بعد أن نشرنا على صفحات «الإنتباهة» تحقيقاً من حلقتين بعنوان: «مستشفى الذرة .. حالة سرطان متأصلة» الذي أجرته صحافية التحقيقات النابهة «جميلة حامد» وتحدثنا فيه عن معاناة المرضى والتقنيين على حد سواء من الأوضاع المتردية داخل المستشفى وخاصة في ما يتعلق بأجهزة العلاج بالأشعة التي انعدم بعضها مثل جهاز التخطيط وتعطل البعض الآخر مثل جهاز «الكوبالت 1 و2»، وشكوى التقنيين من عدم إتاحة فرص التدريب الخارجي وعدم صرف حوافزهم.. بلغنا من مصادر داخل المستشفى أن نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه وعدهم بزيارة قريبة للمستشفى، للوقوف على الأوضاع على أرض الواقع، ومن ثم اجتهدت إدارة المستشفى في معالجة بعض الإشكالات من بينها مشكلة التهوية بقسم العلاج بالأشعة بتركيب مكيفات، كما تم تغيير السراميك القديم والمتهالك، وأيضاً تم تركيب جهاز اللنير الجديد الذى يعالج كل حالات السرطانات، الذي كان قابعاً في الكراتين بالمستشفى منذ وصوله البلاد في عام 2007م، كذلك قررت إدارة المستشفى الاستعانة خبيرة أجنبية لتدريب بعض التقنيين حول كيفية استخدام الجهاز. ولكن بقية الأجهزة الأخرى لم يتم إصلاحها، إضافة لذلك تم تركيب شاشات عرض للمرضى بقسم العلاج بالأشعة، وتم أيضاً تركيب مكيفات بعنبر الرجال، بجانب تركيب ستائر له، كما أصبح هناك حرص على النظافة بصفة مستمرة. حسناً فما تم شيء مقدر، ونشكر لنائب الرئيس اهتمامه بما نشر وحرصه على تصحيح الأوضاع اللاإنسانية التي يعيشها المرضى داخل مستشفى الذرة، ونتمنى أن يعجل بالزيارة ليرى عن قرب، فليس من رأى كمن سمع، كما نشكر لإدارة المستشفى اجتهادها، ونتمنى أن يتواصل الجهد، ولكن ليس تمهيداً لزيارة نائب الرئيس، كما نتمنى أن تهتم الإدارة بالجوهر أكثر من المظهر، فتسعى لتوفير جهاز التخطيط الذي تفتقده المستشفى منذ سنوات، وهو جهاز أساسي في تحديد موضع المرض ومن ثم العلاج، لكن مع عدمه يضطر الطبيب للفحص عشوائياً، وقد يصيب بالعطب عضواً مجاوراً سليماً «زي الزول العندو ضرس مسوس وقلعوا ليهو السليم المجاور»، وبالطبع الحالة هنا أخطر، كما نتوقع أن تجتهد الإدارة في تدريب بقية التقنيين الذين لم يشملهم عطفها، فكلهم يحتاج للتدريب . ولا ننكر أهمية الصيانة الظاهرية للمستشفى، ولكن الأولوية للضروريات.. ونكرر شكرنا لنائب الرئيس مرة أخرى، مع تقديرنا لاجتهاد الإدارة، ونتمنى أن نسمع صوتاً للمجلس الطبي المسؤول عن مراقبة تجهيزات المستشفيات، حسب تصريح قياداته بمنبر وزارة الموارد البشرية الإعلامي الفائت.