج تحفظ كل طرف)!! إذن فإن باقان تمكن أخيراً من حشر عرمان وعقار في التفاوض بدون أن يقول لنا مفاوضونا ما هي علاقة باقان الذي يعبر ويمثل دولة الجنوب بعرمان وعقار اللذين يفترض أنهما لا ينتميان ولا علاقة لهما بدولة الجنوب أو بباقان كما لم يقولو لنا لماذا لم يحشروا لام أكول وبيتر سولي وغيرهما من المعارضين للحركة الشعبية في المفاوضات؟! أمر أخر أفرح باقان فقد أكد ما المح إليه عبد الرحيم محمد حسين حول الحدود المرنة حينما قال:(اتفقنا على فتح الحدود لتشجيع التجارة الثنائية)ّّ إذن فإن كل الكلام عن عبارة ( Shoot to kill ) التى أطلقها الأستاذ علي عثمان محمد طه من داخل البرلمان والتي طالب فيها القوات المسلحة بإطلاق الرصاص على من يمارس التجارة مع جنوب السودان بل وقتله عديل كل هذا الكلام ذهب أدراج الرياح!! لماذا حدث ذلك وكيف ومتى تقرر ومن قرره؟! لا أحد يدري دولة لا تعرف الثوابت ولا تستقر على حال!! قالوا لنا بعد هجليج كلاماً كثيراً وأقسموا إنه لا تفاوض قبل حسم الترتيبات الأمنية وإذا بهم كعادتهم التي لم يتخلوا عنها ولن يتخلوا، يتراجعون بل وينبرشون وهي أكثر من كلمة ينبطحون التي كنا نستخدمها مع إدريس وصحبه من أولاد نيفاشا!! رحم الله بلندية وصحبه الكرام رحم الله د فيصل بشير وعلي مطر وبقية الشهداء الأبرار الذين قتلو غدراً بينما مفاوضونا يبتهجون بالإنجازات التي حققها باقان على حسابنا!! يقول وزير الدفاع في نشوة بالغة: ( الجولة المقبلة ستجعل قرار مجلس الأمن تحصيل حاصل)!! إذن فإن الرجل يضمن الجولة القادمة لأنه يعرف ما ستتمخض عنه من تنازلات أخرى ترضي باقان الذي لا يعرف ولم يحدث أن تقدم في يوم من الأيام يتنازل!! بالله عليكم هل تذكرون كيف اعترضت الحكومة على خارطة أمبيكي ولطمت الخدود وشقت الجيوب وأرغت وأزبدت؟! الآن الأخبار تقول إنها وافقت على خارطة أمبيكي!! كان قرار مجلس الأمن سيكون تحصيل حاصل يا عبد الرحيم محمد حسين لو كنتم حررتم كاودا وطردتم الحركة الشعبية وجيشها الشعبي وعملاءهم من جنوب كردفان والنيل الأزرق وحررتم أرض السودان لو كنتم فعلتم ذلك لما أستشهد بلندية وصحبه الكرام وكلن!!