بعد يوم شاق من العمل المتواصل مساء الإثنين الماضي عقب رحلة استقرت عدة أيام في بعض ولايات السودان، كنت أنوي أخذ قسط من الراحة في ذاك المساء، ولكن مهاتفة الأخ العزيز عباس معني جعلتني أغيِّر وجهتي من المنزل لنادي القوز الذي لا يبعد كثيراً عن منزلنا، وبصحبتي الأخ العزيز محيي الدين عابدين الذي كان له الكثير من الصولات والجولات في المكتبة الثقافية وغيرها من البرامج في سنوات خلت، ففي مساء الإثنين المنصرم واصل شباب القوز برنامجهم «المعتاد» في إقامة منتدى القوز الثقافي الذي انقطعت عنه سنين عديدة بسبب مشاغل العمل ولكني في ذلك اليوم قررت الحضور ولو قليلاً فوجدت نفسي أعيش أجمل الأوقات وأنا أستمع للكثير من القصص «الواقعية» التي كان أبطالها أعمامنا حسن ناصر وبلال عبيد بلال وكرار محمد أحمد البدري والسر محمد عباس«المصري» والجيلي حامد أبوزيد، ولكل واحد من أعمامنا هؤلاء قصة تجعلك تنسى رهق السنين وإن كان جبلا ً، خاصة حينما يتعلّق الأمر بالقوز وتاريخها الطويل والترابط الاجتماعي الذي قلّ ما يوجد الآن في خرطوم الفيل، ويحمد لأهل القوز أن ترابطهم هذا مايزال مستمراً رغم التغيرات الكثيرة التي حدثت إن كان على الصعيد الاقتصادي أو الاجتماعي، فكانت متعة الاستماع لأجمل الأغاني التي عرضت في مسرح نادي القوز وأطربت الحضور من الشيب والشباب، وكانت فرقة تيراب حاضرة بخفتها وروعتها وأضحكت أهل المنطقة والضيوف المشاركين من أندية الخرطوم المختلفة، وبحثت كثيراً عن ممثل لوزارة الثقافة بالخرطوم فلم أجد، وعن ممثل للمحلية فلم أجد، ولكنني وجدت عدداً من رموز الرياضة والثقافة في الخرطوم ووجدت الكثير من أعمامنا في القوز وهم يتبادلون «القفشات» مع شباب المنطقة وكأنهم أصدقاء مقربين ولا حاجز لعامل السن بينهم، وهكذا هو حال القوز وأهله دوماً. إن الجهد الكبير الذي تبذله إدارة نادي القوز ممثلة في الأمانة الثقافية يحسب لها وللقوز الذي له من التاريخ ما يكفي في المحافل كافة، ونرجو أن يتواصل هذا النشاط ويتحول من الجانب الثقافي للرياضي حتى يعود القوز إلى موقعه الطبيعي في مقدمة الأندية في السودان وليس الخرطوم فقط، ونرجو أن يستمر منتدى القوز بمشاركة وحضور قيادات العمل الثقافي في الولاية والمحلية حتى يثري الساحة الثقافية بصورة عامة.