أنشطة عديدة مهمة تجري في مختلف أنحاء البلاد لدرجة أن الواحد منا لا يتمكَّن إلا من حضور عدد قليل منها يومياً... برغم أن جميعها يتمتَّع بأهمية خاصة تلزم الفرد باستشعار أهميتها وأن يكون حاضراً فيها.. وبالأمس شاركت في نشاط طلابي للاتحاد العام للطلاب السودانيين وفي إطار البرامج الصيفية للاتجاه تحت عنوان الحملة الطلابية للإعلام الوطني (عزيز أنت يا وطني) وكانت مشاركة بورقة في ذلك المؤتمر حول قضايا الإعلام الوطني.. الواقع.. التحدِّيات والرؤى المستقبلية.. وكان عنوان الورقة (الرسالة الإعلامية بين المهنية والأخلاق) وفي الواقع فقد امتد وجودي معهم طوال اليوم نسبة لتعدد الأنشطة التي شاركت فيها منذ افتتاح الدورة بحضور الدكتور الحاج آدم يوسف نائب رئيس الجمهورية وانتهاء بتقديم الورقة والمشاركة في ورقة الإعلام الخارجي والتحدِّيات التي تواجهه. وجميل أن يتلقى طلاب الإعلام بالجامعات السودانية دورات تدريبية أثناء الدراسة في المؤسسات الإعلامية، وكذلك المشاركة في دورات كهذه يشارك فيها خبراء الإعلام في مختلف التخصصات.. فهي ذخيرة حية تعطي الطالب والخريج دفعات وجرعات كبيرة من انتقال الخبرات الأكاديمية وتجارب الممارسين، ومعرفة القضايا الكبرى والصعاب والمشكلات التي تواجه الممارسين، سواء أكان ذلك في مستوى القوانين المنظمة أم المواثيق الأخلاقية وماهيتها.. وتجارب الشعوب الأخرى في عمليات وضع المعايير والمحاذير والنظم الإدارية والفنية التي تدار وفقها المؤسسات الإعلامية.. وكذلك تتبع تطورات وسائل الإعلام كيف كانت وإلى أين هي صائرة وموقف الإعلام الوطني السوداني من قضايا التدريب والتأهيل ومواكبة الثورات التقنية والمعلوماتية الكبيرة والهائلة.. والسريعة التي تجتاح العالم وتحوِّل المادة الإعلامية من الرسالية إلى كونها سلعة تباع وتشترى. مؤتمر الاتحاد العام للطلاب فكرة نيِّرة من شأنها أن تؤهل خريجي كليات الإعلام وأصحاب المواهب مبكراً.. وتغذية وسائل الإعلام المختلفة بالكوادر الشابة الموهوبة الذين صقل التدريب مواهبهم وأظهر قدراتهم فيرفد الحقل الإعلامي والصحفي بأجيال جيدة، شابة، متعلمة، ومتدربة ومتمرسة على العمل الإعلامي بشتى ضروبه بدلاً من الذي يجري الآن حيث ترفض الكثير من المؤسسات الإعلامية تدريب طلاب الإعلام بحجة أن الأماكن لا تتسع لأعدادهم، وأنهم يشغلون العاملين عن أداء واجباتهم ويتسببون لهم في الكثير من المشكلات.. ومن هنا توجب علينا أن نحيي السيد نائب الرئيس الحاج آدم الذي افتتح الأسبوع بكلمات رصينة ومرتبة، وقدم لهم النصائح كإعلاميين للمستقبل وطالبهم بتجويد القدرات وامتلاك ناصية التقنيات وإجادة اللغات والتمسك بالمهنية العالية وإفساح المجال للرأي والرأي الآخر.. والتحيِّة لطلابنا الذين رتَّبوا لهذا الملتقى الإعلامي المهم والتحيِّة للخبراء الذين قدَّموا الأوراق وناقشوها لإكساب هؤلاء الشباب كل أسباب النجاح.