قبل أيام قليلة تناولت الصحف السودانية تسريبات من البنك الدولي فيها إشادة بالإجراءات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة السودانية بشأن الإصلاح الاقتصادي بما يعني التشجيع للحكومة بالمزيد من الإجراءات ورفع الدعم الكامل عن كل ماله شأن بالاقتصاد حتى ينصلح حال الاقتصاد السوداني.. وأود أن أقول بأن البنك الدولي وكذا صندوق النقد الدولي هما أدوات في يد أمريكا وكذلك الأممالمتحدة بكل منظماتها الإنسانية واللاإنسانية.. فهي تأتمر بأمرها وتنتهي لنواهيها.. ولا ينبغي لنا أن نعتد بشهادتها ولا تغرنا أو تخدعنا اشادتها فنمضي في المزيد من الإصلاحات.. حسب مهمة الإصلاح الاقتصادي.. لأن الشأن شأننا والأمرة امرتننا «والثورة ثورتنا» وينبغي أن نعلم جيداً.. أن هذه المؤسسات ظلت بمنأى عن مساعدتنا ومد يد العون لنا كدولة نامية مجتهدة تعتمد السلام والاستقرار هدفها لسياساتها.. لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى ولا تعتدي على حدود الدول الأخرى.. نحمد الله ونشكره على نعمه ونعمائه وخيراته التي تتمثل في أمطار من السماء تحيي الموات وتثري تكاثر الأنعام من ضأن وإبل وأبقار.. ارض خصيبة ونيل عذب فرات يجري طوال العام ومنذ الأزل وإلى الأبد.. مياه تروي الأرض وتحيلها إلى جنان ورياض وسندس أخضر يدخل البهجة للناظرين. مؤسسات البنك الدولي والصندوق التابع له.. نحن اعضاء مؤسسون ولنا في رأس مالهما وأموالهما نصيب مقدر.. التزمنا بالروشتة القاتلة لهذه المؤسسات تحت عنوان الإصلاح الاقتصادي ورفع الدعم كلياً عن السلع والخدمات.. وبرغم ذلك فإن هذه المؤسسات تتآمر على بلادنا وحكوماتنا منذ أن قاطعتنا الولاياتالمتحدة عام إعلان تطبيق الشريعة الإسلامية في بلادنا برغم الاستثناءات التي جاءت في الدساتير بحقوق غير المسلمين والبنك الدولي وضع خطاً أحمر بين السودان وسياساته في التعامل مع الدول ويتعامل معنا بالمعايير التي وضعتها السياسات الإمبريالية الصهيونية الداعية إلى الهيمنة على اقتصاد العالم ونهب موارد الدول الصغرى في نظرها ونظر اليهود وسياساتهم تجاه العالم الثالث، وعليه ولطالما أن البنك الدولي لا يقدم القروض مثلنا ومثل دول الرضا الأمريكي.. ولن ترضى عنا حتى نتبع أديانهم ومللهم وننحني لهم حتى التركيع.. فإن الإشادة بإجراءاتنا لن تغرنا ولن تجرنا إلى المزيد من رفع الدعم لأننا نواجه حملات شرسة وحصارًا يظنون أنه قاتل ومدمر.. ولكن كل ذلك يمكن أن يجعله الله في صالحنا بالاعتماد عليه والتوكل والاجتهاد في سبيل زيادة الإنتاج في حقولنا ومزارعنا ومصانعنا برغم التضييق علينا وتشديد الحصار وكان السودان دولة تملك اسلحة نووية تهدد يهود امريكا واسرائيل وبالإنتاج لن نحتاج أن نمد يدنا لمخلوق.. وبالوفرة يحدث الرفاء.. وبشكر الله على نعمة الخريف.. ونعمة النيل.. ونعمة مخزون المياه تحت الأرض.. ونعمة مشاريع حصاد المياه سيزيدنا المولى عز وجل.. رخاء ووفرة وقناعة بأن أرزاقنا ليست لدى البنك الدولي وأن حياتنا ليست رهينة رضاء أمريكا ولا في التصريحات المخادعة للبنك والصندوق.. فأرزاقنا فوق لدى المولى عز وجل إن صلحت اعمالنا ستنصلح احوالنا.. وقال المولى عز وجل «لئن شكرتم لازيدنكم» وقال عز وجل «وفي السماء رزقكم وما توعدون» صدق الله العظيم. فلسنا إذًا بحاجة لمزيد من القرارات المتعجلة وغير المدروسة والمخرجة اخراجاً سيئاً دون مقدمات ودون مبررات كافية.. ولا نريد أن نكون مثل الرجل الذي شاهد هلال رمضان بعد أن تعذر على المعنيين رؤيته فأشادوا به كثيراً وبعد قليل جاءهم قائلاً: «وداك كمان واحد تاني!!؟» قضايا في الأجندة: ساءني أن أرى باقان أموم في مقدمة نشرة التلفزيون وهو يورد اخبار المفاوضات من أديس أبابا.. وما زاد الطين بلة أن العرض الرئيسي للخبر أورد صورة وفد دولة جنوب السودان.. والإنكا والأمرّ من كل ذلك عدم إيراد صورة الوفد السوداني في الشريط المصور.. إيه ده!؟. بعض الصحفيين لا يقرأون أو يتابعون حركة الأحداث والأخبار المنشورة في صحفهم، اقول ذلك بعد أن صار بعض الزملاء يعاتبون اتحاد الصحفيين في موضوعات وأحداث تمت معالجتها في أوقاتها من خلال أخبار ورسائل بُثَّت من خلال الصحف نفسها.. ولا تعليق!!!