يبدو ان اصحاب العمل اضافوا بندا جديدا الى بنود التوظيف المعروفة وهو الجمال هذا بالنسبة للفتيات طبعا، ولكنه بند خفي لايكتب ضمن قائمة الشروط المطلوبة إلا انه الاهم على الاطلاق ..لقد اصبحت الحصول على وظيفة حلما يدغدغ مشاعر الخريجات من متوسطات الجمال فالمفاضلة لم تعد في التقدير والتقييم العلمي الذي نالته الخريجة او الجامعة التي تخرجت فيها بل ظهرت معايير جديدة حولت الحصول على الوظيفة ضربا من المستحيل. حول هذا تقول مهجة عبد المنطلب وهي خريجة علوم كيمياء جامعة السودان انها دخلت عدداً كبيراً من المعاينات املا في الحصول على وظيفة،,واجتازت المعاينات بنجاح صعد بها الى (short list) وتوعدها تلك الجهات بانهم سيتصلون بها بعد ايام الا انها ظلت تنتظر السراب وتظل ترقب جرس الهاتف عله يرن ليفيدها بالحضور واستلام وظيفة ولكن لا احد يتصل ... وتمضي مهجة في حديثها ان اصحاب الشركات يهتمون بتعيين الفتيات الجميلات وبات الجمال الشرط الرئيس قبل المؤهلات الاكاديمية التي ان لم تتوفر بالصورة المطلوبة يخضعون اولئك ا?حسناوات للتدريب. من جهتها تؤكد ميادة بشير خريجة علوم الاغذية ماذهبت اليه مهجة وتضيف..(دي بقت حاجة واضحة ولا بدسوها) لهذا تحرص ميادة على شراء فستان مخصوص لزوم المعاينة،و تعلق ضاحكة(بعد كل هذا اخرج من المنافسة،الا انني اتعجب من هذه الطريقة السطحية في التعيينات واتساءل لماذا لاينظرون الى مؤهلاتنا العلمية بدلا من الاهتمام باشكالنا والتعامل معنا كزهور صناعية تزين المكاتب) .فاطمة حسن عثمان ضمت صوتها الى زميلتيها ميادة واردفت ( انا درست ادارة الاعمال عن رغبة فعلية ولطالما حلمت بوظيفة احقق فيها ذاتي الا انني فوجئت بواقع سوق ال?مل وقد باتت تحكمه معايير غريبة!) تابعت فاطمة متسائلة : ( لماذا؟ وهل بات اصحاب الشركات يبحثون عن واجهات ملونة فقط؟واين تذهب قليلات الحظ من الجمال؟ ولماذا اختلت المعايير؟) من جانبها طرحت ياسمين عبد الفتاح خريجة المحاسبة سؤالا حول ماهية معايير الجمال في السودان؟مشيرة الى انها تعتقد ان القضية هي خلل في تلك المعايير التي طالها التغيير بعد العولمة فماعادت (الخدرة) مطلوبة وتغربنا بحثا عن (الصفرة) والقوام الممشوق (الاستايل) وفقا لمذيعات الفضائيات و اردفت ياسمين ( زمان الجمال كان مطلوباً للحصول على عريس اما الآن تحول الى تأشيرة دخول للوظيفة انا اكثر زولة دخلت معاينات واجتازتها كلها بنجاح الا انني اكتشفت متأخراً جدا ان هناك امتحان آخر علي اجتيازه بنسبة عشرة على عشرة وإلا ف?ن تحصل على وظيفة ) نهى الشفيع تروي تجربتها قائلة : (من اول معاينة فهمت المطلوب واهتممت بشكلي وبأناقتي بشكل كبير والحمدلله حصلت على وظيفة لأنني استوعبت قانون اللعبة باكرا،فالجمال صار مطلبا اساسيا عند اصحاب الاعمال اضف الى ذلك خفة الدم واللباقة وباختصار هم يفضلونها جميلة خفيفة الظل..و اضافت نهى (عند تعييني وضعني رئيس الشركة عند المدخل في الواجهة قائلا انه فعل ذلك حتى اكون واجهة جميلة للمؤسسة)! اما سناء رحمة الله فتقول انها ظلت ترفض هذه السطحية التي لايمكن تعميمها فهناك من يفضلون صاحبة المؤهلات العلمية الممتازة والقادرة على تنفيذ العمل بغض النظر عن درجة جمالها.