في العمل كما في الحياة النساء الجميلات يحظين بالفرص الأفضل، فكثير من الموظفات اعترفن بأنه تم تعيينهن نسبة لتمتعهن بالجمال أكثر من غيرهن من المتقدِّمات لنفس الوظيفة، وبالمقابل هنالك الكثير من المتقدِّمات لملء وظائف في عدة مؤسسات تم استبعادهن؛ لأنهن لا يتمتعن بالجمال بالرغم من حصولهن على شهادات تؤهلهن لنيل تلك الوظيفة.. حول هذا الموضوع استطلعنا عددًا من الآراء فكانت الإفادات على النحو التالي: استطلاع: هالة نصر الله أقل حظاً تقول سعاد علي «موظفة»: هنالك الكثير من المؤسسات تعتمد في توظيفها على مقاييس الجمال خاصة المؤسسات الإعلامية حيث لا تجد الفتيات الأقل حظاً في الجمال مكانًا للمنافسة في هذه المؤسسات، فهنالك تجربة لصديقتي أود سردها لك فقد تخرجت في كلية الإعلام قسم العلاقات العامة وتقدّمت لإحدى مؤسسات العلاقات العامة لنيل وظيفة بها لكنها لم تحظَ بهذه الوظيفة؛ لأن من تقدّمن معها لملء هذه الوظيفة أكثر جمالاً منها وتم رفضها، فأصحاب العمل الرجال يميلون للمرأة الجميلة. محاولة فاشلة تقول سناء «خريجة»: للأسف الشديد أن سوق العمل في السودان أصبح يخضع لعدد من المقاييس التي ليست لديها علاقة بالشهادات أو التحصيل الأكاديمي، فقد تقدمتُ لأحصل على وظيفة في العديد من المؤسسات لكن باءت كل محاولاتي بالفشل، وفي إحدى المرات عندما تقدمت لأشغل وظيفة في إحدى المؤسسات الحكومية الإعلامية واجتزت فيها الامتحان التحريري بجدارة ولكن في آخر مقابلة تسمى (معاينة النظر) تم رفضي ولم أعرف السبب الذي من أجله تم رفضي بالرغم من أنني معروف عني أن أخلاقي عالية وشهاداتي هي المطلوبة لهذه الوظيفة لكن جمالي نسبي بمعني أنني مقبولة الشكل. الجمال بديل للكفاءة تقول رانيا محمد «خريجة جامعية»: أصبح سوق العمل يتخذ شهادات الجمال والنضارة بديلاً لشهادات التفوق والنجاح والتميُّز التي تسعى كل الفتيات للحصول عليها من أجل مستقبل زاهر.. ولقد تناهى إلى سمعي العديد من القصص الواقعية حول بعض الفتيات اللاتي تقدمن من أجل الحصول على وظيفة ما ولكنهن بعد أن يتخطين كل المعاينات العملية والشفهية تعترضهن عقبة (معليش ما عندك حظ معانا) وعندما تستنبط الأسباب تجد أن الشكل المظهري والجمال هما من جعلاها خارج قائمة العاملين بالمؤسسة، وأعتقد أن هذا مفهوم خاطئ يؤثر سلباً على ذوات الكفاءة والمؤهلات العلمية العالية التي تمثل أساس النجاح في سوق العمل وهو بحاجة إليها، إذن فماذا تفعل من لا تملك أدنى مقومات الجمال؟ أين تعمل لتحقق أحلامها وآمال مستقبلها؟ ومن هنا أدعو جميع الجهات المختصة التي تسعى لتجويد أعمالها بوضع مقياس الكفاءة والخبرة محل اهتمام وتقدير والبعد عن مقاييس الجمال الخارجية. أكثر حظاً ولكن! يقول علي حامد «موظف»: في رأيي أن صاحبات الوجه الأجمل أكثر حظًا في إيجاد فرص العمل بغض النظر عن الكفاءة التي تتميَّز بها فعمومًا عندما تأتي واحدة جميلة ستلفت النظر بشكل واضح خاصة إذا كان صاحب العمل رجلاً، فنادرًا ما قد ينظر إلى مؤهلاتها وكفاءاتها بحجة أن الخبرة كفاءة قد تأتي فيما بعد، ولكن عمومًا تبقى الأكثر جمالاً صاحبة أكثر حظ من غيرها.. بالمقابل تواجه صاحبات الوجه الأجمل عدة مصاعب حتى إذا كانت صاحبة كفاءة وخبرة وناجحة في عملها فهي محل شك في أن جمالها هو من ساعدها في هذا النجاح.