شهد العالم الإسلامي الشيخ إبراهيم السنوسي مساعد الشيخ الترابي لشؤون الفكر والدعوة وللجنرال محمد الأمين خليفة مستشاره للشؤون العسكرية أنهم كانوا في الصف الأول خلف الشيخ المقرئ الزين محمد أحمد بمسجد السيدة سنهوري بضاحية المنشية في صلاة القيام لشهر رمضان لهذا العام 1432ه.. وكذلك في الصف الأول نفسه مع إمساك الشيخ السنوسي للمصحف متابعاً ومصححاً للشيخ الزين في صلاة التهجد للعشر الأواخر لرمضان إيماناً واحتساباً وتحرياً لبركات ليلة القدر التي سأل رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم تحريها في الأوتار من العشر الأواخر وشد مئزره لها.. وذلك حسب ظننا بهم اللهم إلا أن يأتينا منهم ما ينفي ذلك بقولهم إنهم أيضاً قرآنيون ولا يعترفون بالسنة!! ولا ينتظرون كما نظن ويظهر للناس!! فيكون بذلك أن الشيخ السنوسي قد ضرب بفتوى الترابي عن ليلة القدر عرض الحائط.. الفتوى التي قال فيها الترابي «إن الذين يقلبون صفحات المصحف في العشر الأواخر من كل رمضان انتظاراً لليلة القدر إنما ينتظرون الوهم!!» يقول ذلك وهو يؤشر بكلتا يديه متهكماً عليهم في إحدى القنوات التلفزيونية في عام 2007م تقريباً.. وقال عنها أيضاً إنها ليست أكثر من يوم كيوم بدر أو فتح مكة حدث أن نزل فيها القرآن ليس أكثر أي أنها يوم عادي ويكون بذلك خيرها من ألف شهر قد راح وأن تنزل الملائكة فيها وسلامها لا يعطيها أي ميزة حيث يقول تعالى إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر» ويكون أيضاً قول رسولنا الكريم بأن يتحراها الناس في العشر الأواخر حديث في نظر الترابي للاستهلاك السياسي!! ومثل ما سخر الشيخ الترابي من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فقد سخر الشيخ السنوسي بالترابي وسفّه فتواه «وأن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون» وقد كان موقف السنوسي موقفاً مشهوداً وموثقاً في تلفزيون السودان متبعين فيه سنة رسولنا الكريم ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين محقراً فيه أقوال الترابي وفتاواه الانصرافية وموقفه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم حيث يقول إنه لا شيعي ولا سني إنما هو قرآني فقط! وبذلك يكون الترابي قد عجز حتى أن يقنع أقرب الأقربين إليه ونوابه وخلفاءه الذين ينتظر منهم أن يحملوا تخريفاته من بعده وبهذا لم يتبقّ للشيخ الترابي إلا صاحب الهوى الجنوبي والأجندة الخاصة مسؤوله السياسي كمال عمر الذي ذكر في قناة ابوني الجنوبية بعد الانفصال أنه يهوى الجنوب وثقافته حيث وُلد وترعرع في ربوعه.. وكان على الشيخ الترابي أن ينذر عشيرته الأقربين أولاً بأفكاره وفتاواه الخربة ثم ينداح إلى ساحات الطلبة والتبع بعد أن فقد كل القيادات الواعية من حوله بأسباب اليأس والضجر أمثال الشيخ يسن عمر الإمام الذي خالفه من بداية الشقاق حيث قال إنه يختلف مع الترابي من كون هذه الحكومة قد خرجت من الدين وأن الجهاد قائم إلى يوم القيامة الشيء الذي جعل الترابي يجمع أهل الشعبي بداره ويقول لهم إن الذي يحق له التصريح والتحدث للصحافة والقنوات الفضائية الوحيدة هو الترابي وليس غيره وطالب بأن يسحب الشيخ يسن حديثه لصحيفة «ألوان» يومها ورئيس تحريرها كان الأستاذ أحمد عبد الوهاب وقد اضطر الشيخ أن يبلع لقاءه بالصحيفة ويسحبه بعد أن تم الإعلان له لعدة أيام.. وأخيراً انسحب الشيخ يس وابتعد نهائياً بعد موقفه من التدخل الأجنبي والتزم بيته قائلاً: «إنما يجمعه مع الترابي فقط العشرة الطويلة» وتبع ذلك ابتعاد محمد الحسن الأمين وبدر الدين طه وتجاني سنين بأسباب الرجوع إلى الحقيقة والحق والذي التزمه أخيراً الحاج آدم يوسف ومحمد عبد الحليم صاحب ملحمة فلنأكل من ما نزرع وكتاب الرد على فتاوى الترابي.. هذا غير ابتعاد كل القيادات الوسيطة والشبابية النشطة بأسباب مختلفة منها أن الشيخ الترابي الآن ليس موضع ثقة ولا يستطيع الإمساك أو الحفاظ على أسرار التنظيم والجماعة فصار غربالاً يقول أي شيء في كل شيء في كل زمان ومكان وبذلك يكون قد فقد شرعيته في أن يكون قائداً أو زعيماً للناس لأنه ليس مأموناً على أمرهم خاصة بعد إجراءاته الأخيرة بالاتصال والاتفاق مع حركة تمرد عبد الواحد محمد نور الصهيوني والشيوعي الشهير بالعمل على إسقاط هذا النظام!! والله تعالى يقول: «لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء» ولا حاجة للشعبي اتقاء حركات التمرد بإعانتها بكشف الخطط العسكرية والتكتيكية للعدو حسب تقلبات هوى ومصالح الترابي الشخصية وتصفية حساباته وضغينته الخاصة لأفراد بعينهم. وأخيراً ندعو الشيخ السنوسي والعقال من حول الترابي إلى نصحه فهو الآن في ذمتهم لكبر سنه وتفلت لسانه وهرفه بما يعرف ولا يعرف فالدين النصيحة.. اللهم نسألك الهداية وحسن الخاتمة لنا وللشيخ الترابي مثلها ونلح ونخص له في الدعاء.. اللهم آمين.