جاءت زيارة هيلاري كلينتون لدولة الجنوب في وقت تشهد فيه العلاقة الدبلوماسية بين البلدين ضبابية سببها الأكاذيب المتتالية التي أطلقها رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت للرئيس الأمريكي باراك أوباما في مناسبات عدة، ويقول تقرير نشرته صحيفة ماكيين كلاتشي البريطانية على موقعها الالكترونى بعنوان «أكاذيب سلفا كير تلون زيارة هيلاري للجنوب»: تأتي زيارة هيلاري لدولة الجنوب بوصفها أرفع مسؤول أمريكي يزور الدولة الوليدة بعد عام من العلاقات المضطربة بين البلدين في وقت تشهد فيه العلاقة بن البلدين تأزماً عميقاً سببه تكرار أكاذيب الرئيس كير على الرئيس أوباما في مناسبات عدة، وأوضحت كلينتون أن الهدف من الزيارة ايصال رسالة واضحة مفادها ضرورة إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بين السودانيين في أديس أبابا أو مواجهة العقوبات المحتملة، في محاولة يائسة لإعادة العلاقات المتعثرة بين واشنطنوجوبا الناجمة عن القرارات المحبطة والآحادية من قبل القادة الجنوبيين، أهمها رفض جوبا قطع علاقاتها مع حلفائها المتمردين على الخرطوم، وقرارها المفاجئ في يناير الماضي بإغلاق إنتاج النفط ثم التقدم العسكري شمالاً واحتلال حقل هجليج السوداني، ويبدو أن التوتر بين الولاياتالمتحدة والجنوب قد امتد إلى القادة، إذ كشفت مصادر مطلعة للصحيفة أن المشكلات بين الرئيسين ظهرت على السطح لأول مرة عندما التقيا على هامش الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، فبعد اجتماع دام لأكثر من نصف ساعة نفى كير أن يكون أوباما قد ضغط عليه من أجل إنهاء دعم المتمردين في السودان، نافياً دعم بلاده للمتمردين نفياً قاطعاً، الأمر الذي أثار غضب البيت الأبيض الذي لديه معلومات استخباراتية قوية عن العلاقة بين الحركة الشعبية وحركة قطاع الشمال المتمردة على الخرطوم وتسببت في استمرار النزاع الحدودي بين الدولتين، كما أن سلفا كير أنكر للمرة الثانية دعم بلاده للمتمردين في اتصال هاتفي مع أوباما بعيد اجتماع سبتمبر. ولتهدئة الأوضاع الملتهبة كتب كير رسالة شخصية إلى أوباما، ووفقاً لمسؤول أمريكي مطلع فضل حجب هويته، فإن الرسالة كانت بهدف الاعتذار، وأكد فيها سلفا كير علمه بالدعم العسكري الذي تقدمه حركته للمتمردين في السودان، وأنه لم يعترف لأوباما بذلك خوفاً من مستشاريه الموجودين بالغرفة آنذاك، وذلك لأنه يحاول إخفاء ذلك الدعم عن مسؤولين امريكيين يسعون إلى قطعه خوفاً من أنه قد يؤدي إلى نزاع حدودي طويل. واكد كير انه يعمل على التقليل من الدعم، ووصف المسؤول الرسالة بالسيئة للغاية، ووفقاً الى مسؤول سابق بالبيت الابيض اشترط عدم الكشف عن هويته، فإن العلاقة بين أوباما وكير قد وصلت إلى ادنى مستوياتها بعد المكالمة التى جرت بين الرئيسين فى الثانى من أبريل بعد أيام من الاشتباكات المسلحة على الحدود، ففى تلك المكالة اكد كير لأوباما أن حركته لن تستمر فى التوغل شمالاً للاستيلاء على حقل هجليج، وبعد ثمانية أيام احتلت الحقل، الأمر الذي خلق هوة عميقة من عدم الثقة بين الرجلين، ودفع الخارجية الامريكية الى اصدار تقرير لاذع عن سجل الجنوب فى مجال حقوق الانسان والفساد الذى افقد الدولة الوليدة مليارات الدولارات التي من شأنها تعزيز البنية التحية لبلد انهكته الحرب والنزاعات العرقية والقبلية. وتقول الصحيفة إن هنالك لوبيات داخل الإدارة الأمريكية تعمل باستمرار على دعم موقف جوبا داخل دهاليز البيت الأبيض بدعوى عقود الاحتراب الطويلة وانتشار الأمية وتفشي الأمراض بالجنوب وتعنت الخرطوم في مواقفها السيادية. ويقول المبعوث الخاص للخرطوم وجوبا برينستون ليمان في حوار اجري معه أخيراً في واشنطن عن علاقة بلاده بالجنوب: «نعم لقد أصبنا بخيبة أمل كبيرة في كثير من الأمور، ولكن مازلنا نتحاور مع جوبا بشأن الكثير من القضايا».