عرض: هناء عز الدين رشا عبد الله الهجرة هي الخروج من بلد لآخر لأسباب ودوافع قد تكون داخلية او خارجية او طوعية او قسرية وقد تكون مشروعة او غير مشروعة.. واغتراب الفنان يصب في الجانب الروحاني، فالفن جزء من حركة المجتمع وهجرة الفنانين ليست سلبية بل تزيد من افقه الفني.. وفي ندوة الفن التشكيلي التي نظمتها الجمعية السودانية للإرشاد الأسري بجهاز المغتربين بالتنسيق مع مركز راشد دياب اكد د. كرار التهامي الامين العام لجهاز تنظيم شؤون السودانيين بالخارج ان الهجرة ترتبط بالفن التشكيلي الذي يجسدها بكل ابعادها ويمثل نهضة حقيقية يجد من خلالها النور، لافتاً النظر الى ان هذا زمان الافكار الرائعة التي يجب ان نضعها في الخارطة ونُخلّدها في التاريخ بالتركيز والإحساس والإيمان بان الإنسان قادر على بلوغ اهدافه وان الإبداع ليس له حدود.. وكان لأهل الفن التشكيلي رصيد وافر من المشاركة حيث اوضح د. راشد دياب الفنان التشكيلي ان الفن يُعبّر عن التفكير وهنالك تغير في مفهوم الفن التشكيلي؛ حيث انه يقدم رؤيته في الجمال والدهشة، وقال ان تسمية جهاز المغتربين ليست صحيحه من منظور الفن، بل يجب ان يسمى جهاز المهاجرين لأن الهجرة من مكان الى آخر حاجة حتمية ومازالت قائمة والاديان تُقيّمها، والاغتراب قد يكون داخل الاسرة او المجتمع للبحث عن شيء مفقود وهو حالة وجدانية لأغراض وجودية ودائماً ما يغترب العلماء والباحثين والفنانون لعدم قبولهم في مجتمعهم فيبحثون عن وطن افضل يسع مواهبهم وافكارهم فيلجأون الى الاغتراب بحثاً عن الذات، والسودانيون يبحثون عن ذاتهم لعدة اسباب اهمها الاضطرار او البحث عن حياة افضل، والسودانيون في الخارج يبحثون عن السودانيين لأن فيهم روح السودان واللغة السودانية البسيطة والتفهم لحاجتهم ويجد عندهم اشياء كثيرة لا يجدها عند غيرهم، لذلك نجدهم في الخارج يعيشون في مجموعات صغيرة ولا يخلقون علاقات واسعة.. وعرّج د.دياب على تاريخ الهجرة مؤكداً ان كل سوداني سفير للسودان وانهم مبدعون وفنانون في مختلف فنون المجتمع الانساني من غناء وشعر وقال: ينقصنا السلوك الحضاري والتذوق الفني، وقال ان هنالك فنونًا لم تخرجها الجاليات السودانية منها المسرح لخصوصيتها كما انها ليست بها لغة عالمية لذلك الاهتمام بها ضعيف.. واضاف قائلاً: ان هنالك افلامًا سودانية تسجيلية تتحدث عن تاريخ السودان وحازت على جوائز عالمية، وطالب بإقامة معارض بصورة مستمرة ذاكراً علاقة الفن بالجمال واصفاً اياه بانه تذوق لكل انوع الفنون والحياة اكبر فن واكد ان المشكلة في السودان تكمن في انه لم يتم التدريب الكافي لمعرفة الأبعاد البصرية للفن التشكيلي الداخلي والخارجي وهو من الأشياء المهمة والخطيرة مضيفاً ان طريقة عرض الفنون تفقدها قيمتها وان هنالك عباقرة في الخارج بحاجة للتنظيم ولديهم غيرة على الوطن والفن التشكيلي من اهم الفنون ويجب الاهتمام به لأنه القاعدة الأساسية لتقدم الأمم والحضارات.. غير ان د. خالد علي لورد نائب مدير مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان بجهاز المغتربين ابتدر حديثه بتعريف مفهوم الفن ثم العلاقة بين الفنان ومجتمعه من العصور الأولى وحتى عصرنا هذا، متناولاً صفات الابداع من الاصالة والطلاقة والمرونة، واشار الى ان الفنان في المهجر يلعب دوراً مهماً في المجتمع وانه يتغير دور حسب تطور المجتمعات وحركتها وان كثير من الفنانين المهاجرين استفادوا من وجودهم في الخارج، خاصة في الدول الغربية فنجدهم قد طوروا عملهم الفني، لذا نجد الفنان يتفاعل مع مكونات مجتمعه الجديد سلباً وايجاباً بقدر ايجابية وسلبية هذا التفاعل، وذكر ان حركة الفن التشكيلي العربي بها هوة كبيرة بين الفنان والمتلقي وبين الفن والمجتمع، وهذه الهوة لها اسباب عديدة منها تاريخية ودينية وثقافية اضافة الى نظام التعليم والحروب ثم يأتي دور الفنان الانعزالي عن قضايا المجتمع وهنالك خلل كبير في تعليم الفن في المراحل الدراسية المختلفة وذلك بسبب انعدام المناهج الفنية الدراسية القائمة على المناهج الأكاديمية المدروسة ، وايضاً من المشكلات التي تواجه الفن التشكيلي عدم وعي المتلقي بدور الفنان التشكيلي لأسباب عديدة منها الأمية وعدم المعرفة بالعولمة التي يبحث الفن في افقها وهنالك اغتراب في الرواية التصويرية للفن بسبب التأثر الكبير بالفن الغربي..