موجة من التفاؤل والأمل انداحت في أواسط الخبراء والمهتمين بالشأن الاقتصادي بتوقعاتهم بحدوث انفراج في الأزمة الاقتصادية الراهنة التي أمسكت بخناق البلاد على إثر انفصال الجنوب وحدوث عجز كبير في الموازنة العامة جراء خروج عائدات النفط ومرد آمالهم إثر الاتفاق المبدئي المبرم ما بين السودان ودولة جنوب السودان للاتفاق على استئناف تصدير النفط للجنوب عبر الأراضي السودانية والأخيرة استئناف إنتاج نفطها من جديد بعد الحماقات الكثيرة التي ارتكبت في السابق بقفل آبار البترول إثر الاحتكاكات والمناورات ما بين الدولتين وتبادل الاتهامات في شأن النفط، ولكن يبدو أن كلا الطرفين وصلا إلى قناعة أن الحل الأسلم لكل المشكلات الاقتصادية هو الاتفاق على البترول ومشكلاته بغض النظر عن الملفات الأخرى العالقة بين الدولتين لأهميته الكبرى في حلحلة كل المشكلات المالية ودفع الاقتصاديات وإنعاشها من جديد، ويبدو أن تدخلات بعض الدول النافذة في المجتمع الدولي كان لها أثر واضح في التوصل إلى حيثيات الاتفاق الذي تم ولا مجال لإنكار ذلك من جميع الأطراف (ويشربكها حكومة الجنوب والشمال وتحلها أمريكا). في فترة سابقة هدّد عددٌ كبير من تجار الإسبيرات المستعملة باللجوء إلى الاعتصام أمام مباني وزارة التجارة الخارجية والشروع في اتخاذ إجراءات قانونية لمناهضة القرار القاضي بوقف استيراد الإسبيرات المستعملة وطالبوا بإعادة النظر فيه وبعد فترة أصدر وزير التجارة قرارًا بفك الحظر عن قائمة السلع المحظورة، وقبل أن يجف الحبر الذي صدر به القرار صدر قرار رئاسي بإلغاء قرار وزير التجارة وما زالت الشكاوى ترتفع الأصوات بها جراء ارتفاع أسعار الإسبيرات الجديدة في الأسواق بنسبة فاقت كل التوقعات ويأمل أصحاب السيارات والمتأثرون بالقرار أن تحمل الأيام المقبلة انفراجًا مماثلاً كما حدث في شأن النفط بغض النظر عن الآثار سواء كانت سالبة أو موجبة وبعيدًا عن حسابات الربح والخسارة في عملية الاستيراد للتجار والتحذير من استنزاف الدولار. الجمعيات التعاونية نادى كثيرون بعودتها باعتبارها تمثل الحل الوحيد لتخفيف أعباء المعيشة على المواطن الذي تكالبت عليه المحن الاقتصادية وعصفت بأمنه واستقراره المادي الأسري والاجتماعي وقطع شك تساعد عودتها في توفير السلع والمواد الاستهلاكية بأسعار مناسبة بدلاً من ترك أمر التجارة للتجار والسماسرة والوسطاء في الأسواق للبيع والشراء وتسعى وزارة التجارة الخارجية بصورة جادة لإعادة بث الروح من جديد وإحياء نظام التعاونيات بصورته القديمة لتخفيف العبء المعيشي على المواطن بالتزامن مع مجهودات الولاية في ذات الإطار من خلال توفير أسواق ومراكز بيع مخفض ونحن في خواتيم شهر رمضان المبارك نسأل الله أن يتقبل الصيام من المسلمين جميعًا في مشارق الأرض ومغاربها وأن يعيده علينا بالخير والمغفرة والرحمة.