وزير الخارجية الأمريكي الأشهر في تاريخها الحديث هنري كيسنجر، الذي تجاوز عقده التاسع، وهو على عتبة العشرية التاسعة له، يدلق نوعاً من الخرف السياسي، على المشهد العالمي، ولولا تاريخه الطويل وتعبيره عن تعصبه اليهودي وعقليته الصهيونية ودعمه اللامحدود لإسرائيل، لما اهتم العالم وخاصة المنطقة العربية وصحفها وإعلامها بما قاله الرجل هذا الأسبوع لصحيفة الديلي سكيب النيويوركية، وفي ما يلي ترجمة من صحيفة الغد لما قاله الرجل .. وهي تخاريف لكنها تعبر عما يدور في الذهن السياسي الأمريكي واستراتيجيات سبق لهنري كيسنجر أن شارك في إعدادها، ولعله يهذي بها الآن كما جاء في النص أدناه: الرزيقي «في اعتراف مدهش لوزير الخارجية السابق في عهد نيكسون، يكشف هنري كيسنجر عما يحدث في العالم في الوقت الراهن، وخصوصاً في الشرق الأوسط. وبينما يتحدث من شقته الفاخرة في مانهاتن، ينظر السياسي المخضرم الذي سيبلغ من العمر 89 عاماً في أيار «مايو» إلى الأمام أيضاً في تحليله للوضع الحالي للمسرح العالمي الجيوسياسي والاقتصادي. ويقول كيسنجر «إن الولاياتالمتحدة تقوم بإطفاء الصين وروسيا، والمسمار الأخير في نعش سوف يكون إيران، التي تشكل، بطبيعة الحال، الهدف الرئيس لإسرائيل». لقد سمحنا للصين بزيادة قوتها العسكرية، ولروسيا بالتعافي من النظام السوفيتي، من أجل إعطائهما شعوراً زائفاً بالشجاعة، وسوف يخلق هذا كله شروط زوالهما بشكل أسرع. إننا مثل مطلق النار الماهر الذي يفتح الجراب لاستلال المسدس، وعندما يحاول المبارزة، بانغ بانغ. سوف تكون الحرب القادمة شديدة لدرجة أن قوة عظمى واحدة فقط تستطيع الفوز، وهي نحن أيها الرفاق، وهذا هو السبب في أن الاتحاد الأوروبي في عجلة من أمره لتشكيل دولة عظمى، لأنهم يعرفون ما هو آتٍ. فلكي تبقى على قيد الحياة، سوف يتعين على أوروبا أن تكون دولة واحدة متماسكة جميعاً. ويخبرني إلحاح الأوروبيين على ذلك أنهم يعرفون جيداً أن هذه المواجهة الكبيرة مقبلة. آه، لكم حلمت بهذه اللحظة الرائعة». «تحكم بالنفط ويمكنك التحكم بالدول، تحكم بالغذاء ويمكنك التحكم بالشعوب». ثم أضاف السيد كيسنجر: «إذا كنت شخصاً عادياً، فإنه يمكنك إعداد نفسك للحرب بالانتقال إلى الريف وبناء مزرعة. لكنك يجب أن تأخذ معك أسلحتك، لأن جحافل الجائعين ستتجول هناك. وكذلك، وعلى الرغم من أنها ستكون للنخبة ملاذاتهم الآمنة وملاجئهم المتخصصة، فإنه يجب عليك أن تكون حذراً أثناء الحرب مثل المدنيين العاديين، لأنه مازال من الممكن الوصول إلى الملاجئ». وبعد التوقف بضع دقائق لاستجماع أفكاره، مضى السيد كيسنجر إلى القول: «قيل لنا إن الجيش يجب أن يستولي على سبع دول في الشرق الأوسط بسبب مواردها، وهو على وشك إنجاز مهمته. ونحن نعلم جميعاً ما أعتقد به إزاء الجيش، لكن عليّ القول إنه أطاع أوامره بشكل مفرط هذه المرة. لم يتبق سوى مجرد ذلك الحجر الأخير، أي إيران، التي سوف تعدل كفة الميزان. إلى متى يمكن للصين وروسيا أن تقفا ساكنتين وتراقبا أميركا وهي تقوم بالتنظيف؟ سوف يستيقظ الدب الروسي والمنجل الصيني من سباتهما، وهذا هو الوقت الذي سيتعين فيه على إسرائيل أن تقاتل بكل ما أوتيت من قوة وأسلحة لقتل أكبر عدد ممكن من العرب. والأمل، إذا سارت الأمور بشكل جيد، أن نصف في الشرق الأوسط منطقة إسرائيلية. لقد تم تدريب شبابنا بشكل جيد على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك على ألعاب القتال الإلكترونية، وكان من المثير أن نرى لعبة «نداء الواجب الحربية النسخة الثالثة»، والتي تعكس بالضبط ما هو آتٍ في المستقبل القريب في برمجتها التنبؤية. إن شبابنا، في الولاياتالمتحدة والغرب، مستعدون لأنه تمت برمجتهم ليكونوا جنوداً جيدين. وعندما يصدر الأمر إليهم بالخروج إلى الشوارع ومحاربة أولئك الصينيين والروس المجانين، فإنهم سيطيعون الأوامر. من الرماد سنقوم ببناء مجتمع جديد، وسوف تكون هناك قوة عظمى واحدة فقط باقية، وسوف تكون هذه القوة هي الحكومة العالمية. لا تنسوا، إن لدى الولاياتالمتحدة أفضل الأسلحة، ولدينا أشياء لا توجد لدى أية دولة أخرى، وسوف نقدم هذه الأسلحة إلى العالم عندما يحين الوقت المناسب».