قضية البطالة ظلت قضية مؤرقة تشغل بال الدولة في مختلف مستوياتها وذلك نظرًا للتعاطف الكبير الذي يجده الخريجون والشباب في المجتمع تقديرًا لسعيهم للخروج من دائر الأخذ ودخولهم دائرة العطاء وأمام اندفاعهم مشبعين بأفكار خلاقة وبأمل أن يسهموا ببصمة في عالم اختصاصهم إلا أن كثيرًا ما تنسف تلك الأحلام ويخبو الحماس والفوران أمام تحديات الواقع الأمر الذي يجعلهم يشعرون بأنهم يلهثون وراء سراب فالوظائف الحكومية باتت متخمة وتكاد تنفجر من الأعداد الهائلة لموظفين ليس لديهم مكان أو عمل ...الآن الفرصة التي بدأت تلوح لخريجي ولاية كسلا بفضل مجهود الصندوق القومي لتشغيل الخريجين ومبادرات في طرح مشروعات جاذبة اسهمت في تغيير فكر الخريج للمستثمر ومنتج يدفع بعجلة الانتاج ويرفد السوق المحلي بمنتوجه، ولعل خير شاهد على ذلك تجربة الصندوق الجديدة والتي دشنها الأستاذ محمد يوسف آدم والي ولاية كسلا وهي مشروع البيوت المحية وذلك بالإنتاج الأول من محصول الخيار لحاضنات البيوت المحمية لمشروعات الخريجين بالولاية والتي تستوعب «40» خريجًا وخريجة.. وأكد الوالي لدى تفقده برفقة الأستاذ مجذوب أبو موسى مجذوب وزير الزراعة والغابات والري والثروة الحيوانية والسمكية وحسن الشريف الطيب معتمد محلية كسلا والبروفيسور محمد خير عبد الرحمن مدير جامعة كسلا سعي الولاية لعمل كل الضمانات والترتيبات لتمويل مشروعات الشباب والخريجين مشيرًا إلى أن هنالك التزامًا من البنوك التجارية العاملة بالولاية لتوفير مبلغ «25» مليون جنيه لمشروعات الشباب والخريجين.. وأعلن الوالي عن إنشاء الولاية لشركة للتسويق تستوعب كل منتجات الخريجين وتسويقها داخل وخارج الولاية بالتنسيق مع القطاع الخاص مجددًا استمرارية دعم الولاية لتغطية كل احتياجات الشباب عبر صندوق تشغيل الخريجين.. وأضاف الوالي أن الصندوق أصبح واحدًا من المشروعات الحية التي يُقبل عليها الخريجون والشباب بصورة طيبة.. وتطرق للتنسيق القائم بين الولاية ممثلة في وزارة الزراعة والصندوق وجامعة كسلا لتطوير العمل البستاني بالولاية. وأوضح وزير الزراعة والغابات والري أن تجربة البيوت المحمية تمثل طفرة في مجال الإنتاج الزراعي خاصة وان ولاية كسلا مشهود لها بالإنتاج الزراعي والبستاني.. وأشار إلى اهتمام الوزارة ومتابعتها للعمل من خلال توفير الاختصاصيين والفنيين.. وقال إن هذه التجربة ستسهم في محاربة العطالة وزيادة الإنتاج وتتميز بتوفير محصولات في وقت الندرة مبينًا أن هنالك «200» بيتًا محميًا سيتم توفيرها كإضافة أخرى للعمل، ويتوقع من ذلك إحداث مزيد من النجاحات بالإضافة إلى خلق تنسيق وشراكات مع عدد من الجهات.. وأوضح الأستاذ عاصم محمود مدير صندوق تشغيل الخريجين بالولاية أن استيعاب الخريجين في البيوت المحمية وجد الاستحسان من الخريجين وساهم في استقرارهم وأنهم سيساهمون بدورهم في زيادة الدخل القومي والإنتاج ودفع الاقتصاد إلى جانب توفير السلع الضرورية وخفض أسعار الخضروات وتوفير الأمن الغذائي بالولاية معربًا عن تقديره لوزارة الزراعة وجامعة كسلا في تهيئة البيئة والإشراف على العمل.