درجت الكثير من الأسر السودانية بدول المهجر خاصة تلك المقيمة بدول الخليج وعلى رأسها السعودية، على قضاء اجازة الصيف بالسودان، واعتبارا من شهر يونيو من كل عام تشهد البلاد تدفق أعداد كبيرة من الأسر التي تحرص على الاستفادة من إجازة المدارس بدول المهجر في هذا التوقيت الذي يفضل أيضا الكثيرون أن يكون ميعادا لإجازاتهم السنوية من أعمالهم، وذلك حتى تتسنى لهم مرافقة أسرهم للسودان للالتقاء بالأهل واخذ قسط من الراحة يلتقطون خلاله الانفاس المرهقة باعباء العمل في الخارج، وينظر الكثير من المغتربين وعلى رأسهم عثمان فقيري الى الاجازة الصيفية على أنها سانحة طيبة لزيارة الأهل بالسودان من أجل التواصل وربط الأبناء بالوطن حتى يتشبعوا بقيم اهلهم وعاداتهم، وقال إن هناك مغتربين يعملون على الاستفادة من الاجازة في قضاء بعض الاعمال بالسودان، خاصة تلك المتعلقة بتشييد المباني والبحث عن فرص استثمار تناسب دخولهم وحصادهم من الغربة. وتقول ريماز أحمد إن نساء المغتربين ينتظرن الاجازة على احر من الجمر، وذلك لأنها تتيح لهن التخلص من معاناة الغربة التي اشارت الى انها تتمثل في الحرمان من رؤية الاهل والاصدقاء وضعف العلاقات الاجتماعية في دول المهجر، وتشير إلى انها عندما تلامس قدماها ارض السودان تشعر بسعادة غامرة، وتتمنى الوصل السريع الى اهلها لتعانق والدتها وتصافح الاهل والجيران. وتشير سارة احمد الى أن زياراتها المتكررة للسودان في الصيف تمثل لها الكثير، وقالت انها تحرص على زيارة كل اهلها برفقة ابنائها الذين اشارت الى انهم اصبحوا اكثر حرصا على الحضور الى السودان بالرغم من انكماشهم في الايام الاولى ورفضهم لتناول الطعام السوداني المعروف، معتبرة ان هذا الامر طبيعي بالنسبة للاطفال. ويقول المواطن حسن عبد اللطيف «تاجر» إن عودة المغتربين تمثل للأهل الكثير، وذلك لأنها تعود عليهم بمنافع اقتصادية كبيرة تتمثل في الهدايا النقدية والعينية. وقال انهم بصفتهم تجاراً يستفيدون أيضا من اجازات المغتربين التي تسهم في إحداث حراك بالاسواق، خاصة تلك المتعلقة بمواد البناء التي يكثر عليها الطلب من قبل المغتربين. غير أن المغترب محمد عثمان الفاتح يشكو من كثرة المنصرفات في السودان، ويضيف: بقدر سعادتنا بالحضور الى السودان والالتقاء بالاهل في الاجازة الصيفية، الا اننا نعاني كثرة المنصرفات وارتفاع الاسعار وطلبات الأهل الكثيرة، وهذا الأمر جعل الكثيرين يفضلون عدم الحضور الى السودان في الصيف او قضاء الاجازة في دول أخرى، وتشاطره زوجة مغترب تدعى فاطمة ذات الرأي، وتشير الى سعادتهم بالحضور الى السودان، بيد أنهم، والحديث لها، يخسرون الكثير من الأموال التي يحضرونها بغرض الاستفادة منها في مشاريع صغيرة، بداعي عدم معرفة ما يدور بالسودان خاصة تجاريا، عطفا على حاجة الكثير من الأهل للمساعدة التي تخصم كثيراً من مدخراتهم .