صديقي أزهري يدهش دوماً حينما يزور منزلنا في القوز، ويقول لي انه كلما جاء لهذه المنطقة تذكر أرياف الأبيض التي جاء منها، وكذلك الحال عند عبد الحميد الذي يشتاق للدامر حينما يرى القوز، وخالد الذي يروي بعض أشواق تنقاسي من القوز.. و.. والقائمة تطول وجميعهم يرون أن القوز الذي يتوسط الخرطوم ما هو إلا قرية صغيرة في أصقاع الشمالية أو نهر النيل أو كردفان، وجميعهم اتفقوا على أن هذه المنطقة هي قرية في وسط المدينة، والقوز للذين لا يعرفونه هو منطقة تقع على بعد خمسة كيلومترات من القصر الجمهوري، يعيش أهلها في تكافل وتراحم قل أن يوجد في هذا الزمان، فالكبير هناك أب لكل الأطفال، والأبناء يوقرون جميع الكبار، وعلى الرغم من مشاغل الحياة الكثيرة إلا أن تواصل وتراحم أهلنا في القوز مازال محافظاً على وتيرته على الأقل في هذا الشهر العظيم، وفي الأسبوع الماضي أقام نادي القوز الرياضي عادته الراتبة بتنظيم إفطار جماعي جاءت جميع موائده من بيوت شباب القوز وأهله «كل بصينيته»، وهي عادة راتبة ظل أهل القوز محافظين عليها لأكثر من عشرين عاماً مضت، وشارك في الإفطار جميع أندية الدرجة الثانية وكذلك نادي الشجرة، وشرفه عدد من المسؤولين على رأسهم وزير العلوم والتقانة والاتصالات د. عيسى بشرى، ومعتمد الخرطوم اللواء عمر نمر، ورئيس الغرفة التجارية وابن المنطقة والرئيس الأسبق لنادي القوز يس حميدة، وإن كان الإفطار بهدف تلاقي من شغلتهم هموم الدنيا ومشاغلها، إلا أنه كان مناسبة جيدة للاستفادة من أولئك القادة للنهوض بمدينة القوز الرياضية التي لها من العمر ما يكفي لتشييد الكثير من المدن في دول العالم الأخرى، فكان الوعد بتسوير هذه المدينة وتنجيل ملعبها حتى يستفيد أهل القوز من مدينتهم الرياضية، وفي مقدمتهم فريق كرة القدم الذي له الكثير من الصولات في الملاعب منذ سنوات عديدة، وخرَّج هذا النادي الكثير من اللاعبين الذين مثلوا السودان في المحافل الدولية وغيرهم ممن لم يسعفهم الحظ لخوض غمار المنافسات الإفريقية والدولية، ولكنهم نجوم لا يشق لهم غبار، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر عبد المنعم صديق وعبد المنعم عبد الباسط وحمادة وخالد مصطفى نور الدين «أبو نورة» وقائمة طويلة من أميز لاعبي القوز، وأهل المنطقة ينتظرون الآن انتفاضة منشآت نادي القوز الرياضي وإعمار المدينة الرياضية، وهذا من شأنه أن يدفع مسيرة النادي للأمام وصعوده للدرجة الأولى ومنها للممتاز، وهو أهل لذلك بحكمة وحنكة إدارته التي يقودها الأستاذ حسن حميدة، وبقوة ومهارة أبنائه اللاعبين ووقفة ومساندة جمهوره.