يشكل وجود طفل معاق داخل الأسر تحديًا حقيقيًا بالنسبة للوالدين يفرض على الأم التضحية بالكثير من نشاطاتها الاجتماعية يفرض عليها العزلة الإجبارية لها ولطفلها بحجة الخوف عليهم فيظل الطفل حبيس الأسوار يصارع الألم النفسي وأحيانا الجسدي.وتشير بعض الدراسات ان ميلاد الطفل المعاق يؤدي إلى استجابات تختلف حسب طبيعة الإعاقة ونوعها «البيت الكبير» طرح التساؤلات التالية لماذا تخفي تلك الأسر أطفالها؟ هل هو الخجل؟ ام الخوف عليهم؟ وكيف ينظر علم النفس للقضية؟.... خجل الأسر يؤكد السر عبد الله «موظف» أن عزل الطفل المعاق داخل أسرته مظهر من مظاهر ضغط البيئة الاجتماعية على سلوكيات أسر المعوقين وتأتي الرغبة في إخفاء الطفل خوفًا وخجلاً من نظرة المجتمع مما ينعكس سلباً عليه فهناك بعض الأسر تعتبر المعاق وصمة اجتماعية لا تتناسب مع مركزها الاجتماعي ومكانتها، وعزا السر النظرة السلبية للمعاق إلى انعدام الوعي الاجتماعي والثقافي والصحي حول طبيعة الإعاقة وأسبابها فتدخين المرأة الحامل مثلاً يعد من أهم الأسباب الرئيسة والمباشرة للإعاقة إضافة الى الجانب الوراثي الذي يعد العامل الأكبر.. ويضيف: أسر كثيرة لديها أطفال من ذوي الإعاقات لا تسمح لهم بالخروج أو بمغادرة المنزل وهي تشعر بخجل وتتجنب الحديث عنهم وعن حالتهم.. بل تحاول إخفاءهم عن أعين الجيران بقدر الإمكان. ونتيجة لهذا فالقليل منهم يخرج إلى الشارع ونظرات المجتمع تلاحقه ما بين الشفقة والدهشة. اعتقاد سائد وتقول ندى محجوب «معلمة» أن الاعتقاد السائد في المجتمعات التقليدية بوجود طفل معاق يختلف كثيرًا عن المدن ففي الريف يُنظر إليه على أنه جالب للرزق والسعادة بالعامية كدا «باب رزق» فمعظم الأسر التي يوجد في داخلها طفل معاق قد تحزن في البداية لصعوبة الصدمة على نفوسهم ولكن بعد ذلك تدريجيًا وبوقوف الأهل الى جانبهم يصبح الأمر واقعًا ويجب التعامل معه بشيء من الحكمة كما أن هناك معتقدات سلبية سائدة تؤيد فكرة العزل داخل الغرف والمنازل بأنها المكان المناسب لمثل هؤلاء وعلى الأهالي أن لا يسمحوا لهم بالخروج و من المفضل بقاؤهم في المنزل.. كل هذه العوامل تدفع الأسر إلى التقليل أو منع خروج أطفالهم المعاقين إلى الشارع. ضغط نفسي فيما تقر «س.ر» أم لطفلة معاقة أن وجود طفل معاق يمثل ضغطًا نفسيًا واجتماعيًا واقتصاديًا كبيرًا للأسرة خاصة في ظل عدم تفهم المجتمع لهذه الفئة والنظرة السالبة لهم برغم وجود بعض التغيير الطفيف. فعن نفسي أصبحت معزولة اجتماعيًا وضحية بالكثير من المناسبات الاجتماعية في محاولة مني للتكيف مع الوضع الجديد فإذا كان الطفل العادي يخلق تغيرًا داخل الأسرة ويترك آثارًا في الأدوار الاجتماعية للوالدين ويزيد من مسؤولية أفراد الأسرة فإن الطفل المعاق لا شك سيكون أكثر تأثيرًا وفي اعتقادي ان سياسة دمجهم في المجتمع تعد محمدة وخطوة ذكية تسهم في تغيير نظرة المجتمع السالبة وتعامل الأسر معهم. فترة الكتمان ويرى متوكل آدم/ موظف أن عدم الخجل من وجود طفل معاق في الأسرة يعد شكلاً من أشكال مدى وعي تلك الأسرة لأن ذلك قضاء وقدر من الله سبحانه وتعالى ويجب أن نقبل به و يجب أن تعلم الأسرة أن كتمان هذا الأمر سيدخل الأسرة في عزلة عن محيطها الاجتماعي وسيفوّت عليها الاستفادة من الكثير من الفرص التي يحتاج إليها أفرادها للتعايش والتواصل السليم الذي تفرضه علينا طبيعتنا البشرية حيث أثبتت الخبرة العملية أن فترة الكتمان لن تطول مهما حاولت الأسرة ذلك فكم من شباب خرجوا إلى الشارع العام بعد سنين من الحرمان فتعرضوا للأذى من المجتمع. الصدمة د. نجدة محمد الاختصاصية في علم النفس تناولت القضية من زاويتها وقالت كسودانيين اغلب الأسر تخفي أطفالها المعاقين لاعتقادها ان ذلك يؤثر على سمعة العائلة وعلى الكثير من العلاقات الاجتماعية كالزواج مثلاً.. ولكن حديثًا بعض الأسر المتعلمة والمثقفة أصبحت تهتم بالمعاق باعتباره جزءًا من الأسرة ولديه حقوق مشيرة الى ان تأثر الأسرة بالطفل المعاق يكون كالصدمة فهم يواجهون بتساؤلات في كيفية مواجهة المجتمع وتقديم خدمات صحية ونفسية مؤكدة انه يؤثر على الجانبين، وقالت ان هناك فئة تميل الى عزلهم في المنازل كأنهم عار وهذا قد يقود الى الاكتئاب خاصة اذا كان المعاق لديه المقدرة على استيعاب بعض الأشياء.