٭ بدأ موسم الإجازات في الدول الخليجية حيث أغلقت المدارس أبوابها ودخل الطلاب في إجازة تمتد لثلاثة أشهر ومعلوم أن معظم الأسر تستغل هذه الفترة للسفر للسودان لزيارة الأهل ولربط الأبناء بالسودان حتى يتشربوا بعادات أهله وتقاليدهم، ولكن مع الارتفاع الجنوني في أسعار تذاكر الطيران تفضل أسر عديدة البحث عن منافذ أخرى لقضاء الإجازة بحيث لا يسبب لها ذلك رهقاً مالياً حيث إن الكثير من الأسر هنا تعاني من أوضاع مالية غير مريحة خاصة مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على الدول الخليجية مما أدى إلى ارتفاع الأسعار التي أثرت سلباً على حسابات المغتربين وترتيباتهم المادية. ً٭ وسفر أسر.. وبقاء أسر أخرى غالباً ما يتسبب في ضغط نفسي لهذه الأسر التي لم تتمكن من السفر حيث ينتظر الجميع فرصة الإجازة خاصة الأبناء للترويح عن النفس والخروج من الروتين الممل للحياة في المهاجر وإزاء هذه الضغوط تضطر بعض الأسر للدين لكي تحقق رغبات أبنائها في السفر للسودان تلبية لرغبة الأبناء. ٭ وهناك بعض الأسر حدد لسفرها فترة الشتاء في إجازة النصف حيث تتناسب أسعار التذاكر مع إمكاناتها ففي الصيف تتراوح أسعار التذاكر إلى أكثر من «34» آلاف جنيه للشخص الواحد بينما في الشتاء تتراوح ما بين «1500 0002» ألف جنيه للمسافر. ٭ غير أن المشكلة الأكبر التي تعتبر حاجزًا أمام التفكير في السفر لكثير من الأسر هي الظروف الاقتصادية والارتفاع الجنوني في الأسعار في السودان ومعلوم أن المغترب عندما يفكر في السفر يضع في حساباته أشياء كثيرة بدءًا بمتطلبات الأهل والجيران والهدايا إضافة إلى متطلبات الضرائب والجوازات والخدمات والرسوم الحكومية الأخرى المرهقة جداً. ٭ والنظرة التقليدية للمغترب التي يعيش عليها الأهل في السودان هي إحدى مسببات الأزمة للمغترب فعندما يحل بالبيت ترفع كل الكلف عن ظهور الآخرين ويبقى هو مواجهًا للواقع في شكل صراف آلي متى ما طلب منه دفع وكلمة السر هي «مغترب» فلا مجال له للتهرب. ٭ وكثيرًا ما يتداول المغتربون هنا مقولة «إجازتك قدر جيبك» إشارة إلى أن إجازة المغترب يحددها مقدرته على الدفع وكمية الأموال التي يحملها معه فمتى ما انتهت هذه الأموال تنتهي الإجازة فهو بدون مال لا يسوي شيء.