الحاجة ام الحسن تصحو من الفجر بحثاً عن رزق ابنائها الصغار فتتجه لسوق الدمازين وتستأجر بالدين «درداقة» لتحمل بها ايضاً ثلج «بالدين» لتسرح به وتبيعه لتأتي بعد نهاية يوم شاق لتسديد ما عليها من مال لصاحب الدرداقة والثلج وما تبقي لها من مال شحيح تحاول ان تباصر به قوت عيالها، وكثيرة هي الحالات التى تشابه حالات الحاجة ام الحسن في ولاية النيل الازرق، فالفقر هناك يمشي بين الناس خاصة في المحليات البعيدة من عاصمة الولاية، وتحاول وزارة الرعاية الاجتماعية عبر آلياتها المتمثلة في ديوان الزكاة من محاربة هذا الفقر الذي خلفته الحرب اللعينة في الولاية، فملك الديوان ام الحسن ثلاجة لتكسب بها قوت ابنائها وغيرها ملك العديد من المشروعات الصغيرة ليتحول الانسان في النيل الازرق من خط الفقر الى اعلى من هذا الخط اللعين، ولعل التجرية الكبيرة التى يزخر بها ديوان الزكاة بالنيل الازرق جعلت الجميع هناك يرضون عنه بدءًا من المستحقين لمصارف الزكاة حتى المسؤولين في الولاية جميعهم راضون عن اداء الديوان وهذا الرضا ترجم عبر كلمات هؤلاء المسؤولين في الاحتفال الضخم الذي نظم بمناسبة تعظيم شعيرة الصوم والذي تم من خلاله تنفيذ سبعة محاور هي فرحة الصائم والافطارات الرمضانية واطلاق سراح السجناء وتفقد الراعي للرعية وفرحة العيد ودعم الخلاوي ودعم الجمعيات الزراعية.. ويرى امين ديوان الزكاة بالولاية بشير محمد عمر ان هذا البرنامج من شأنه دفع العمل الدعوي بصورة كبيرة، وقال ان شهر رمضان يشهد تحركًا كبيرًا من قبل الديوان لتوفير كيس الصائم للأسر الفقيرة في جميع محليات الولايات، واتفق معتمد الدمازين المهندس الطيب احمد خليفة مع بشير في حديثه وزاد بالقول ان اداء الديوان تميز بصورة كبيرة خلال الفترة الماضية، وقال ان العاملين بالديوان استطاعوا الوصول للمحتاجين في منازلهم، فيما أشاد وزير الرعاية الاجتماعية حسين يس بأداء الزكاة في الولاية، وقال ان اداء نصف العام كان متميزًا بصورة كبيرة مؤكدًا ان اداء هذه الشعيرة في الولاية تفوق على الكثير من ولايات السودان المختلفة على الرغم من الظروف الأمنية الصعبة التى كانوا يعملون بها مشيرًا الى ان تجويد العمل في هذه الشعيرة سيكون للأفضل في كل عام.